«الأيام» في رحلة شاقة إلى المنطقة الساحلية بخور العميرة ..وضع بائس.. لمنطقة مازالت خارج نطاق التغطية

> «الأيام» محي الدين الشوتري

>
تقع منطقة خور عميرة بمديرية المضاربة محافظة لحج غرب مدينة عدن، وتبعد عنها بنحو 100 كيلومتر غربا، يحدها شرقا منطقة وادي مرخة، وغربا منطقة رأس العارة، وشمالا منطقة هويرب، وجنوبا بحرها المضطرب من الإهمال الذي تلاقيه المنطقة من الجهات المختصة، ويبلغ عدد سكان منطقة الخور حسب آخر الإحصائيات نحو 1500 نسمة، ويعمل معظمهم في مهنة الصيد.. لكن رغم ما تختزنه هذه المنطقة الجميلة من ثروات، فإنها مازالت خارج نطاق خدمة جهات الاختصاص.

«الأيام» لبت الاتصالات الهاتفية التي تلقتها من أبناء منطقة الخور لزيارة المنطقة المهضومة، وخرجت بسلسة من الهموم، نسكبها في السطور الآتية.

تعليم مشلول

كانت أولى بداياتنا عند وصولنا المنطقة والشمس في كبد السماء، أنا ودليل الرحلة الأخ محمد الشميري، مدرسة الأوزاعي بالمنطقة، مدرسة قد أكل عليها الدهر وشرب، وتتكون هذه المدرسة من سبعة فصول فقط، دون مكتب للإدارة المدرسية يحفظ فيها الأرشيف، ولا مستودع للأثاث والكراسي. وعن واقع التعليم في الخور يتحدث لـ«الأيام» الأخ عبد زين مدير مدرسة الأوزاعي قائلا:«تواجهنا في المدرسة مصاعب جمة تعكر صفو العمل في المدرسة، منها عدم وجود مجلس آباء يساهم في العملية التعليمية، وحل القضايا مع الإدارة».. وواصل مدير المدرسة حديثه قائلا:«يعاني المعلمون المنتدبون في المنطقة فصولا كثيرة من المعاناة، منها عدم توفر السكن الملائم، إذ يفترشون القاعات الدراسية، وينفق هؤلاء المعلمون معظم رواتبهم في التغدية، رغم أن لديهم أسر وتنتظرهم متطلبات حياتية كثيرة».. وطالب مدير المدرسة في ختام حديثه الجهة المسئولة بإعطاء مدرسة الأوزاعي عناية كبيرة.

الخور ومعركة الماء!

الأستاذ شوقي محمد سالم تحدث في هذا السياق قائلا:«في البداية نرحب بـ«الأيام» الغراء و نزولها الميداني إلى منطقتنا فلطالما حلمنا بقدومها، وهي أول صحيفة تنزل هذه المنطقة لتتلمس همومها واحتياجاتها، ولا يخفى على أحد وضع المنطقة المؤلم والمزري في شتى مجالات الحياة الأساسية والضرورية، فمنطقتنا مكلومة محرومة من جميع النواحي.. فمشروع مياه الخور على سبيل المثال لا ندري كيفية الطريقة التي يتم التعامل بها، من حيث وجود خزان الماء سعته حوالي ثلاثين ألف لتر ولا يغطي احتياجات المنطقة وحدها، كونه مربوطا بعدة مناطق مجاورة منها ترن، الخبة، السهالة، المهاند ومناطق أخرى، ولا يغطي عندنا في الخور سوى مجموعة بيوت في كل يوم، ناهيك عن عدم صيانة الشبكة التي تحولت إلى مجموعة مستنقعات، نتيجة تسرب الماء من الأنابيب، وخراب أغلب المحابس، فهي بحاجة إلى الصيانة مرة أخرى كون مقاول المشروع كما يبدو سلم المشروع ولم يعمل بالصيانة كما نص عليه الاتفاق مع لجنة الماء بالمنطقة، أتمنى أن يتم انتشال منطقتنا من وضعها المزري».

الأخ مجعلي قفاز هاوي عضو المجلس المحلي بالمديرية قال:«في البدء نشكر صحيفة «الأيام» والقائمين عليها لاهتمامها بقضايا المواطن أما عن مشكلة مشروع مياه الخور العميرة فتكمن في الآتي:

- عدم سعة الخزان الجديد للمياه الكافية لكثافة المستهلكين في خور العميرة والقرى المجاورة.

- إضافة إلى الشبكة الداخلية للمشروع بمنطقة خور العميرة لم يتم استكمالها ولم يتم تركيب العدادات، حيث لم تصل المياه إلى كافة الفروع.

- اللجنة التي تم تشكيلها من قبل الصندوق الاجتماعي لم تقم بمهامها كما يجب.

وأمام هذا الوضع تقدمنا بمذكرة للأمين العام للمجلس المحلي للمحافظة عن الإشكاليات ووجه مشكورا إلى مياه الريف بالمحافظة بربط المشروع بالخزان القديم، كما وجه إلى الصندوق الاجتماعي للتنمية بإلزام المقاول للشبكة الداخلية لمشروع مياه خور عميرة بالتقيد الكامل وتركيب العدادات لاستمرارية المشروع».

الخور صرخة استغاثة

كل ما رأيناه من تدني الخدمات بمنطقة الخور يعكس حال الإهمال التي لازمت المنطقة خلال السنين الماضية، فحالها لا يسر صديقا ولا عدوا، واستمرار وضعها بهذا الحال قد ينذر بقدوم كارثة لا محالة.. المواطنون في منطقة الخور يعانون آلاما جمة، وهم بحاجة ماسة للمشاريع الحيوية لتنعش أوضاعهم الهشة.

قبل الوداع

قبل الختام لابد من توجيه كلمة شكر وعرفان لكل من ساهم في نجاح الرحلة أثناء سبرها لأغوار واقع المناطق التي زرناها وسننشرها في الحلقات القادمة، ونخص بالذكر الأمين العام للمجلس المحلي للمديرية وقائد القطاع الأخ أنور الشرعبي الذي استمر في اتصال بنا حتى لحظة وصولنا إلى عدن، وجميع الأهالي الذين استقبلونا خير استقبال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى