«الايام» تتابع الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الفم في 12 مديرية بمحافظة الحديدة ..الشمة البيضاء وتردي الأوضاع وراء تفشي المرض الخبيث بين المواطنين

> «الايام» عبدالإله أبوعلي:

>
الفريق الطبي أثناء تقديمه العلاجات المجانية للمرضى
الفريق الطبي أثناء تقديمه العلاجات المجانية للمرضى
تواصل الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الفم أعمالها في (12) مديرية من مديريات محافظة الحديدة وهي: الزيدية، الزهرة، اللحية، المنيرة، القناوص، الضحي، زبيد، التحيتا، بيت الفقيه، حيس، المنصورية، الجراحي، وذلك للقيام بحملة توعوية تثقيفية للوقاية من سرطان الفم المنتشر في هذه المناطق بسبب الشمة البيضاء.

وتعد هذه الحملة هي الأولى من نوعها تقوم بها المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان وبعض منظمات المجتمع المدني في محافظة الحديدة. وقد يرجع السبب في ذلك إلى تعرض الكثير من المرضى من سهل تهامة للإصابة بهذا المرض عند الكشف عليهم في مستشفى الثورة بصنعاء حيث وجد الأطباء المختصون أن هناك ظاهرة غير طبيعية قد تكون منتشرة وبشكل كبير في أوساط النساء والأطفال والشيوخ في هذه المناطق وبحاجة إلى دراسة ونزول ميداني لها وقد قام فريق من الأطباء بزيارة لمنطقة بني خميس بمديرية الزهرة حيث وجدوا أن مادة الشمة البيضاء قد تكون الوجبة الرئيسية للمواطنين من جميع الفئات العمرية الصغيرة أو الكبيرة مما يعني تعرضهم للإصابة بسرطان الفم وقد وضعت المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني خطة عمل للقيام بحملة وطنية ميدانية إلى المناطق التهامية للتوعية بخطورة هذا المرض وأسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه وكذلك جمع البيانات والمعلومات عن هذه المناطق المستهدفة وعن المواطنين وحياتهم من التغذية والسكن والتعليم والبيئة والوضع الاجتماعي والصحي لهم .

كما استطاعت المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان التنسيق مع جهات مختلفة من مجالس محلية وجامعات ومشايخ وأعيان وعقال للمناطق المستهدفة وتقديم الدعم الكبير للمرضى من أدوية وعلاجات ومحاضرات توعوية ولوحظ أن المعيار الذي أقدمت عليه هذه المنطمات الطوعية التي تحل محل المؤسسات الصحية الحكومية الغائبة من القيام بواجبها بشكل إنساني فهي أيضا تسعى بكافة إمكاناتها البشرية والمعنوية والمادية لتحقيق الأهداف التي تتوخى من ورائها الحد من انتشار مرض سرطان الفم وخاصة في المناطق النائية والمحرومة من الخدمات الصحية والتعليمية.

وعند نزول فريق العمل المكون من أطباء وفنيين إلى المديريات المستهدفة قام بإجراء المعاينات والكشف على المرضى وتقديم العلاجات المجانية وهي عبارة عن (معاجين للأسنان) والفرشات ومضمضات وفتامينات ومعالجة أمراض اللثة ، كما قام بإلقاء المحاضرات ونشر صور توضيحية ورسومات ومطبوعات نوعية عن أمراض سرطان الفم، ورافقتهم في عملهم قاطرة طبية تحتوي على أجهزة حديثة ومعدات متخصصة .

د. ميرفت مع أعضاء الحملة
د. ميرفت مع أعضاء الحملة
وقد كشف فريق العمل عن الأسباب الحقيقية وراء تفشي المرض الخبيث، وهي تناول الشمة البيضاء والفقر وانخفاض مستوى دخل الفرد وتردي الأوضاع الاقتصادية والصحية وقد ساعدت جميعها في تفشي المرض في أوساطهم بل إن البعض من الأمهات يعتقدن أن تناول الأطفال للشمة هو علامة من علامات الرجولة .

ونجد أن هناك عوامل أخرى منها انغراس ثقافات خاطئة وعادات وتقاليد سيئة وموروثات شعبية غر حضارية حيث يرى البعض أن الشمة تقي من تسوس الأسنان وتسكن الألم، كما أن للمجالس المحلية دوراً فعالاً بالمديريات في التعاون والتفاعل من منطلق المسئولية الوطنية ابتداء من إبلاغ المواطنين واستضافتهم واستقطابهم من القرى القريبة والبعيدة والمشاركة في توعيتهم مما سهل عمل الفريق .

وأكدت لـ«الأيام» طبيبة اختصاصية تقوم بالكشف والمعاينة وهي الدكتورة ميرفت مجلي أن الدور الكبير والإنساني لمنظمات المجتمع المدني هو ملامسة واقع المواطنين وتلمس هموهم واحتياجاتهم سواء الصحية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، وقيام المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني هو دليل على الدور المهم لخلق شراكة مجتمعية حقيقية تكون في خدمة المواطنين.

وقالت:«قد شعرنا نحن وفريق العمل بسعادة بالغة ونحن نرى الابتسامة والفرحة في وجوه المواطنين عند معاينتهم وكذلك فزعهم وخوفهم على أنفسهم وخاصة فئة الشباب وكان الكثير منهم يستجيبون للتوعية سريعا ويقومون برمي الشمة والامتناع منها حتى أننا وجدنا مصداقية منهم.

وأحب أن أؤكد أن التشخيص المبكر يأتي في المقدمة الأولى للعلاج من قبل الطبيب المختص ولكن للأسف ما وجدناه هو تردي الوضع الصحي في المراكز الصحية بالمديريات وانعدام الكادر الطبي المتخصص وكانت هذه بمثابة نكسة كبيرة تعرض حياة الكثير من المواطنين للخطر ومنه للموت.

مصابة تتلقى العلاج
مصابة تتلقى العلاج
من هنا وضع فريق العمل بالحملة جملة من المعالجات والحلول للحد من الإصابة بسرطان الفم منها: الاهتمام بالتوعية وبالجانب الوقائي فنحن لا نستطيع أن نعالج حالات كثيرة من سرطان الفم إلا القليل منها ونرى ضرورة معرفة الحالة الصحية العامة للمريض والتشخيص المبكر وعمر المريض وضرورة إقامة حملات توعوية واسعة يشارك فيها كافة شرائح المجتمع المدني من مجالس محلية ومنظمات ومشايخ وعقال تبدأ من المدرسة كون هذه الظاهرة تطال الأطفال في هذه المناطق مع ضرورة التشخيص من قبل طبيب الأسنان وإلزام المجالس المحلية بالاهتمام بالمراكز الصحية والكادر الصحي المتخصص سواء في مجال الأسنان أو في المجالات الأخرى ومتابعة الحالات المصابة أولا بأول والحالات الجديدة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى