دورة الألعاب الرياضية المدرسية الرابعة لفتيات الجمهورية ..ختام ناجح لدورة ناجحة ورياضة المرأة ضمن توجه ثابت ومتطور

> «الأيام الرياضي» محمد سعيد سالم :

>
جاء ختام دورة الألعاب الرياضية المدرسية الرابعة لفتيات الجمهورية في صنعاء الخميس الماضي، وسط تظاهرة كبيرة من فتيات المدارس وكادرات وقيادات وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم، بما يؤكد جدية الإدارة العامة للمرأة بوزارة الشباب والرياضة، والإدارة العامة للنشاطات المدرسية بوزارة التربية والتعليم، في تدعيم جهود إبراز تنمية الفتاة اليمنية، وإظهار قدرتها على الابداع في مجال الرياضة.

الدورة والنتائج

< دورة الالعاب الرابعة، جرت في أربع لعبات، هي: الكرة الطائرة كرة الطاولة، ألعاب القوى، والشطرنج، وللتذكير فقد استمرت على مدى أسبوع (7-1مايو الجاري) بمشاركة واسعة من المحافظات، بلغ عدها عشر محافظات:(أمانة العاصمة، عدن، المكلا، تعز، محافظة صنعاء، مأرب، عمران، حجة، الحديدة، وذمار).

وكشفت نتائج المنافسات عن فوز الأمانة بالمركز الأول في مسابقات كرة الطاولة، الكرة الطائرة، ألعاب القوى، بينما فازت المكلا بالمركز الأول في بطولة الشطرنج، أما عدن فقد احتلت المركز الثاني في كرة الطاولة والكرة الطائرة، بينما جاءت ذمار ثانية في ألعاب القوى، وتعز ثانية في الشطرنج.

وفي المركز الثالث في مختلف الالعاب، حصلت المكلا على ذلك في الكرة الطائرة والطاولة، وحجة في ألعاب القوى، والأمانة في الشطرنج.

الإدارة والاشراف

المنافسات جرت تحت إشراف عدد غير قليل من سيدات الادارة الرياضية والتربوية، من الأمانة والمحافظات، وقد حرص المشرفون الاساسيون من الإدارة العامة للمرأة بوزارة الشباب والرياضة، والادارة العامة للنشاطات المدرسية بالتربية والتعليم على أن تتم المسابقات وفقاً للوائح ونظم المسابقات المعتمدة في الاتحادت الرياضية الرسمية، كما تمت الاستعانة بمختصين من الاتحادات تحت إشراف قطاع الرياضة بوزارة الشباب والرياضة بقيادة الاستاذ عبدالحميد السعيدي الوكيل المساعد المختص، وقد منح ذلك المسابقات في الدورة عوامل النجاح والمشاركة الفاعلة من مختلف فرق الفتيات من مختلف المحافظات المذكورة.

حشد الختام

الحفل الختامي شارك فيه حشد غير قليل من مسؤولي الشباب والرياضة والتربية والتعليم، تقدمهم الأخ معمر الارياني الوكيل الأول بوزارة الشباب والرياضة والوكيل عبدالله بهيان، وحشد غير قليل من القيادات، وهو الأمر الذي أضفى على برنامج الختام جانباً من الإيجابية، مع عملية تأكيد على أن العمل مع المرأة الرياضية في بلادنا وفي المدرسة توجه ثابت ومتطور لرفع مستوى رياضة الفتيات، والنهوض بالرياضة النسوية، لتسهم بدورها في الدفاع عن سمعة الرياضة النسوية في المحافل الخارجية.

المديرة العامة لرياضة المرأة

الأخت نورا علوي الجروي المدير العام لرياضة المرأة بوزارة الشباب والرياضة والمعروفة بأدبها الجم وأدائها الانساني والاخلاقي في مجال عملها ، قادت مجموعة من الكادرات النسوية المحترمة للإعداد والتحضير للدورة، مع مساعدة ملموسة من كفاءات تربوية معروفة، في صورة خلاقة من العمل المشترك النابع من عادات وقيم وتقاليد المجتمع اليمني.

وفي كلمة رئيسية في حفل الختام قالت (نورا):«نفذنا مسابقات في أربع رياضات أساسية، بالاضافة إلى عدد من النشاطات الثقافية والاجتماعية والفنية والتدريبية، وقد تلقت المشاركات محاضرات توعوية في مفاهيم الانتماء الوطني، وتعزيز قيم الخير، والعطاء لدى ناشئات اليوم وماجدات الغد»..وقالت:«إن الهدف من هذه اللقاءآت هو ترسيخ الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى خلق تنافس شريف بين المشاركات» .. مؤكدة أن المرأة اليمنية ظلت موحدة في معاناتها وتضحياتها، وقد حملت إسم اليمن وتمثيلها بكل جدارة واعتزاز في المحافل العربية والدولية، وخصت بالذكر طلائع الحركة الرياضية النسوية في عدن الحبيبة فترة الثمانينات.

وختمت نورا الجروي كلمتها بالشكر لكل من ساند ودعم إقامة الدورة الرياضية.

التوافق مع الشرع

«الأيام الرياضي» تواجدت وسط أجواء الحشد الكبير من المشاركات والمشاركين في حفل الختام، ورصدت مستوى الترتيب لفعاليات تكريم البطلات المشاركات في فرقها الحائزة على مراكزها المتقدمة، ولمست وجود إرادة وحيوية وسعادة وسط الفتيات وقائداتها من التربية والتعليم وقطاع رياضة المرأة في المحافظات تجاه الرغبة باستمرار هذه الدورات والمسابقات، ولكن ظلت المطالب التي ترافق هذا النوع من النشاطات، وبصورة ملحة تتركز في ضرورة أن تكون متوافقة مع الشرع.

هذا الأمر أكدته قيادة وزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم في مناسبات عديدة، وقد أظهرت المديرة العامة للمرأة نورا الجروي تأكيدات مبكرة على مسار هذه النشاطات وفقاً لشرع الله، ودون خروج عن قيم وعادات المجتمع اليمني المسلم، ويتساوى في ذلك النشاطات والمسابقات النسوية التي تقيمها الإدارة العامة للمرأة أو الاتحاد العام للرياضة النسوية الذي ترأسه الرياضية المعروفة نظمية عبدالسلام

الضوابط الشرعية

ويرى كثير من المراقبين أن أهم الضوابط الشرعية لممارسة الرياضة النسوية، تتمثل في بعض المكونات، وأهمها:

(1) بيئة نسائية

(2) ارتداء الملابس المحتشمة

(3) ارتداء الحجاب

(4) اختيار الرياضة المناسبة.

الصالات المغلقة

هذه الضوابط الشرعية تحتل اهتماما ملموساً من الجهات ذات العلاقة بالنشاط الرياضي النسوي، وقد أنشأت وزارة الشباب والرياضة نادياً خاصاً (مغلقاً ) لممارسة رياضة المرأة، هو (نادي بلقيس) في صنعاء، الذي يستضيف معظم نشاطات الرياضة النسوية ومسابقاتها، ومنها دورة الالعاب الرياضية المدرسية الرابعة، وجرى الالتزام الواضح بالضوابط الشرعية المشار إليها فيما تقدم.

الوعي والرؤية الموحدة

لقد أقامت وزارة الشباب والرياضة عبر (الادارة العامة للمرأة وقطاع الرياضة) العديد من الملتقيات الرياضية النسوية الناجحة، وكان هدف كل هذه الملتقيات خلق رؤية موحدة للرياضة النسوية، وتحديد مرتكزاتها، وخلق وعي رياضي حولها، نابع من تعاليم ديننا الاسلامي، يعزز من دور المرأة في مجال الرياضة، ويمنحها حق إثبات أهمية المرأة باعتبارها نصف المجتمع.

الأخت فاطمة العرشي رئيسة اللجنة الرياضية بمحافظة عدن، قالت في كلمة ألقتها في أحد الملتقيات:«رياضة المرأة في اليمن من الامور التي توليها الدولة اهتماماً كبيراً، وتحاول السعي بها قدماً إلى الظهور والمشاركة الفاعلة داخلياً وخارجياً».. وقالت:«الرياضة النسوية في اليمن في تقدم ملموس، مما يبشر بانطلاقه كبيرة للرياضة النسوية، والمشاركة الحقيقية برفع علم بلادنا في المحافل الدولية».

الظروف والعوامل والانتشار

يقول الدكتور عبدالجبار عبدالله سعد عميد المعهد العالي للتربية البدنية والرياضية والدكتور طائري عبدالرزاق الوكيل السابق للمعهد في بحث مشترك لهما، حول الرياضة النسوية:«إن الرياضة ظاهرة اجتماعية ثقافية متداخلة بشكل عضوي في النظم والبنى الاجتماعية ،وإن التقدم والرقي الرياضي يتوقف على المعطيات والعوامل الاجتماعية السائدة في المجتمع، ولذلك فإن للظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تأثيرها المباشر أو غير المباشر على تقدم أو تدهور ممارسة أفراد المجتمع للأنشطة البدنية والرياضية، والمساحة المتاحة لهذه الممارسة»..ويقولان:«فقد تعززت مكانة ودور المرأة اليمنية، وحظيت بكثير من الاهتمام،وبدعم حقها من المشاركة الايجابية في مختلف مناحي الحياة»..وأورد البحث، أنه وعلى الرغم من أن اليمن قد عرفت الرياضة النسوية منذ الخمسينات من القرن الماضي، وبالذات في مدينة عدن، التي كانت حينها تحت الاحتلال البريطاني، إلا أنها كانت محدودة وضئيلة. وفي السبعينات تمكنت المرأة اليمنية من استعادة نشاطها الرياضي (بعد الاستقلال)، وتألقت الرياضة النسوية في تلك الفترة، وبرزت نجمات نسوية في ألعاب القوى والكرة الطائرة وكرة السلة وكرة الطاولة، وكانت من بين أبرزهن المهندسة نائلة نصر حسن عباس بطلة لعبة كرة الطاولة، التي حققت لليمن العديد من الإنجازات في المنافسات العربية.

الممارسة الكريمة لرياضة المرأة

إن نجاح الدورة الرياضية المدرسية الرابعة للألعاب لفتيات الجمهورية، يضيف حلقة جديدة إيجابية في سلسلة النشاطات والملتقيات الخاصة برياضة المرأة في بلادنا..ولكن مع كل نجاح يتحقق ستبقى المطالب المشرعة المصاحبة لها، أن تكون الجهات المعنية بها وفي تنظيمها وتمويلها، على استعداد دائم لصيانة هذه النشاطات، بما يحفظ الأسس المثلى لممارسة كريمة لرياضة المرأة، أساسها قيم المجتمع المسلم في اليمن، كما ورد في مواقع كثيرة من هذه الصفحة،لكن الأهم في الوقت الراهن وعلى المدى البعيد، أن يتم إنشاء أندية خاصة (مغلقة) للرياضة النسوية، وعلى مستوى كل المحافظات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى