السودان يقطع العلاقات مع تشاد بعد هجوم للمتمردين

> الخرطوم «الأيام» أوفيرا مكدوم :

>
قطع السودان العلاقات الدبلوماسية مع تشاد أمس الأحد بعد هجوم شنه متمردو دارفور على العاصمة السودانية الخرطوم تقول الحكومة إن الرئيس التشادي ادريس ديبي دعمه.

وقاتل المتمردون القوات السودانية أمس الأول في منطقة أم درمان بالخرطوم فيما قال احد قادتهم انه محاولة للاستيلاء على السلطة.

وقال سليمان ساندال وهو قائد كبير في حركة العدل والمساواة لرويترز في وقت سابق أمس الأحد "ان شاء الله سنسقط عمر البشير نفسه." لكن منذ ذلك الحين لم ترد اي تقارير من المتمردين.

وقال مسؤولون إن آخر المتمردين فروا من العاصمة السودانية مساء أمس الأحد بعد ان نقلوا الصراع لأول مرة منذ عقود الى العاصمة. ويعتقد ان حوالي 65 شخصا قتلوا في الاشتباكات.

وقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي "هذه القوات هي قوات تشادية بالأساس مدعومة ومجهزة من تشاد تحركت من تشاد تحت قيادة خليل إبراهيم." مضيفا ان السودان يقطع علاقاته الدبلوماسية مع تشاد.

وذكر البشير أن المتمردين الذين نفذوا هجوما خاطفا عبر 600 كيلومتر من الصحراء لمهاجمة ضاحية غربية بالخرطوم كان يقودهم خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة في منطقة دارفور بغرب السودان وانه ينتمي الى نفس القبيلة التي ينتمي اليها ديبي.

ونفت تشاد أي ضلوع لها في الهجوم لكن محللين يقولون إنها ربما تكون أيدت المتمردين للرد على هجوم على العاصمة التشادية قبل ثلاثة أشهر.

وقال أمجد عطا الله من ائتلاف انقذوا دارفور "يبدو الأمر في هذا الجانب على الأقل انتقاما من حزب المؤتمر الوطني (الحزب السوداني الحاكم) لدعمه للمتمردين في تشاد الذين كانوا على وشك الإطاحة بالحكومة هناك في فبراير."

وقال مسؤول كبير في الحكومة إن 70 مركبة تتبع حركة العدل والمساواة دخلت ام درمان أمس الأول وذكر مصدر أمني أن الجيش اشتبك مع المقاتلين غربي أم درمان وقتل 45 متمردا بينهم قيادي كبير.

وقال عبد الحليم المتعافي والي الخرطوم إن نحو 20 من أفراد الأمن في المجمل قتلوا وإن 30 جريحا من المدنيين يرقدون في المستشفيات.

وقال مترف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية لرويترز مساء أمس الأحد إن جميع قوات المتمردين غادرت العاصمة الآن. وقال مصدر امني ان المتمردين تقهقروا الى مسافة نحو 70 كيلومترا خارج المدينة.

وقال صديق لوكالة الانباء السودانية ان السودان سيقدم شكوى رسمية الى مجلس الامن بالامم المتحدة ضد تشاد. وقالت الوكالة ايضا ان 300 شخص يشتبه انهم من المتمردين اعتقلوا في العاصمة.

ويشكو متمردون في جنوب وغرب وشرق السودان منذ عقود من إهمال الحكومة المركزية لمناطقهم.

وفي عام 2005 أنهى اتفاق سلام بين الشمال والجنوب حربا أهلية وعزز اقتصاد السودان بزيادة انتاج النفط في الجنوب لكن هذا الاتفاق لم يشمل الصراع الذي اندلع في دارفور قبل خمسة أعوام.

ويقدر خبراء دوليون أن نحو 200 ألف شخص لاقوا حتفهم في حين أجبر 2.5 مليون على النزوح عن ديارهم في دارفور منذ حمل متمردون معظمهم من غير ذوي الاصول العربية السلاح.

وقال بشير آدم رحمن وهو السكرتير السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض إن معارك أمس الأول أوضحت للحكومة أن الحرب آتية إلى عقر دارها وأن عليها أن تستغل الفرصة لإجراء محادثات سلام.

لكن مسؤولين في الحكومة قالوا إن الهجوم على ام درمان التي تقع قبالة الخرطوم عبر ضفة نهر النيل استبعد حركة العدل والمساواة من أي عملية سلام.

وظل حظر التجول ساريا على مشارف أم درمان. وظلت نقاط التفتيش التابعة للجيش قائمة على كل الطرق الرئيسية.

واصطفت الدبابات في شوارع أم درمان وحملت عشرات المركبات مسلحين وهي تجوب الشوارع. وتعتقل قوات الامن أشخاصا معظمهم شبان يبدو عليهم أنهم من دارفور.

وتناثرت السيارات المحترقة والزجاج المحطم في بعض الشوارع الرئيسية في ام درمان وتسنى رؤية رفات القتلى. واصابت قذيفة مورتر مئذنة مسجد. لكن الشوارع امتلأت مرة اخرى بالناس.

وعرض التلفزيون الحكومي صورة لإبراهيم الذي وصفه بأنه مجرم حرب وناشد المواطنين التقدم بأي معلومات عن مكانه ورصد مكافأة قدرها 125 ألف دولار لأي معلومات تفضي إلى اعتقاله.

وقال مترف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية لرويترز إن قوات الأمن فتشت السفارة التشادية في الخرطوم الليلة الماضية.

ومضى يقول إن الاتصالات التي تمت مراقبتها كشفت عن أن إحدى نقاط الاتصال بالنسبة لقيادة المتمردين كانت من داخل السفارة التشادية في الخرطوم. واضاف وقت لاحق ان الملحق الامني تم اعتقاله.

وعبرت تشاد عن دهشتها ازاء قرار السودان "المتعجل" بقطع العلاقات الدبلوماسية وقالت إنها تأمل في إعادة العلاقات.

ووقع ديبي والبشير اتفاق عدم اعتداء في مارس آذار تعهدا فيه بعدم السماح بأن يستخدم المتمردون أراضيهما لتنفيذ عمليات مسلحة. وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاق.

(شاركت في التغطية سكاي ويلر في جوبا واندرو هيفنز في الخرطوم) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى