> بيروت «الأيام» ربى كبارة وجوزف بدوي:

جنود من الجيش اللبناني ينتشرون في مدينة طرابلس شمال لبنان بعد القتال العنيف الذي شهدته وتظهر آثاره في المبنى
وتحقق ذلك اثر تفويض الزعيم الدرزي وليد جنبلاط خصمه السياسي التقليدي طلال ارسلان التنسيق مع حزب الله لنشر الجيش اللبناني في مناطق الاشتباكات.
وتزامنت هذه التطورات على الارض مع اعلان رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم مساء أمس الاحد في ختام اجتماعات مجلس الوزراء العرب في القاهرة ان لجنة وزارية عربية شكلت برئاسته والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ستتوجه الى لبنان «في اقرب وقت».
وفي اليوم الخامس من اعمال العنف والمواجهات في لبنان اعلن مصدر امني لبناني انه «منذ بدء اعمال العنف حتى أمس سقط نحو 56 قتيلا و164 جريحا في كافة انحاء البلاد».

مقاتلون من حركة أمل يطلقون النار خلال قتال عنيف ضد مقاتلي الحزب التقدمي الاشتراكي في منطقة الشويفات الدرزية جنوب بيروت أمس
وقال النائب شهيب في حديث الى وكالة فرانس برس من منزله في عاليه (15 كلم شرق بيروت) بعد ان سرت شائعات عن مقتله في المعارك مساء أمس الاحد «لقد انتشر الجيش اللبناني حوالى الساعة 20:00 (17:00 تغ) في بلدات عيتات والقماطية وبيصور وكيفون بعد ان كان انتشر في ساعات المساء الاولى في بلدة الشويفات» وهي البلدات التي شهدت اشتباكات السبت والأحد.
واتهم النائب شهيب «القوات النظامية لحزب الله بمحاولة التقدم أمس الأول السبت من القماطية الى عاليه ومن القماطية باتجاه عيتات أمس الاحد، كما حاولت مساء أمس الأحد التقدم من كيفون باتجاه بيصور، اضافة الى الهجوم على بلدة الشويفات الا ان الاهالي تصدوا لها قبل ان ينتشر الجيش».
واتهم شهيب ايضا حزب الله «باستخدام مدافع الهاون من عياري 120 ملم و80 ملم اضافة الى المضادات الارضية والاسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة».
واكد ان الهدوء عاد الى هذه المناطق «تنفيذا لقرار رئيس الحزب وليد جنبلاط بالتنسيق مع قيادة الجيش وطلال ارسلان بهدف حفظ السلم الاهلي والابقاء على العيش المشترك في لبنان». واعتبر ان المشكلة «ليست مع بلدتي القماطية وكيفون (الشيعيتين) بل مع حزب الله».
واضاف «نامل الا يقول لنا حزب الله بعد اليوم ان سلاحه هو ضد اسرائيل».

مقاتلون من حزب الله يدخنون الشيشة في نقطة إغلاق الطريق الرئيس المؤدي إلى مطار بيروت الدولي أمس
وادلى جنبلاط بتصريحات متتابعة لمحطات تلفزيونية عدة ناشد خلالها حزب الله وامينه العام حسن نصرالله مرارا تجنيب الجبل تبعات مواجهات عسكرية.
وطلب جنبلاط من الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الا يجعل الطائفة الدرزية تدفع ثمن «ثأر شخصي» عليه بعد احتدام المعارك في منطقة الجبل وعدم التقيد بوقف اطلاق النار.
وقال جنبلاط في حديث تلفزيوني «اتوجه برسالة الى السيد حسن نصرالله اذا كان له ثأر شخصي في مكان ما ضد جنبلاط لا مشكلة، الا اننا نتمنى ان نتساعد بناء على التفويض الذي اعطيته الى الامير طلال ارسلان كيلا يحصل اعتداء على بني معروف (الدروز) في الجبل».

مقاتل ملثم من حركة أمل أثناء المعارك العنيفة في الشويفات أمس
واعتبر ان «الموضوع الشخصي يحل بموضوع شخصي والانتقام لا معنى له لانه قد يترك جرحا».
الا ان جنبلاط اتصل بعد دقائق من ادلائه بهذا الحديث بقناة «ال بي سي» ليوضح «كي لا يفهم كلامي على غير محمله» بان ما قصده بـ«الثأر الشخصي» هو «الخلاف السياسي» بين حزب الله والحزب الاشتراكي الذي يتزعمه.
وكان حزب الله اتهم أمس الأول السبت عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي بـ«اعدام» اثنين من عناصره في بلدة عاليه (شرق بيروت) واعتبار ثالث مفقودا، واعتبر الحزب هذه «الجريم ة الوحشية أمرا خطيرا جدا في مضمونها ودلالاتها وتداعياتها وحمل وليد جنبلاط شخصيا مسؤولية مصير الأخ الذي ما زال مخطوفا».

رجال ونساء لبنانيون يتجولون على شاطئ حي المنارة في بيروت أمس بعد توقف الاشتباكات