تراجع العنف في مدينة الصدر بعد الهدنة

> بغداد «الأيام» رويترز :

> بدا اتفاق لوقف القتال بين الميليشيات وقوات الأمن المدعومة من الولايات المتحدة في معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ببغداد متماسكا إلى حد بعيد أمس الأحد رغم وقوع اشتباكات متقطعة.

وقال الجيش الامريكي إنه سيقلص حجم عملياته ليرى ما إذا كان المسلحون ملتزمين بالهدنة لكن متحدثا باسمه قال إن القوات ستستهدف المسلحين الذين يحاولون شن هجمات من ضاحية مدينة الصدر. وقتلت القوات الأمريكية مسلحا في اشتباك أمس الأحد.

وقال سكان في مدينة الصدر إن اشتباكات محدودة اندلعت أمس الأحد بعد يوم من توصل الفصائل السياسية الشيعية إلى اتفاق لإنهاء أسابيع من القتال الذي أسفر عن مقتل المئات.

وحاصر القتال بين قوات الأمن المدعومة من الولايات المتحدة والمسلحين سكان حي مدينة الصدر البالغ عددهم مليونا نسمة منذ مارس آذار عندما أمر رئيس الوزراء نوري المالكي بحملة على الميليشيات في بغداد ومدينة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط.

ولا يزال التوتر يخيم على مدينةالصدر ولا تزال المتاجر في شوارعها الرئيسية مغلقة رغم إعادة فتح بعض المتاجر في الشوارع الجانبية. وحلقت طائرات الجيش الامريكي في سماء مدينة الصدر.

وقال اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر المتحدث باسم القوات الأمريكية في بغداد "لا يغير هذا الاتفاق في الواقع شيئا بالنسبة لنا... اذا اطلق اي شخص قذائف مورتر او صواريخ او زرع عبوة ناسفة بدائية الصنع فسنقتله."

وانهارت في الماضي اتفاقات بين مسلحين موالين للصدر المناهض للولايات المتحدة وقوات الأمن. وليس من الواضح أيضا إلى أي مدى يسيطر الصدر على كثير من رجال ميليشيا جيش المهدي الذين يزعمون أنهم يدينون بالولاء له في مدينة الصدر.

وتساور الشكوك بعض السكان في استمرار الهدنة التي توصلت اليها كتلة الصدر البرلمانية والائتلاف الشيعي الحاكم.

وقال شخص يدعى عادل العتبي إنه نقل أسرته خارج مدينة الصدر هربا من العنف.

وأضاف "لن أسارع بإعادتهم لأنني غير مقتنع بأن السلام سيستمر. الخصومة شديدة بين الحكومة وجيش المهدي وهذا الاتفاق يمكن أن ينهار في أي لحظة."

وقال البريجادير جنرال الامريكي مايك ميلانو في مؤتمر صحفي إن المسلحين أطلقوا 1000 صاروخ وقذيفة مورتر على الأقل منذ اندلاع القتال في 23 مارس اذار. واستهدف الكثير منها المجمع الدبلوماسي والحكومي في المنطقة الخضراء.

ورفض ميلانو مخاوف وكالة مساعدات من حدوث أزمة إنسانية.

وقال "لا نرى أزمة إنسانية. الأسواق مفتوحة في أنحاء مدينة الصدر والمسؤولون يحاولون تحديد المشاكل المتعلقة بالمياه والصرف الصحي لحلها والقمامة تجري إزالتها."

وقالت الحكومة العراقية ان الهدنة ستمكن قوات الامن من دخول حي مدينة الصدر وتوزيع المعونات على السكان بعد اربعة ايام لاعطاء المسلحين الوقت اللازم لترك مواقعهم وازالة القنابل المزروعة على جوانب الطرق.

وقال تحسين الشيخلي المتحدث المدني باسم خطة بغداد الامنية ان ذلك سيساعد القائمين على الخطة على توزيع المعونات الانسانية والغذائية. واوضح ان الصدريين يتعين ان يظهروا التعاون عبر تسليم المطلوبين والقاء السلاح.

وتقول الحكومة إن الاتفاق يدعو رجال الميليشيا إلى تسليم أسلحتهم المتوسطة والثقيلة. ويشمل ذلك قاذفات الصواريخ.

ورحبت وكالات المساعدات بالهدنة لكنها حذرت من أن مدينة الصدر لن تتعافى من آثار الصراع بين عشية وضحاها لأن عودة بعض الخدمات مثل التعليم إلى طبيعتها ستستغرق وقتا.

وقالت كلير حجاج المتحدثة باسم برنامج العراق التابع لصندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) "لن يعود كل شيء على الفور إلى طبيعته بعد وقف اطلاق النار."

وقالت "الضرر وقع... المدارس تضررت والاباء يبقون ابناءهم بعيدا بسبب انعدام الامن. لن يسارعوا في العودة" مضيفة أن بعض المدارس لا تزال تستخدم من جانب رجال الميليشيات كمخازن للاسلحة.

ومنذ بدء الحملة يقاتل المسلحون القوات الامريكية والعراقية كل ليلة تقريبا في مدينة الصدر الأمر الذي أحال حياة السكان إلى جحيم. وهرب آلاف من السكان لكن معظمهم فضلوا البقاء في منازلهم.

وهدد الصدر الشهر الماضي بأن يلغي رسميا هدنة كان قد أمر مقاتلي جيش المهدي بالالتزام بها في أغسطس آب. وبعد ذلك بأسابيع طلب من الميليشيا الالتزام بالهدنة مما أثار حيرة العراقيين بشأن حقيقة نواياه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى