السلطات السودانية تواصل مطاردة زعيم المتمردين بعد الهجوم الدموي

> الخرطوم «الأيام» جيني ماثيو :

>
واصلت السلطات السودانية أمس الثلاثاء مطاردة زعيم متمردي دارفور بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته جماعته على الخرطوم السبت.

واكد وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين لوكالة الانباء السودانية (سونا) "عدم وجود قائد التمرد (زعيم حركة العدل والمساواة) خليل ابراهيم بالخرطوم"، مؤكدا "نحن نتابعه بالركن الشمالي الغربي لشمال دارفور".

واعلن ناطق باسم الجيش مكافأة تبلغ 250 الف دولار لاي شخص يقبض على ابراهيم او يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض عليه.

وافاد مصدر امني للوكالة ان ابراهيم "استنجد بالسلطات التشادية طالبا طائرة لنقله الى خارج السودان".

وناشد المصدر المواطنين في انحاء البلاد وخصوصا في ولايتي دارفور وكردفان "بسرعة الابلاغ عن اي معلومات تساعد في القبض على المتمرد خليل".

واكد الجيش ان قواته تواصل التصدي للمتمردين منذ الأربعاء الماضي.

وافاد ان 97 جنديا سودانيا و91 متمردا على الاقل قتلوا في المواجهات خارج العاصمة وداخلها وفي مدينة ام درمان، فيما قضى 34 مدنيا في ام درمان بينهم مصريان وسنغاليان.

وفي اديس ابابا، اعلن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ انه سيتوجه الى السودان "لتقويم الوضع".

وقال مصدر في الاتحاد الافريقي رفض كشف هويته ان بينغ سيتوجه الى الخرطوم الجمعة يرافقه المفوض المكلف شؤون السلام والامن رامتان لامامرا.

وفي دكار، دانت "مجموعة الاتصال" حول الازمة التشادية السودانية المكلفة تطبيق اتفاق السلام الذي وقع في العاصمة السنغالية في اذار/مارس، هجوم المتمردين على العاصمة السودانية، بحسب بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه.

والسبت، هاجم متمردو حركة العدل والمساواة مدينة ام درمان الواقعة على الطرف الاخر من ضفة النيل قبالة العاصمة الخرطوم، حيث اشتبكوا مع القوات الحكومية، ما دفع الحكومة الى فرض حظر تجول مفتوح واغلاق مطار الخرطوم.

وصرحت السلطات السودانية لصحيفة "سودان تريبيون" الصادرة بالانكليزية ان 400 متمرد و100 من عناصر قوات الامن قتلوا في المواجهات التي دفعت الحكومة السودانية الى قطع علاقاتها مع جارتها تشاد.

واعتقلت قوات الامن السودانية اكثر من 300 سوداني وتشادي عقب الهجمات، بحسب وزارة الخارجية.

وافرج عن زعيم المعارضة الاسلامية حسن الترابي واربعة على الاقل من حزب المؤتمر الشعبي بعد ساعات من احتجازهم أمس الأول، الا ان 16 مسؤولا على الاقل لا يزالون قيد الاحتجاز، بحسب ما افاد عوض بابكر رئيس مكتب الترابي.

وفي تصريح بعد الافراج عنه، قارن الترابي سجنه بقاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا، والتي اطلق منها اخيرا المصور السوداني في قناة الجزيرة القطرية سامي الحاج بعد اعتقاله ستة اعوام من دون اتهام او محاكمة.

وقال الترابي لوكالة فرانس برس من منزله "لدينا غوانتانامو هنا".

واضاف "هناك اناس معتقلون هنا، لماذا لا يفرجون عنهم كما يفعل الاميركيون؟"،موضحا انه تم الافراج عن سبعة من مناصريه فيما لا يزال 14 محتجزين.

ودان الترابي الهجوم الذي نفذته حركة العدل والمساواة معتبرا انه صدمة "وليس نجاحا" للمتمردين كما للجيش.

وتابع "من العار ان تكون الاجهزة الامنية سمحت بوقوع الهجوم".

ولم يسجل صباح أمس الثلاثاء اطلاق نار في العاصمة. وكان شهود اشاروا الخميس الى سماعهم اطلاق عيارات نارية متفرقة في الخرطوم.

ويوم أمس الأول تحدث شهود عن اطلاق نار في منطقة السفارة الاميركية، وذكروا ان الجيش انتشر بكثافة في ام درمان مع استمرار عمليات البحث عن متمردين.

واطلقت قوات الامن النار على فلول المتمردين المختبئين في مباني الرئاسة، الا انه لم ترد تقارير عن اطلاق نار أمس الثلاثاء.

وذكرت وكالة الانباء السودانية (سونا) ان الجيش قتل قائدا بارزا في حركة العدل والمساواة وطارد وقتل 45 متمردا على بعد 50 كلم من ام درمان.

وذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش ان عمليات الاعتقال الجماعية في الخرطوم لمن يشتبه في انهم من انصار متمردي دارفور وغيرهم من المعارضين السياسيين تثير مخاوف من تعرضهم لسوء المعاملة.

وقالت جورجيت غاغنون مديرة المنظمة في افريقيا ان "الحكومة السودانية تقوم باعتقال منهجي لمن يشتبه في انه من المتمردين وانصار المعارضة في الخرطوم (...) ونظرا لسجل الخرطوم في اساءة المعاملة، فهناك سبب قوي للقلق على مصير المعتقلين".

غير ان الحكومة السودانية قالت انه سيتم معاملة كافة المعتقلين بطريقة منصفة.

وصرح حسين لوكالة الانباء السودانية انه سيتم "تقديم الغزاة الذين تم القبض عليهم للعدالة وفقا لاجراءات القانون العسكري".

واضاف ان المتمردين تكبدوا "خسائر فادحة في الارواح والعتاد".

وقال وزير الدفاع ان اهداف الهجوم في ام درمان "تمثلت في السيطرة على الاذاعة والقيادة العامة والقصر الجمهوري"، مشيرا الى "ضعف الخطة والتكتيك العسكري للعملية التي منيت بالفشل والخسائر الفادحة".

وفي اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس اكد قائد هيئة اركان حركة العدل والمساواة سليمان سندال ان حركته قررت ان تنقل الى الخرطوم معركة دارفور المنطقة الواقعة غرب السودان والتي تشهد حربا اهلية منذ 2003.

وقال "انا موجود الان في ام درمان حيث توجد ايضا قواتنا التي اعيد تنظيمها".. واضاف "ان لم تسو الحكومة مشكلاتنا فاننا نستعد لمهاجمة الخرطوم بما في ذلك القصر (الرئاسي). لن نقاتل بعد الان في دارفور او في الصحراء بل اننا سنقاتل في الخرطوم".

ودفع هجوم السبت السودان الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع تشاد التي اتهمها بدعم هجوم المتمردين.

وقال وزير الدفاع السوداني لوكالة سونا أمس الثلاثاء ان "استجواب المقبوض عليهم بدأ يؤتي ثماره (...) وان الوثائق التي تم العثور عليها تؤكد تورط تشاد الكامل في العملية بدعم المتمردين بالسلاح والتدريب".

واعربت تشاد عن اسفها لقرار الخرطوم ونفت اي علاقة لها بالهجوم ودانت الهجوم على السفارة التشادية.

واغلقت تشاد أمس الأول حدودها المليئة بالثغرات مع السودان من اجل "منع كافة عمليات التسلل ومرور المشتبه بهم". كما جمدت العلاقات الاقتصادية والثقافية مع السودان.

وذكرت الخارجية السودانية ان لديها ادلة على اتصالات بين المتمردين والحكومة التشادية وسفارة تشاد في الخرطوم. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى