قطعة أرض بعدن لكعب بن زهير في (ضربة حظ)..!!

> «الأيام» مختار مقطري :

> خلال الأيام القليلة الماضية تابعت - بالصدفة - حلقتين من برنامج المسابقات (ضربة حظ) في شاشة (السعيدة) الفضائية، الذي يقدمه مذيعان (شاب وشابة) بتلقائية وسلاسة لا تخلو أحياناً من تكلف، في ختام كل حلقة يتم اختيار ثلاثة أرقام بوساطة الكمبيوتر من أرقام المشاهدين الذين اتصلوا بالبرنامج، ويطرح على كل مشاهد من الثلاثة سؤال، ومن يجيب عنه يدخل السحب على الجائزة الكبرى، ومن المثير جداً أن الجائزة الكبرى قطعة أرض بعدن، فكم هي شاسعة مساحة هذه المحافظة التي اسمها (عدن) تزيد عن احتياجها لمساحات لإقامة البنى التحتية والمشاريع الاستثمارية والحدائق والملاعب والطرق الفسيحة والمسارح.. إلخ.. مساحة شاسعة لهذه المحافظة التي اسمها عدن زادت عن احتياجات أبنائها بعد أن بنى كل واحد منهم مسكناً له، ولذلك لا بأس أن تكون الجائزة في برنامج مسابقات (قطعة أرض بعدن)!!

سؤال الحلقة الأولى كان (من هو شاعر البردة؟) ونظراً لكرم القائمين على البرنامج، حاول المذيع مساعدة المشاهدين الثلاثة بأن ذكر لهم أن الكلمة الأولى من اسم هذا الشاعر (صاحب البردة) هو (حسان)، وصحيح أن حسان بن ثابت هو شاعر الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولكنه ليس هو الشاعر الملقب بصاحب البردة، لأن شاعر البردة هو كعب بن زهير ، فكيف لي أن أطمئن بعد ذلك إلى صحة المعلومات العامة وغير العامة في هذا البرنامج (ضربة حظ) في (السعيدة) الفضائية وربما في برامج أخرى من النوعية ذاتها في فضائيات أخرى..وفداحة هذا الخطأ ناتجة بدرجة رئيسة من كون السؤال متعلقاً بحدث تاريخي له علاقة برسولنا الكريم الذي طرب لقصيدة كعب بن زهير (بانت سعاد) فخلع عليه بردته.

وكان سؤال الحلقة الثانية (من هي ذات النطاقين؟) وقبل أن يجيب أحد المشاهدين بأنها (أسماء بنت أبي بكر الصديق (رضي الله عنهما) خشيت أن يتكرم المذيع أو المذيعة بمساعدته بأنها (الزباء) أو (عبلة بنت مالك) أو (ممثلة سينمائية مشهورة).

أطرف ما في هذه الحلقة أن المذيع طلب من زميلته المذيعة قراءة اسم أحد المشاهدين في ورقة صغيرة فاعتذرت بأن نظرها ضعيف، فنصحها زميلها المتألق بأن (تأكل جزر)، فكيف يطمئن المشاهد إلى صحة المعلومات العامة وغير العامة في برنامج مسابقات تقدمه مذيعة (نظرها ضعيف)، فإن لم تكن مقدمة البرنامج (ضربة حظ) تحاول تلطيف جو البرنامج فقط بنكتة لم تضحكني، فالمسألة كلها ليست أكثر من (ضربة حظ)!

وكعب بن زهير أحد الشعراء المخضرمين، وهو من قبيلة (مزينة) ويُنسب إلى غطفان وأبوه هو زهير بن أبي سلمى أحد الشعراء الفحول في الجاهلية، وقد تأخر إسلام كعب إلى ما بعد فتح مكة، وكان قد آذى الرسول بشعره، ثم جاء إلى المدينة وذهب إلى الرسول بصحبة أبي بكر الصديق رضى الله عنه، وقد غطى وجهه بلثام، فقال أبوبكر للرسول (هذا رجل جاء ليبايعك على الإسلام)، فمد الرسول الكريم يده ليصافحه فكشف عن وجهه، فتجهمه الرسول، ثم صافحه، فأعلن كعب إسلامه. وبعد وفاة كعب، اشترى معاوية بن أبي سفيان البردة من أبنائه بعشرين ألف درهم، واستمر الخلفاء بعد معاوية يلبسونها في العيدين. ومطلع قصيدة كعب (بانت سعاد) يقول:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيم إثرها لم يفد مكبول

وفيما يلي بعضاً من أبيات هذه القصيدة الرائعة الخالدة لكعب بن زهير (صاحب البردة):

وقلت خلوا طريقي لا أباً لكمُ

فكل ما قدر الرحمن مفعولُ

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته

يوماً على آلة حدباء محمولُ

نُبّئت أن رسول الله أوعدني

والعفو عند رسول الله مأمولُ

مهلاً هداك الذي أعطاك نافلة الـ

قرآن فيه مواعيظ وتفصيلُ

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم

أذنب ولو كثرت عني الأقاويلُ

إن الرسول لنور يستضاء به

مهندٌ من سيوف الله مسلولُ

وما هو جدير بذكره حقاً، بعد فوز مشاهد من إب بقطعة أرض بعدن (ألف مبروك وكلها بلاد الله) أن (الكلفتة) كانت واضحة جداً في اختيار اسم الفائز، كما أن البرنامج تجنب الاحتفاء باسم الفائز بعرض اسمه أو بعرض عبارة (ألف مبروك)، وكأن الفوز بقطعة أرض بعدن حدث لا يستحق الاحتفاء.. فكلها بلاد الله..!! 10/5/2008م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى