الشاعر المبدع محمد عبدالكريم الشعيبي لـ«الأيام»:القائمون على الشأن الثقافي بعيدون كل البعد عن الثقافة والأدب وتحديداً الشعر

> «الأيام» محمد الحيمدي:

> شاعر برغم حداثة سنه وتجربته الشعرية، إلا أنه استطاع أن يحفر اسمه بقوة، وأن يحجز له ولموهبته الشعرية مكانة متقدمة بين شعراء محافظة الضالع، وأن يصبح شاعراً يشار إليه بالبنان، وتلهج الألسن بموهبته ومستقبله المشرق في عالم الشعر لاسيما الشعر الغنائي ،شاب مكافح متفائل حالم رقيق المشاعر، الكلمات والتعابير والصور التي يستخدمها في شعره تعكس ذلك بوضوح، إنه الشاعر الشاب محمد عبدالكريم الشعيبي. «الأيام» كدأبها في البحث عن المواهب المغمورة التي تتوارى خلف حجب النسيان والإهمال، والتي يكون وللأسف الشديد مصيرها الموت قهراً وكمداً، التقت الشاعر الشاب الشعبي وكانت هذه الحصيلة.

< متى بدأت قول الشعر؟

- أولاً أشكر صحيفة «الأيام» الغراء العزيزة على قلبي كثيراً، على التفاتتها الكريمة هذه، وهذا ليس بغريب عليها، والشكر لك أخي محمد.. بدايتي كانت منذ الطفولة وتحديد في سن العاشرة، وأخذت موهبتي هذه تكبر وتتقدم كلما تقدم بي العمر.

< كيف نميت موهبتك هذه مثلاً هل درست أيا من المجالات التي تساعدك على تنمية موهبتك؟

- اسمح لي أخي محمد أن أقول إن الدراسة المنهاجية مهما كانت قريبة من الشعر، فدورها في تنمية موهبة الشعر يكون نسبياً، فعظماء الشعراء العرب واليمنيين كانت دراستهم أولية، إلا أنهم ثقفوا أنفسهم ذاتياً، فأبدعوا درر القصائد وأروعها، وذلك لأن موهبتهم أصيلة ومتأصلة في أعماقهم، ونابعة من مشاعر وثيقة صادقة، بل هي جزء من حياتهم، وأنا لا سمح الله لا أشبه نفسي بهم، فهم شهب ونجوم في السماء وما أنا إلا شويعر مبتدئ يستلهم محاولاته الشعرية من هذه الشهب والنجوم ويشق طريقة معتمداً على نور ووهج وضوء هذه الشهب والنجوم.

< لمَن من الشعرا تقرأ؟

- أقرأ للكثير من الشعراء، ولكن أبرزهم شاعر اليمن الكبير المرحوم عبدالله البردوني، والمرحوم حسين أبوبكر المحضار، وعباس الديلمي، ومحمود الحاج، وكل شعراء لحج العمالقة.

< من هم أبرز الفنانين الذين تغنوا بشعرك؟

- كثيرون، أبرزهم: نادر الجرادي، حسين أبوبكر حسين، ناشر الحوشبي، سالم عبدالقوي، عبدالله الحربي.

< برغم موهبتك الشعرية الجيدة إلا أن مشاركتك محصورة في إطار محيطك، أي محيط مديريتك الشعيب والمحافظة.. لماذا؟

- للأسف هذا هو الحاصل، والسبب أن الجهات المعنية بالشأن الأدبي والثقافي بالمحافظة والمديرية هم أشخاص بعيدون كل البعد عن الأدب وتحديداً الشعر، فهم عبارة عن موظفين لا هم لهم غير الراتب والدرجة الوظيفية...إلخ.

هذا جانب والجانب الآخر، أنه عند اختيار الشعراء للمشاركة في الفعاليات التي تقام خارج المحافظة أو خارج البلاد لا تعتمد على قدرات وموهبة الشاعر أو أي مبدع في أي مجال آخر، بل تعتمد على معايير أخرى بعيدة كل البعد عن الأدب والشعر والإبداع، من هذه المعايير المناطقية والمحسوبية والقرابة والحزبية، وهذا أحد الأسباب التي تقتل المواهب وتئدها في المهد.

< وماهي الأسباب الأخرى؟

عدم اهتمام هذه الجهات بالإبداعات لا سيما إبداعات الشباب، فهي لا تقدم لها أي مساعدة، بل نجد بيننا وبينها حواجز كبيرة، استغرب أن هذه الحواجز تتكسر وتذوب عند حاجة هذه الجهات لنا في المناسبات الوطنية وغيرها من المناسبات عندما يطلبون منا أن نكون مطبلين ومزمرين لهذا المسؤول أو ذاك، حتى نلمعهم وينالوا رضى واستحسان هؤلاء المسؤولين، وبمجرد أن تنفذ تعليماتهم هذه، ينسوننا، بل لا يتذكرون حتى أسماءنا!!

< ماهي أعمالك التي نشرت ورأت النور؟

- بكل مرارة وحرقة قال: لدي عشرات الأعمال، إلا أنها حبيسة الجدران ولم تر النور وهي ثلاثة دواوين، اثنان شعر غنائي والثالث شعر فصيح باللغة الفصحى، وبرغم متابعتي الجهات المعنية كي تعتمد حتى أحد هذه الأعمال وتتبنى إصداره إلا أن متابعتي هذه كانت بدون جدوى أو فائدة.

< وما سبب ذلك؟

- كما قلت آنفاً،المعايير الخاطئة التي يتم على أساسها اختيار وتصنيف الشعراء وأعمالهم، بدليل أننا نجد عشرات من الأعمال الشعرية التي تضخ إلى المكتبات وتصرف عليها الملايين من ثروات هذا البلد، لا تمت إلى الشعر بأي صلة، بل هي بعيدة عنه بعد السماء عن الأرض، بل نجد أنها تشكل خطراً كبيراً عليه وتفسد ذائقة الناس، وخاصة الشباب، بل خطراً على أخلاقهم وسلوكهم.

< وما الحل من وجهة نظرك حتى نتجاوز ما ذكرت؟

- أن تشكل وزارة الثقافة لجنة من كبار الشعراء والأدباء المعروفين بأمانتهم وغيرتهم على الأدب والشعر، وأن تكون هذه اللجنة مسؤولة مسؤولية كاملة عن إجازة الأعمال الشعرية التي تصلح للنشر والاهتمام وتهمل ماعداها التي نراها اليوم تجاز وتنشر، وهي بدون لون ولا طعم ولا رائحة شعرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى