طاهر: مصادرة السلطة لحرية الرأي والتعبير فتح لأبواب جهنم في الحياة كلها باليمن

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
جانب من الاعتصام الذي نظمته (صحفيات بلا قيود) أمس
جانب من الاعتصام الذي نظمته (صحفيات بلا قيود) أمس
نظمت منظمة (صحفيات بلا قيود) اعتصامها الحادي والعشرين، تحت شعار (انتهاكات حرية التعبير) تضامنا مع المعتقلين من الناشطين السياسيين والصحفيين وعلى رأسهم حسن أحمد باعوم، علي منصر محمد، فهد القرني، علي هيثم الغريب، أحمد عمر بن فريد، محمد المقالح، عبدالكريم الخيواني.. وغيرهم، ممن وضعت صورهم في لافتات بموقع الاعتصام في ساحة الحرية أمام مجلس الوزراء.

واعتبر نقيب الصحفيين الأسبق عبدالباري طاهر، مصادرة السلطة لحرية الرأي والتعبير فتح لأبواب جهنم في الحياة كلها باليمن، فيما وصف النائب محسن باصرة الحياة السياسية في اليمن في ظل فرض حالة الطوارىء غير المعلنة بأنها غير دستورية.

وشن المدير التنفيذي لمنظمة (هود) خالد الآنسي هجوما شرسا على قادة اللقاء المشترك لعدم مشاركتهم في الاعتصامات التي تعقد تحت حر الشمس، واكتفائهم بالاعتصام داخل الغرف المغلقة، التي وصفها بأنها «غرف للتآمر»، داعيا إياهم للخروج من الغرف، ونقل اعتصاماتهم من المقرات إلى ساحة الحرية، التي اعتبرها المكان الطبيعي لمن أراد الاعتصام.

وقال: «على قيادات المشترك الخروج للاعتصام في الشارع حتى تكون أول من يذهب إلى المعتقل، وتكون جنائزها هي الجنازات الأولى إلى المقابر»، موضحا القاسم المشترك بين المعتقلين المتضامن معهم وبين استحقاق محمد المقالح في السجن والاعتقال، لأنه ضحك في حضرة القاضي، ولايوجد ما يستحق الضحك أصلا.

وأعرب خالد الآنسي عن استيائه من تعامل المقالح بتلك الطريقة التي لاتنم عن احترام المحكمة، في وقت لم يعد فيه مجال للضحك، حتى لو كان القضاء «يدار بالكنترول» حسب تعبيره.

كما أعرب الآنسي عن أسفه لاستخدام القضاء من قبل السلطة في تصفية الخصوم السياسيين، لافتا إلى أن المقالح لم يعاقب لأنه ضحك في المحكمة.

وقال: إن «فهد القرني اعتقل لأنه يضحكنا كشعب من ظلم السلطة»، مستغربا اعتقاله وبقائه في المعتقل في الوقت الذي يمرح مختطفو السياح وقطاع الطرق خارج السجن.

وذكّر المدير التنفيذي لمنظمة (هود) المعتصمين بمشروع قانون في مجلس النواب ـ لم يسمه ـ «يعطي رئيس الجمهورية رمزية أكثر من الإسلام»، مبديا تخوفه من «أن يأتي اليوم الذي تنعدم فيه الابتسامة في اليمن».

ووصف خالد الآنسي المعتقلين بأنهم رموز القضية اليمنية، وأنهم اعتقلوا لأنهم يناضلون من أجل يمن أفضل، وقال: «هؤلاء هم المناضلون، ومن يستورد الهراوات هم السفاحون».

أما رئيسة منظمة (صحفيات بلا قيود) توكل كرمان، فذكّرت في بداية كلمتها الحاكم (رئيسا وحكومة وحزبا) بأن رعاية حرية التعبير وكفالة حق امتلاك وسائل الإعلام مسموعة ومرئية ومقروءة هي أقدس واجباتهم القانونية والدستورية.

وقالت كرمان: «لن يكون في الوطن الكبير متسع للرصاص والبارود والدماء والجماجم والاشلاء مقابل التضييق على حرية امتلاك الصحف وعلى محرريها وقادة الرأي والفكر والفن والنشطاء السياسيين»، معتبرة ذلك دليلا على عدم قدرة ـ من سمتهم «أعداء المدنية»ـ على التعايش مع مدينة الكاتب الصحفي فكري قاسم، «ولم يعد خفافيش الظلام قادرين على التعايش مع فانوس رشيدة القيلي وشموسها».

وبعد أن أشارت إلى المعتقلين في أقبية الأمن السياسي والقومي، تساءلت كرمان عن الوقت الذي ستمضيه السلطة في منع الناس عن حقهم في التعبير السلمي، ودفن رأسها في التراب، متجاهلة أن هناك قضية جنوبية تستدعي الاعتراف والحل العاجل والمسئول، وليس السجن والإرهاب، داعية الجميع إلى الوقوف مع حق إخوانهم في الجنوب، وحق كل أنحاء اليمن في الاحتجاج السلمي، وتنظيم الاعتصامات والتظاهرات، التي اعتبرتها من أرقى وسائل التعبير السلمي.

وخاطبت رئيسة منظمة (صحفيات بلا قيود) عن بعد قادة الحراك السلمي في الجنوب وفهد القرني وهم في سجنهم، منتقدة حبس الأخير في السجن المركزي بمحافظة تعز مع مرتكبي الجرائم الجسيمة بتهمة الإساءة للرئيس وحزبه الحاكم، الذي وضع نفسه خصما للصحافة الحرة والفن والإبداع، مؤكدة أن الجولة ستكون للقرني، ولحرية الفن والإبداع.

وأعلنت كرمان تضامنها مع الكاتب الصحفي محمد المقالح المحتجز في السجن الاحتياطي منذ أكثر من أسبوعين بتهمة الضحك في حضرة القاضي، واصفة تلك التهمة التي احتجز بسببها المقالح بأنها «تهمة مضحكة وغير دستورية وغير قانونية».

ودعت كرمان إلى إدانة محاكمة عبدالكريم الخيواني، ووصفتها بالمهزلة، مشيرة إلى تعرضه منذ زمن لإرهاب دولة حقيقي، ومحاكمته بتهمة الإرهاب كذبا وزورا وبهتانا.

ودعت رئيسة (صحفيات بلا قيود) في ختام كلمتها إلى التضامن ومساندة رئيس موقع (يمن بورتال) الذي تعرض موقعه للحجب، وكذا التضامن مع كل المواقع المحجوبة، معتبرة ممارسة وزارة الاتصالات لعملية الحجب انتهاكا شخصيا، يطال كل من يجد فيها مصدرا للمعلومة.

من جانبه تحدث عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني المناضل علي صالح عباد (مقبل) عن تزايد أعداد المحتجين في غالبية المحافظات اليمنية، بعد اقتناعهم بضرورة الانتقال إلى ممارسة مواقف إيجابية في مواجهة السياسات غير الواضحة التي تمارسها السلطة، والتي تضرب مصالح الوطن لصالح حفنة من الفاسدين عرض الحائط.

وانتقد مقبل مواجهة السلطة الحراك الشعبي بعملية قمع أمنية، ولجوءها إلى استخدام كل أشكال وأساليب القمع ضد الحراك الشعبي، مشيرا إلى توسع نطاق تلك الانتهاكات الرسمية لحقوق الإنسان والخارجة عن الدستور والقانون.

وطالب المناضل مقبل الناشطين السياسيين في المحافظات الجنوبية بضرورة الحفاظ على الطابع السلمي لنشاطاتهم، معبرا عن تضامنه الكامل مع المعتقلين السياسيين من قادة الحراك الشعبي والمقالح والـقـرنـي والخـيـواني وصحيفة «الوسط».

وطالب مقبل السلطة بـ «الإفراج عن المعتقلين كافة، وإيقاف المطاردات والمضايقات والأعمال الاجرامية غير المبررة»، معبرا عن اشمئزازه من تجدد الحرب في محافظة صعدة، ووصفها بالحرب «الإجرامية»، مطالبا بإيقافها فورا، والإفراج عن كافة المعتقلين على ذمتها.

على نفس السياق اعتبر عضو مجلس النواب محسن باصرة أن حرية التعبير لايمكن أن تتأتى إلا من خلال مواصلة النضال السلمي، مشددا على أهمية تعميق ثقافة النضال حتى تغرس في الأبناء.

ووصف النائب باصرة الحياة في اليمن بأنها «غير دستورية في ظل طوارئ غير معلنة»، متمنيا استمرار الفعاليات الاحتجـاجـيـة والـتضامن مع كافة المعتقلين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى