واصل طه: عضو كنيست حملت به امه ووالده مطارد بعد نكبة 1948

> القدس «الأيام» ماجدة البطش :

> كان واصل امين طه في السابعة من عمره عندما تعرف على والده الذي كان مقاوما قبل سقوط فلسطين عام 1948 وفر الى لبنان، لكنه بقي يتسلل الى مدينة الناصرة في الشمال ويلتقي سرا بزوجته التي حملت منه ثلاث مرات.

وروى واصل طه (58 عاما) وهو اليوم عضو كنيست عربي عن حزب التجمع الديمقراطي بتاثر لوكالة فرانس برس قصة عائلته.

وقال "والدي كان محاربا قبل سقوط فلسطين وفر الى لبنان بعد ملاحقات من المنظمات اليهودية لكنه بقي يتسلل الى مدينة الناصرة ويلتقي والدتي سرا التي حملت منه بشقيقتي الاثنتين وبي".

واضاف "اول ما فعله اليهود هو هدم دارنا المكونة من طبقتين في قريتنا كفر كنا قضاء الناصرة. سكنا في بقايا الطابق الارضي المهدوم من بيتنا وكانت والدتي تقوم مقام المراة والرجل".

ظل والد واصل يتنقل ما بين لبنان وسوريا والاردن "وكان خلال هذا الوقت يتسلل فالناس كان لديها امل بالمقاومة والعودة".

ولكن ذلك جعل الام محط مراقبة اجهزة امن الاسرائيلية التي قال واصل انهم "كانوا يلاحقونها بحثا عن والدي، ولكنها كانت تتحداهم وتقول لهم +اذا انتم قباضايات فلتقبضوا عليه بدلا من ملاحقة امراة+".

وتابع "عاد والدي عام 1952 ومكث حوالي سبعة اشهر. علم الاسرائيليون بوجوده وحاصروا القرية في محاولة للقبض عليه لكنه افلت والدي من الحصار وفر مرة اخرى. ثم اغلقت الحدود ولم يعد ينفع التسلل وحاول جدي ووالدتي التقدم بترتيب لم شمل لوالدي ولكنه كان يجابه دائما بالرفض لاعتباره من الثوار".

وواجهت والدة واصل طه كذلك مشاكل على مدى سنوات لاستصدار شهادات ميلاد لاولادها واصدار هوية لهم.

وروى واصل طه "كان لقائي الاول مع والدي عندما كان عمري سبع سنوات على حدود مدينة القدس في بوابة مندلبوم المخصصة للقاء الاقارب مرة في العام في الاعياد".

وقال "عندما التقيته لاول مرة، ضمني كثيرا وقبلني وكنت احاول ان افلت من بين يديه فلم اشعر ان علاقة تربطني به".

ثم استقر والد واصل في الاردن وطلب من والدته ان تنتقل الى هناك "لكنها رفضت ترك البلد والارض" التي كانت الام تعتني بها وكانت الاسرة تعتاش من زرعها.

واضاف، بعدها بقليل، "لعب القدر لعبته عام 1959 وتدخل في حياتنا فقد حضر احد الجنود البريطانيين السابقين الى بيتنا للبحث عن والدي وتقديم الشكر له لان والدي انقذ حياته ومنع الثوار من قتله عندما كان يخدم في الجيش البريطاني. وتبين لنا ان هذا الزائر ما هو الا ضابط يهودي وله نفوذ كبير في دولة اسرائيل وهكذا رد الجميل وساعد جدي على الحصول على لم الشمل ما سمح بعودة والدي".

وقصة واصل طه شبيهة بالقصة التي سردها الكاتب اللبناني الياس خوري "باب الشمس" التي نقلها الى السينما المخرج المصري يسري نصرالله.

اما عن مسيرته فقال واصل طه انه انتسب الى الحزب الشيوعي الاسرائيلي ونشط فيه اثناء دراسته الثانوية وذهب في بعثة دراسية الى الاتحاد السوفيتي، ولكنه لم يصمد ستة اشهر ووجد نفسه "في مدينة فولاذية ودكتاتورية لم اتحملها وعدت الى البلاد لاغير كل معتقداتي السياسية وتركت الحزب الشيوعي".

وتابع "درست مادة تاريخ الشرق الاوسط في جامعة حيفا وحصلت على درجة الماجستير،وفي عام 1984 انتخبت عضوا في المجلس المحلي عن قائمة الحركة التقدمية، وبعدها انتخبت عدة مرات في المجلس الى ان انتخبت عام 2003 كعضو كنيست عن حزب التجمع ولا زلت امارس مهامي والمهام هنا هي كبيرة جدا".

فواصل طه مثل غيره من النواب العرب يدافعون عن العرب الاسرائيليين البالغ عددهم 2،1 مليون نسمة والذين يعانون من مستويات مرتفعة من البطالة والفقر مقارنة مع باقي سكان اسرائيل ولا يفيدون من النمو الاقتصادي منذ نشوء دولة اسرائيل التي يصادف الخميس الذكرى الستين لقيامها وهو اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى نكبتهم ونزوح نحو 760 الفا منهم الى الشتات.

وعرب اسرائيل يتحدرون من 160 الف فلسطيني بقوا في ديارهم ولم ينزحوا اثر قيام دولة اسرائيل العام 1948. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى