المركز اليمني للدراسات يستعرض آفاق تحولات الموقف الإسرائيلي وتداعياته على القضية الفلسطينية.. د. الحمد:التعنت الإسرائيلي دفع بالشارع الفلسطيني إلى خيار المقاومة بدل التسوية

> صنعاء «الأيام» بشرى العامري:

>
د.أحمد الاصبحي ود.جواد الحمد في الندوة أمس
د.أحمد الاصبحي ود.جواد الحمد في الندوة أمس
نظم المركز اليمني للدراسات وإستراتيجية المستقبل (منارات) محاضرة يوم أمس بعنوان (قراءة لآفاق تحولات الموقف الإسرائيلي وتداعياته على القضية الفلسطينية).

وتحدث في المحاضرة د.جواد الحمد، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن، مشيرا إلى أن تصنيف إسرائيل للفلسطينيين قسمهم إلى فريقين رئيسيين، فريق مؤمن بالاعتراف بإسرائيل ومستعد للتعايش والتعاون معها اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وتجسد هذا في خريطة الطريق التي تبنتها الرباعية الدولية منذ العام 2004 وفريق يسعى إلى تدمير إسرائيل ومواجهتها بالمقاومة المسلحة، ولايقبل التعايش السلمي معها أو الاعتراف بها، تكرس بتزايد وتصاعد المقاومة وانتظامها وتطور إمكاناتها وكفاءتها التنفيذية بعد الانتفاضة الثانية الكبرى عام 2000.

واستعرض بعض المنعطفات الإستراتيجية في التحول الفلسطيني للفترة 2006-2004، منوها إلى تأثير وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في نوفمبر 2004 وترؤس الرئيس محمود عباس للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير على طبيعة التوجهات الإسرائيلية في التعامل مع الفلسطنيين، مشيرا إلى تسارع بروز حركة حماس كقوة سياسية واجتماعية عبرت عن نفسها فورا في مقاطعة انتخابات الرئاسة للسلطة الفلسطينية 2005، ونجحت في انتخابات البلديات في نفس العام بنسبة 42% وفي انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني بنسبة 69% في 2006.

وأشار إلى شعور إسرائيل مع هذه المتغيرات أنها أمام حالة من عدم الاستقرار والاطمئنان إلى التزام الفلسطينيين بالعملية السلمية ووقف المقاومة، وأصبح موقف المقاومة وخاصة حركة حماس أمرا حاسما في توفير الأمن من عدمه للفرد الإسرائيلي والجندي والمؤسسات الإسرائيلية، لافتا إلى الفشل الإسرائيلي في جنوب لبنان وقطاع غزة، واستفادة الجانب الفلسطيني من ذلك.

ثم استعرض أبرز التوجهات الإسرائيلية الأساسية ومحددات التوجهات الإسرائيلية المتمثلة في المحدد الفلسطيني وعنوانه المقاومة، وعملية السلام، وخرق إسرائيل لحقوق الإنسان والقانون الدولي، والمعركة الإعلامية بين الطرفين والمحدد العربي، وموقف العرب من عملية السلام ومن المقاومة على الصعيد السياسي والدبلوماسي والإعلامي والعملي، والمحدد الإسرائيلي المتعلق بطبيعة النخبة الحاكمة وطبيعة المزاج الإسرائيلي العام للشارع، والمحدد الدولي الذي يؤثر فيه تداخل مصالح الدول الكبرى والإقليمية المؤثرة مع المصالح الإسرائيلية أو مصالح اللوبي اليهودي في العالم، ومقدار التوافق عبر المفاوضات أو عبر الانتفاضة والمقاومة.

وقال: «تبين للخبراء السياسيين أن العامل الفلسطيني السياسي والشعبي والعسكري المقاوم عامل متطور بأشكال وفضاءات متعددة، وأن التعنت الإسرائيلي قد دفع بالشارع الفلسطيني إلى التحول عن خيار التسوية إلى خيار الانتفاضة والمقاومة سابقا، واختيار قيادة المقاومة (حماس) لتقود السلطة الفلسطينية، ووقف خلف برنامجها السياسي والمقاوم، وهي التي تتلقى دعما عربيا شعبيا واسعا، مما فتح لها المجال لتحقيق المشروعية السياسية الفلسطينية والعربية بشكل تسبب بتأزم عملية السلام، مما جعل إسرائيل تنفذ حصارا خانقا غير مسبوق ضد الشعب الفلسطيني كعقوبة جماعية له على هذا الاختيار وفق شروط وإجراءات عديدة»، مبينا الصراع الفلسطيني بشأن إضعاف حماس وبدعم من إسرائيل والولايات المتحدة لإضعاف الجانب الفلسطيني المفاوض من جهة ولمحاصرة خط المقاومة والقضاء عليه من جهة أخرى.

وقال: «بقدر ما خلقت السياسات الإسرائيلية أزمة فلسطينية ومآزق داخلية وخارجية فقد وضعت إسرائيل نفسها أيضا في مأزق كبير عنوانه (لا رؤية واضحة لملامح المستقبل مع الفلسطينين) بانتظار متغير ما، لم يعرف حتى الآن».

كما أشار إلى أن الفشل الأمريكي في العراق وأفغانستان في زيادة تاثير هذه العوامل.

على صعيد آخر ذكر أن الدراسات في الرسم الإستراتيجي الإسرائيلي منذ العام 1980 - 2000 تشير إلى العجز الذي يبديه الفكر الصهيوني والخبراء في تحديد طبيعة تحولات العامل الفلسطيني في المعركة والصراع في مختلف أشكاله بحيث أصبح العامل الفلسطيني قادرا على قلب الحسابات الإسرائيلية المستقبلية، وبالتالي تعويق البرامج الإستراتيجية الإسرائيلية إزاء تصفية الصراع.

واستعرض بانوراما القادم في المشهد، في طرح عدة تساؤلات حول إمكانية الوصول إلى اتفاق فلسطيني - إسرائيلي على المبادئ، أو إطار الحل النهائي فقط، أم هل يمكن أن تشهد الحالة تفاهما بين حماس وإسرائيل على تهدئة تتحول تدريجيا إلى هدنة طويلة الأمد تبنى على الانسحاب وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ووقف أعمال العنف المتبادلة بين الطرفين.

وتساءل عن إمكانية تغيير البنية السياسية الإسرائيلية نحو اليمين المتطرف خلال هذا العام في ظل تزايد احتمالات سقوط إيهود أولمرت كرئيس لحكومة إسرائيل لمصلحة التشدد الإسرائيلي، وبالتالي إمكانية فتح فصل جديد من المواجهات والعدوان والمجازر، خصوصا في ظل الظرف الواقعي القاضي برحيل الرئيس الأمريكي جورج بوش ورحيل إيهود أولمرت ورحيل محمود عباس عن سدة الحكم والقرار بسبب انتهاء فتراتهم، أو غير ذلك، مما يعني فتح صفحة فلسطينية جديدة من التوافق والتوحد الوطني، وأن خط المقاومة قد يتنفس الصعداء ليفرض شروطا جديدة وقواعد متجددة للعبة القائمة.

حضر الندوة الأخوة د.أحمد الأصبحي، فؤاد عبدالكريم عضو مجلس النواب، أحمد إسماعيل أبو حورية رئيس المركز، د.حمود العودي، رئيس مركز دال، وعدد من المهتمين والأكاديميين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى