الملعب الريــاضي ..عفوا يا دكتور..لا مكان للمتفوقين!!

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:

> الدكتور عبدالملك بانافع..كادر رياضي يمني، مؤهل تأهيلا أكاديميا عاليا، يعمل أستاذا مشاركا في جامعة عدن ويمكن اعتباره -فعلا لا قولا- خبيرا في علم التربية الرياضية.

- الدكتور بانافع لم يأت إلى الساحة الرياضية من الباب الخلفي، أو من بوابة المال والجاه والنفوذ، ولكن دخلها من الباب الواسع، لاعبا ومدربا وقائد وخبيرا رياضيا.

- تألق في ميادين كرة القدم، لاعبا للهلال وللوحدة العدني بعد الدمج، وكان أحد أفراد كتيبة المدرب الفذ الراحل علي محسن مريسي، التي تألقت في الكويت عام 1975م وأبهرت المراقبين والمتابعين، ورفعت شأن لواء الكرة اليمنية بين المنتخبات الآسيوية القوية في أول حضور للمنتخب اليمني (الجنوبي سابقا) في نهائيات كأس آسيا للشباب.

- الدكتور عبدالملك اتجه مبكرا، وهو في قمة مستواه وتألقه إلى ميدان الدراسة الجامعية الأكاديمية في جمهورية مصر العربية وهناك انضم إلى نادي الزمالك المصري بتزكية من (أبي الكباتن) علي محسن، لاعب الزمالك العظيم في ستينات القرن العشرين، والذي مازالت صور وأصداء تألقه عالقة في الملاعب والأذهان والصحافة المصرية حتى الآن..وخلال فترة دراسته العليا بالقاهرة عاد عبدالملك بانافع لتدريب فرسان الفيحاء بالشيخ عثمان، وفاز معهم موسم 1987/1986 ببطولة الدوري بعد سنوات عجاف، وفي ظل غياب تسعة من أبرز نجوم الفريق ضمن المنتخب الوطني الأول في أندونيسيا وحينها خلق فريقا جديدا من الشباب ملأوا الملاعب تألقا وإبداعا وأصبحوا نجوما في سماء الكرة اليمنية مثل فضل حميد، إيهاب عفارة، خالد عفارة، محمد الرقيبي، عبدالله هادي، هاني عبدالكريم، نوفل حسن، فضل الأوبلي، سعيد عبدالكريم، الذين صاروا أعمدة فريق وحدة عدن، ومن أبرز لاعبي المنتخبات الوطنية،ورغم انشغاله بالدراسات العليا ظل الدكتور عبدالملك بانافع قريبا جدا من ميادين الرياضة، ووفيا لناديه الأم وبيته الرياضي الأول (الوحدة العدني) وكم لبى النداء للعودة إلى قيادته وتدريبه في أصعب الفترات وأخرجه من عنق الزجاجة في أحلك الظروف.

- من شدة حبه وولائه وانتمائه للرياضة تخصص في دراسة التربية الرياضية وبعد تخرجه من القاهرة حاملا شهادة الدكتوراه في (وضع استراتيجية للنهوض بالرياضة في اليمن) أسس من العدم قسم التربية الرياضية في كلية التربية- جامعة عدن، ووضع له النظم واللوائح والمناهج العلمية وعمل على استقطاب أعلى وأفضل الكفاءات العلمية للتدريس فيه حسب التخصصات المختلفة المطلوبة.

- بدأت الدراسة في قسم التربية الرياضية تحت إشراف ورئاسة الدكتور بنظام الدبلوم (عامين) ثم تطورت وتوسعت إلى مساق البكالوريوس وتخرج منه دفعات عديدة من الطلاب من الرياضيين والمهتمين وذوي الميول الرياضية..ولكم يكتف الدكتور بانافع برئاسة قسم التربية الرياضية والتدريس فيه، بل واصل الغوص في الكتب والأبحاث ونيل شهادات التفوق والألقاب العلمية والمشاركة في المؤتمرات الأكاديمية وإلقاء المحاضرات في الجامعات الخارجية في عدة دول عربية منها مصر، السعودية، الإمارات، العراق، الجزائر وغيرها.

- كل هذا وبعد ثلاثة عقود ونيف من الحضور المشرق والمشرف والفعلي والفاعل في ميادين الرياضة ممارسة وعلما ،لاعبا ومدربا ودارسا وأستاذا ومحاضرا وخبيرا أكاديميا، كلها لم تشفع للدكتور عبدالملك بانافع لينال ما يستحقه من تقدير وموقع مناسب، بعد أن أصبح بعض (تلاميذه) والأقل منه خبرة وكفاءة وعلما يحتلون مراكز أعلى منه.

- أبعدوه عن رئاسة القسم الذي أسسه من العدم ووضع لبناته القوية للمستقبل.. وعدوه بمنصب أرفع يتناسب مع كفاءته وتخصصه العلمي ومكانته الأكاديمية، ورغم أنه يحمل توصيات وتوجيهات من أصحاب الشأن والعلاقة والاختصاص، دولة رئيس الحكومة د. علي مجور، ومعالي الوزراء، د. صالح باصرة ود. عبدالوهاب راوح لتعيينه عميدا لكلية التربية الرياضية بجامعة صنعاء إلا أنها هي الأخرى لم تشفع ولم تنفع، وقد تم الأسبوع الماضي تكليف دكتور آخر بعمادة الكلية المذكورة مع أنه يفترض أن يحال إلى التقاعد منذ سبع سنوات، كما أن تخصصه طرق تدريس (تربية عامة) وهو بالطبع تخصص يختلف جدا عن (التربية الرياضية)!!

- الدكتور عبدالملك بانافع يملك كل المميزات والمواصفات والمقاييس الأكاديمية التي تجعل منه الإنسان المناسب في المكان المناسب (عميدا لكلية التربية الرياضية) من حيث الخبرة والتاريخ والمؤهل العلمي والتخصص المطلوب، فوق ذلك فهو رجل مهذب، وأخلاقه عالية وليس (انفصاليا) بل (وحدويا) حتى النخاع، لكن يبدو أن صنعاء عصية على أمثاله ولا يفتحها إلا الراسخون في علمها ومقاييسها ومعاييرها..والمتخصصون في مفاتيح هذا الزمان!!..عفوا وصبرا يا دكتور لأن موعد المتفوقين في هذا البلد سلة الاهمال.

وصبرا يا دكتور لأن موعد المتفوقين في هذا البلد (سلة الأهمال).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى