التوثيق في لحج.. توفر المادة وغياب الدار والوسائل

> «الأيام» سند حسين شهاب:

> معلوم أن تاريخ لحج بكافة مضامينه الوطنية والثقافية يتكئ على قاعدة تضرب بجذورها في الأعماق، لكن هذا التاريخ في مجمله لايبدو حتى اللحظة في وضع آمن، بسبب غياب توثيقه من جهة وحفظه في موقع خاص به من جهة أخرى.

يتفق الكثيرون من أهل الشأن الوطني والثقافي في لحج أن التاريخ المعاصر للحج شهد غياب أهم عنصرين يمكنهما أن يحفظا هذا التاريخ ويوثقاه، وهما عنصرا الدراسات والبحوث والتوثيق.

لذا فإن أهم وثائق هذا التاريخ لم تسجل في حينها، أو تحلل وتدرس وتوثق في أماكن تحفظها من عاديات الزمن، وتسخرها لخدمة الباحثين وطلاب العلوم المختلفة.

من العوامل الأخرى التي أثرت تأثيرا كبيرا في هذا الشأن التقلبات السياسية التي شهدها الوطن في الماضي، وتأثرت بها لحج كثيرا، إضافة إلى عدم وجود حس توثيقي عند بعض الناس الذين وقعت في أيديهم بعض الوثائق التي تحكي تفاصيل معينة عن بعض المراحل أو الشخوص، وهذا الأمر أثر بدوره سلبا في تاريخ المدينة التي أصبحت تفتقر إلى أهم الوثائق التي تحكي فصولا من تاريخها.

إن تطرقنا إلى هذا الموضوع لا يعني أن نغفل بعض الاجتهادات التي قام بها بعض الإخوة المثقفين في السبعينات لتجميع شتات بعض هذا التاريخ وإنتاج ما سمي بالدراسات حينها، وكذا الدور الذي لعبه الأديبان صالح نصيب وأحمد صالح عيسى في الثمانينات، وبمساعدة كبيرة من الأخوين فضل عوزر وعمر الجاوي في إخراج بعض الدواوين الثقافية في النصف الأول من ثمانينات القرن الفارط.

لاريب أن فترة التسعينات شهدت انفتاحا ثقافيا كبيرا كانعكاس للانفتاح السياسي الذي شهدته البلاد بعد قيام الوحدة، وهذا الانفتاح ولد مناخا صحيا لإبراز تاريخ كافة المناطق التي كان لها دور محوري في صناعة وإنتاج النهضات الثقافية والوطنية، غير أن الجهات والأفراد الذين كان يقوم عليهم الدور الأكبر في تبني هذا الأمر لم يعطوه حقه من الأهمية، الأمر الذي أظهر لحج وكأنها مدينة بلا تاريخ، وهذا الأمر انعكس سلبا على مجمل الأوضاع في لحج، ولاتزال لحج تدفع ثمنه حتى اللحظة.

أعلم أن غياب التوثيق في لحج هم يؤرق عددا كبيرا من أدباء ومثقفي وأكاديميي وأبناء المدينة، لكنني أعلم بالمقابل أن هذا التفكير ينبغي أن يحول إلى فعل، وقد طرق الباحث المعروف الأستاذ حسن صالح شهاب هذا الأمر والتزم ببناء دار للتوثيق في لحج على أن تلتزم المحافظة بتوفير الأرضية المناسبة في الحوطة.

كما أن وجود عدد كبير من الوثائق لدى أشخاص أو جهات في الداخل أو الخارج يساعد كثيرا في تبني هذا الشيء من قبل جهات ثقافية أو أكاديمية في لحج أو حتى في عدن للبدء بتأسيس هذه الدار وتوفير الوسائل الحديثة لها.

نحن نعلم أن هناك من المنغصات ما يقف دائما في وجه أي عمل صحي يخدم المحافظة، وكان آخرها فاجعة الاستيلاء على أرضية المركز الثقافي، لكننا بالمقابل نعلم أن إرادة الناس في لحج، وفي الطليعة منهم المثقفون والأكاديميون، ينبغي أن تكون أقوى في مواجهة تلك المنغصات وتحويلها إلى عمل يخدم الناس ومصالحهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى