فرار الآلاف إلى التلال خشية فيضان بحيرة صينية

> بيتشوان «الأيام» كريس باكلي وجون رويتتش :

>
فر الاف الصينيين من ديارهم أمس السبت وسط مخاوف من ان تفيض بحيرة على ضفافها مما عرقل جهود الانقاذ بعد ان قتل اسوأ زلزال خلال ثلاثة عقود نحو 29 الف شخص.

وعاد عمال انقاذ الى مقاطعة بتشوان بالقرب من مركز الزلزال في اقليم سيشوان ولكن العديد من السكان يخشون العودة حيث يشعرون بالقلق من بحيرة تكونت بعد ان اثارت توابع للزلزال انهيارات ارضية تعوق مجرى نهر.

وقال موقع صيني رسمي "بعد الاخلاء بفترة قصيرة عاد عمال الانقاذ الى عملهم المعتاد والقى الموقع باللوم في الاجلاء على انذار زائف.

وقال مسؤول امني لرويترز في وقت سابق ان احتمال فيضان البحيرة "كبير للغاية".

وقال لو جانج وهو عامل بناء غادر مدينة شيامين الساحلية الواقعة في جنوب شرق البلاد متوجها الى موطنه للبحث عن خطيبته ان الموقف "خطير للغاية لانه ما زال هناك توابع تتسبب في انهيارات ارضية يمكن ان تضر بالسد."

وعقد من اعمال الانقاذ سوء الاحوال الجوية والارض الوعرة ومئات التوابع.

وذكر المركز الامريكي للمسح الجيولوجي حدوث هزة بقوة 6.1 درجة مركزه على بعد 80 كيلومترا غربي جوانج جيان وهو الاخير في سلسلة من التوابع التي تضرب اقليم سيشوان. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) انه لم ترد تقارير فورية من المنطقة عن حدوث اضرار اضافية او خسائر بشرية.

وقال الرئيس الصيني هو جين تاو للناجين وذلك بعد ما يزيد قليلا عن أسبوع من احتفال الصين بوصول الشعلة الأولمبية إلى قمة جبل إيفرست "على الرغم من مرور وقت أفضل فرصة للانقاذ ...إلا أن انقاذ الأرواح ما زال أهم أولويات عملنا."

ومع بدء درجات الحرارة في الارتفاع يتزايد قلق الناجين بخصوص الأوضاع الصحية ويسألون عن مصيرهم على المدى الطويل.

وقال وانج جيان هونج وهو سائق حافلة في مدينة دوجيان جيان "ليس ما نحتاجه الان هو المزيد من المعكرونة السريعة التحضير. نريد أن نعرف الآن ماذا سيحدث لنا."

وهناك مخاوف متزايدة بشأن سلامة السدود وخزانات المياه التي ضعفت بنيتها في إقليم سيشوان الجبلي الذي تعادل مساحته اسبانيا تقريبا.

وفي سيشوان وتشونج جينج المجاورة لحقت أضرار بما يصل إلى 17 خزانا على الأقل كما حدثت شقوق أو تسربت مياه من بعض السدود. والكثير من هذه السدود على نهر مين الذي يمتد خلال اكثر المناطق تضررا بين هضبة التبت وسهل سيشوان.

وكانت الشقوق في سد ليان هيهوا الذي بني بنهاية الخمسينات في شمال غرب دوجيان جيان كبيرة لدرجة تسمح بادخال قبضة اليد.

وقال المزارع فينج بينجوي الذي انتقل من قريته أسفل السد إلى التلال " عندما يكون السد بهذا الوضع لا يمكن أن نشعر بأمان".

وقالت الصين إنها تتوقع أن يتجاوز عدد قتلى زلزال يوم الاثنين الذي بلغت قوته 7.9 درجة 50 ألفا. وفقد نحو 4.8 مليون شخص منازلهم كما أن الأيام التي يمكن خلالها العثور على أحياء معدودة.

وقال جو ويمين المتحدث باسم مجلس الوزراء الصيني في مؤتمر صحفي أمس السبت إن عدد القتلى حتى الان بلغ 28881 قتيلا.

وقال رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو إن الزلزال هو "أكبر وأكثر الزلازل تدميرا" منذ الفترة السابقة للثورة الشيوعية عام 1949 مضيفا أن التعامل السريع مع الكارثة ساعد على الحد من عدد الضحايا.

ويقارن ذلك بهزة عام 1976 في مدينة تانجشان في شمال البلاد الذي راح ضحيته 300 الف قتيل.

وقالت قناة تلفزيونية في هونج كونج إنه تم اجلاء نحو 1.2 مليون شخص من جينجشوان الواقعة على بعد نحو 90 كيلومترا شمال شرقي بيتشوان إذ أن ارتفاع منسوب المياه يهدد بفيضان بحيرة على ضفافها هناك,ولكن لم يكن هناك تأكيد مستقل لذلك.

وقال لي شينجيون نائب حاكم اقليم سيشوان ان 188100 شخص اصيبوا كما يظل نحو 10600 مدفونين تحت الانقاض. واضاف ان هناك حاجة الى 2.6 مليون خيمة لايواء 4.8 مليون نازح.

وقتل عامل اصلاح كابلات أمس السبت قبل ثلاثة اشهر من استضافة بكين لاولمبياد الصيف اذ سقطت عليه احجار عندما ضرب مقاطعة ليشيان تابع متوسط.

واشاد الرئيس هو بعمال الانقاذ وشجاعتهم في وينشوان مركز الزلزال عندما وقعت هزة.

ومما يزيد الامل في امكاينة الوصول الى المزيد من الاشخاص الاحياء تم انقاذ 33 شخصا في بتشوان بينهم قروي في التاسعة والستين من عمره دفن تحت الانقاض لمدة 119 ساعة. وأجلى جنود 18 عالما كانوا محاصرين في غابة في ميانجو القريبة.

وأفاد موقع حكومي على الانترنت بأن الصين في حالة تتأهب خشية التعرض لتسرب إشعاعي. ومعمل أبحاث الأسلحة النووية الرئيسي في الصين في ميان يانج إضافة إلى العديد من المواقع الذرية السرية ولكن ليست هناك أي محطات للطاقة النووية.

وأرسلت الصين 150 ألف جندي إلى منطقة الكارثة ولكن الأضرار التي لحقت بالطرق من جراء الزلزال والانهيارات الأرضية التي تسد الطرق أعاقت وصول الامدادات ورجال الانقاذ إلى أكثر المناطق تأثرا.

وانهالت على الصين عروض بالمساعدة كما وصلت فرق انقاذ من اليابان وروسيا وتايوان وكوريا الجنوبية وسنغافورة. وزادت التبرعات على ستة مليارات يوان (857 مليون دولار).

(شارك في التغطية جو شيبنج وبجامين كانج ليم في بكين ودوني كوك في هونج كونج) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى