الموضة والأزياء تكتسح أسوار الكليات

> «الأيام» هاني جلال سكاريب:

> (أناقة بلا حدود) شعار يرفعه طلبة وطالبات الجامعة في مختلف الكليات والتخصصات، فما أن تدخل إحدى الكليات حتى تستطيع رصد بوصلة الموضة من خلال ملابس الدارسين والدارسات.
فهذا طالب عمل رسومات في لحيته، وآخر يرتدي بنطلون ممزق، أما الطالبات فحدث ولا حرج، فتلك فتاة ارتدت عدسات خضراء اللون وأخرى فضلت الزرقاء، وتحولت الجامعة من دار علم إلى ساحة نزال بين الطلبة والطالبات، فبينما يسعى الشاب إلى اقتناص نظرات الإعجاب من المحيطين تتوق الفتاة إلى سماع عبارات الإعجاب التي تحصي مظاهر حسنها، وبين سعي الطلاب ورغبة الطالبات تسير الحياة الجامعية بعيدا عن مدرجات المحاضرات.

إن سر الجمال والشعور الدائم بالسعادة يكمن في الأمان والاستقرار، والابتعاد عن القلق والتوتر بالدرجة الأولى وليس صحيحا أن الإحساس بالجمال يصنعه الإسراف في استخدام أدوات التجميل وارتداء العباءة فليس هناك معنى لما تفعله الفتيات داخل الجامعة، خاصة وأن المبنى الجامعي يجب أن يحظى بقدر من الوقار من جانبهن باعتباره مكانا لطلب العلم وليس ناديا أو مقهى من حق أعضائه ارتداء ما يحلو لهم من ثياب.

فالمشكلة تكمن في اعتقاد الفتيات أنه لا يوجد تعارض بين الأناقة والاحتشام ويعتبرون الأناقة مردافا للمبالغة في استعمال أدوات التجميل وارتداء العباءات الضيقة، والتي يمكن وصفها بالمثيرة، وتدافع الفتيات وراء التقليد الأعمى لدرجة أن بعضهن يرتدين (مقرمتين) في نفس اللحظة متناسين أننا في منطقة حارة.

فمن يجلس أمام مدرجات الجامعة ساعة واحدة فقط سيتأكد من أن الشباب أكثر تطرفا من الفتيات فيما يتعلق بالانسياق وراء الموضة، حتى وإن كانت غير مناسبة معهم ومضحكة أيضا، فالأمر يكون أشبه بعرض أزياء للملابس الغربية وغير المتناسقة، إن فرض زي موحد ليس الحل، المشكلة تكمن في أن بعضنا صار يفتقد للحياء، فهل صحيح أننا في دولة إسلامية ..؟

كلية الاقتصاد / عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى