الحوار اللبناني في مأزق وامير قطر يتدخل مباشرة للمرة الثانية

> بيروت «الأيام» جوزف بدوي وفيصل البعطوط :

>
وصل مؤتمر الحوار اللبناني في الدوحة الى المأزق أمس الإثنين وغابت تقريبا اقتراحات الحلول بعد اعلان المعارضة رفضها ارجاء البحث في قانون الانتخابات الى ما بعد انتخاب رئيس الجمهورية التوافقي، في حين تدخل امير قطر للمرة الثانية خلال يومين في محاولة لانقاذ الحوار.

وافاد مصدر لبناني مشارك في الحوار ان امير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني زار فندق الشيراتون حيث يجري مؤتمر الحوار من دون ان يعرف اي شيء عن لقاءاته.

وكانت اللجنة الوزارية العربية عقدت اجتماعا مساء أمس الإثنين لبحث كيفية الخروج من المأزق.

واضاف المصدر ان "اللجنة الوزارية العربية عقدت ايضا اجتماعات مع الطرفين كل على حدة ونقلت افكارا لتقريب وجهات النظر".

وتابع هذا المصدر ان "الخيار بات بين التوصل الى حل في آخر لحظة او تعليق الحوار بسبب ارتباطات المسؤولين في قطر والمسؤولين العرب بمواعيد اخرى ابتداء من اليوم الثلاثاء".

بالمقابل، اعلن مصدر مقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "الامل لا يزال موجودا وبالامكان التوصل الى حل خلال الساعات القليلة المقبلة".

وكانت المعارضة اصدرت بيانا بعيد ظهر أمس الإثنين في ختام اجتماع لها في الدوحة جاء فيه انها "تؤكد التزامها المبادرة العربية واستمرار الحوار في الدوحة وصولا الى تطبيق بنود بيان اللجنة الوزارية العربية في بيروت".

واضافت ان بيان اللجنة العربية يقوم على "الاتفاق على نسب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، الاتفاق على قانون جديد للانتخابات النيابية والذي قدمت المعارضة وما تزال عدة صيغ للخروج بما يؤمن عدالة التمثيل ومصالح كل اللبنانيين، وتتويج الاتفاق بانتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان".

واعتبر هذا الموقف المتمسك بضرورة الاتفاق على الحكومة وقانون الانتخاب في الدوحة قبل انتخاب رئيس الجمهورية رفضا للاقتراح القطري بارجاء البحث في قانون الانتخابات الى ما بعد انتخابات الرئاسية لتسهيل الوصول الى حل في الدوحة.

وكانت قطر قدمت لطرفي النزاع أمس الأول اقتراحا يقضي بارجاء البت في قانون الانتخابات الى مرحلة لاحقة على ان يتم الاتفاق في الدوحة على توزيع النسب على الحكومة بين الطرفين وبعدها يجري انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.

وبعد انتخاب سليمان تقوم حكومة الوحدة الوطنية بتقديم اقتراح بشأن قانون الانتخابات الى مجلس النواب لاقراره.

من جهته اعلن رئيس وفد حزب الله الى مؤتمر الحوار اللبناني في الدوحة النائب محمد رعد أمس الإثنين ان صيغة ترحيل مناقشة قانون الانتخابات الى ما بعد الانتخابات الرئاسية في لبنان كانت مشروطة بتشكيل حكومة حيادية الامر الذي رفضته الاكثرية.

واعتبر رعد في حديث الى وكالة فرانس برس مساء أمس الإثنين ان "الوسيط القطري لم يقدم صيغة (للحل) بل طرحت امامه فكرة بصوت عال اضافت اليها الاكثرية بعض الاشياء التي تخرج الفكرة عن غايتها".

واضاف في اشارة الى صيغة الحل التي قدمتها قطر "الصيغة التي طرحت كانت مشروطة بحكومة حيادية وهم رفضوا الحكومة الحيادية".

بالمقابل نددت الاكثرية بموقف المعارضة، مؤكدة انها كانت وافقت مساء أمس الأول على الاقتراح القطري وعادت وتراجعت عنه ظهر أمس الإثنين في بيانها.

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعتبر في حديث لوكالة فرانس برس ان "الحوار تلقى ضربة كبيرة جدا بسبب بيان المعارضة، لا اعرف اذا كان سيتمكن من الخروج منها سليما".

وقال جعجع ان "بيان المعارضة اعاد الامور الى نقطة الصفر"، مضيفا ان "اللجنة العربية مع قطر كانت وضعت خارطة طريق للحل في لبنان اطاحت بها المعارضة".

كما اعتبر جعجع ان فشل الحوار في الدوحة يعني ان "طلب ارسال قوة حفظ سلام عربية الى بيروت سيصبح اكثر الحاحا".

بالمقابل تشدد المعارضة بانها لا تفعل سوى التمسك بحرفية بنود الاتفاق الذي تم التوصل اليه في بيروت الخميس الماضي.

وقال العماد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر (احد اركان المعارضة) في تصريح صحافي "نحن ننتظر اجوبة (من الاكثرية). العروض قدمت من قبلنا، ونحن لم نتخل عن المبادرة العربية، وسبق ان قدمنا مئة صيغة كلها متوازنة، وعلى الفريق الآخر الاختيار". واضاف عون "هناك محاولة للايقاع بيننا وبين الوسيط القطري".

ويدخل الحوار اللبناني اللبناني في قطر أمس الإثنين يومه الرابع وسط مراوحة وغياب اي نتائج حاسمة.

كما يرجح ان يغادر الدوحة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى الدمام للمشاركة في القمة التشاورية لمجلس التعاون الخليجي اليوم الثلاثاء.

وتدخل امير قطر أمس الأول شخصيا بين المفاوضين اللبنانيين في محاولة لتقريب وجهات النظر وقدم ورقة تتناول النقاط الخلافية. واجتمع مع ممثلين عن المعارضة وعن الاكثرية في لقاء واحد.

باشرت وفود الاطراف ال14 المشاركة في الحوار حوارها مساء الجمعة بهدف انهاء الازمة السياسية التي تشل البلاد منذ 18 شهرا وكادت تدخل لبنان في حرب اهلية.

ويشارك في الحوار كافة القادة اللبنانيين عدا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي يتغيب لاسباب امنية ويمثله رئيس كتلة حزبه النيابية محمد رعد. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى