كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> لا أحد يستطيع أن ينكر أن عدن هي مستقبل اليمن.. وأن عدن هي الميناء.. وأن عدن هي الاستثمار.. وأن لا استثمار بدون طاقة وقضاء نزيه عادل وخدمات وإجراءات سريعة واستقرار وأمن وأمان.. فهل يمكن لأحد أن ينسى هذه الحقيقة أو يتناساها.. هل يمكن أن ننسى شيئاً كنا ومازلنا نعرفه جيداً؟.. وهل الذي حدث في حياتنا جعلنا ننسى كل شيء؟.. وهل الذي عرفناه أخيراً جعلنا ننسى ما كنا نعرفه؟.. وهل نستطيع أن ننسى الذي نحب أو ننسى الذي نكره؟.

> إن عدن هي بوابة الخير لليمن.. وهي الخير لكل الناس جميعاً.. وإذا كنا لأسباب كثيرة انشغلنا عن هذه الحقيقة.. فمتى ننصرف عن انشغالنا العميق هذا؟!.. وهل اعتدنا على أن نظل صامتين بلا معنى.. وأن نترك عدن هكذا هامدة جامدة بلا حركة ولا هدف؟.. وهي التي كانت ثالث الأسماء بين الموانئ في العالم وأعظمها.. ثم أرادوا لها هذا الضياع المقصود لأسباب نعرفها جيداً.. وهل يمكن أن يعود إليها مجدها الزاهر وتاريخها العظيم؟.. وهل يجب أن نصلي من أجل عدن.. وأن نرفع أيدينا إلى الله سبحانه وتعالى ليفتح لها أبواب الاستثمار وأبواب المستقبل؟.. وهل أصبحت عدن لا تهم أحداً في السلطة في الماضي والحاضر؟.. وكأن عدن ليست من السهل فهمها.. أو أنهم لا يريدون أن يعتمدوا على أنفسهم في فهمها جيداً.. وهل من الضروري أن يذهبوا إلى قارئة الفنجان لتتنبأ لهم بمستقبلها لكي يفهموها جيداً.. أم يجب عليهم أن يفتحوا كتب التاريخ ليقرأوا تاريخها وأن يتأملوا ويفهموا ويستمتعوا.. وأن ينبهروا بهذا الميناء العظيم.. الذي لا يستطيع أي ميناء أن ينافسه أو يجاريه؟.

> وهل من الضروري أن ننبه إلى ضرورة العودة والاهتمام بمدينة عدن ومينائها العظيم؟.. وأن نعرف كثيراً عن الذي كان يحدث في ميناء عدن.. وكيف كان يستقبل أكثر من عشرين باخرة في اليوم الواحد؟.. وكيف كان يجري العمل في الميناء بدقة ونظام؟.. وكيف كان يتم تفريغ وشحن البواخر بكفاءة عالية وسرعة متناهية؟.. مع أن ميناء عدن في أوج ازدهاره لم يكن يعرف الحاويات ولا أجهزة ووسائل النقل التقنية الحديثة.. ولكنه كان يعتمد على الأيادي العاملة والعقول المفكرة والموظفين الأكفاء.. وثمانية من رجال الشرطة فقط بلا سلاح بقيادة صديقنا (محمد مرعي) برتبة رقيب أول.. وكان هذا يكفي لتأمين الميناء وحمايته من أوله إلى آخره.

> كان ميناء عدن حركة دائمة ونشاطاً مستمراً وعملاً دؤوباً وتجارة رابحة تفوق الخيال.. وكانت مياهه تتدفق بالخير الوفير وترفد خزانة الدولة بملايين من العملة الصعبة قبل الاستقلال.. ثم أصبح إلى يومنا هذا عاطلاً.. لا وظيفة.. ولا مال.. ولا جاه.. ولا خير.. ونشأت موانئ أخرى وازدهرت على أنقاض ميناء عدن.. سنغفورة.. وجبل علي.. وجبيوتي.. وغيرها.

> بقي أن نعرف ما الذي تريده الدولة حلاً لميناء عدن؟.. هل ندفنه بالتراب حياً؟.. وهذا غير ممكن طبعاً.. إذن لماذا لا تستفيد منه الدولة كما استفادت من نفط حضرموت.. وجبابة الضرائب وتحصيل فواتير الكهرباء والماء والتلفون بالملايين يومياً؟.. وترحيلها يومياً من عدن إلى البنك المركزي في صنعاء.

> عدن هي مستقبل اليمن.. والحكم المحلي كامل الصلاحيات هو المستقبل الأفضل!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى