صنعاء تناديكم

> زكي محمد السقلدي:

> صنعاء هي الطفلة الثالثة للمحامي يحيى غالب الشعيبي، الذي يقبع في سجون الأمن السياسي في صنعاء العاصمة، هو وعدد من قيادات النضال السلمي تتهمهم السلطة بأنهم يهددون الوحدة الوطنية حسب زعمها، فمن بزعمكم يهدد الوحدة الوطنية، الذي اقتحم البيوت الآمنة وروع الأطفال في مضاجعهم، وزرع لغة الكراهية في قلوبهم، أم (أبو صنعاء) يحيى غالب، الذي جسد صدق حبه وولائه لهذا الوطن أن سمى أحد فلذات كبده (صنعاء)، أما هؤلاء فلم تكن عندهم صنعاء أو عدن إلا مغنماً وفيداً.

صنعاء ذات السنوات الثماني التي لا تفارقها الابتسامة البريئة تفتخر باسمها، وتحب صنعاء العاصمة حباً شديداً لذا تحدثكم تلقائياً عن محبوبتها عن جمالها وحدائقها وبنيانها وشوارعها، وعن أهلها وأطفالها الطيبين تقول هذا الكلام نقلاً عن أبيها .

أما هي فحلمها أن تزور صنعاء، وأن تراها حقيقة، وأن تتجول في شوارعها وتلعب مع أطفالها وتزور حدائقها.

(صنعاء المحامي) هو الاسم الذي تحب أن تنادى به غدا اسمها الأكثر رواجاً وشيوعاً في المنزل، وعند الأهل والجيران عندما تسألها عن اسمها قبل أن تكمل سؤالك تجيبك بفخر بلهجتها العدنية (أني اسمي صنعاء) هذه صنعاء قبل أن تفجع بزوار الفجر وخفافيش الظلام .

أما صنعاء اليوم، فلقد غابت عنها تلك الابتسامة وأصبحت حزينة باكية تتخلل عينها الدموع عند كل صوت يناديها (يـا صنعاء) أصبحت تتحير في الإجابة عند كل سؤال يسألها عن اسمها .. تقول لقد خدعني أبي يوم تحفظ أن يخبرني عن سجونها وجلاديها.

إذن كيف سأطيق اسمها وأنت يا أبي بسجونها المظلمة تعذب وفي زنازينها تكابد آلام المرض بدون جريمة أو ذنب ارتكبته، لذا أصبح أصعب سؤال تجاوب عنه أن تسألها عن اسمها، لأنها كلما تذكرت اسمها تذكرت أباها وهو يقبع في سجون سميت باسمها صنعاء.

من مدينة عدن تدعو أطفال اليمن عامة وأطفال صنعاء خاصة إلى التضامن معها للمطالبة بالإفراج عن أبيها المعتقل في سجون صنعاء وإخوانه المعتقلين.

وتقول قبل أن اتخذ قراراً صعباً بتغيير اسمي يا أهل صنعاء. إذاً من يعيد إلى صنعاء الابتسامة، من يضمد جراحها ويعيد لها الأمل، من يزيل عنها الكابوس الذي خلفه خفافيش الظلام وزاد من اتساع الشرخ في قلبها عذاب والدها، الذي يصارع المرض في سجون صنعاء، فصنعاء من عدن تناديكم، فهل من مجيب ؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى