> «الأيام» أحمد شيخ العلهي /مودية - أبين

إذا كانت الحضارة الحديثة قد يسرت الكثير من سبل حياتنا وأشاعت فيها مزيدا من المتطلبات والإمكانيات وألوانا زاهية من المتاع والوفرة، فإنها لم تعفنا من ضجيجها بين الحين والآخر حتى استغلقت دروب الأمان أمام بعض الشباب، وضاقت صدروهم عن معايشة الواقع فاجتذبتهم المواد المخدرة لترمي بهم في عوالم الضياع والدمار.

لقد انتشر استعمال المواد الإدمانية بين سائر الشباب بعد أن كانت أغلب أعمار المدمنين حول مرحلة منتصف العمر تدنت مؤخرا لتصل إلى سن الشباب أي حول سن العشرين وفي بعض الأحيان حول سن العاشرة.

فهناك اعتماد كلي على المهدئات والمنومات والمنشطات وكذلك استنشاق المواد الهيدروكربونية التي تدخل في تكوين الأصباغ والأصماغ والبنزين، أضف إلى ذلك شجرة القات الذي يمضغ أورارقها، ويستحلب عصيرها ويبلع، إذ يحدث تنبيها للجهاز العصبي وشعوراً بالغبطة والرضا وحسن الحال وبانتهاء المفعول يشعر المتناول بالتبلد و الاكتئاب وفقدان الشهية للطعام.

إن هذه المواد أصبحت اليوم تشكل خطرا كبيرا في حياتنا، ولابد لنا هنا أن نقف وقفة صارمة وحازمة ضد هذا الوباء القاتل من خلال النصائح والإرشادات من قبل الأسر وخطباء المساجد والتلفاز وأصحاب الصيدليات، وعلى الشباب أن يتجاوب ويتفهم الوضع برؤية واضحة، وعليه أن يضع المستقبل نصب عينيه، فالمستقبل له وهو صانعه، والمجتمع ينظر إلى الشباب بثقة وإكبار ويتوقع منه الخير الكثير لحاضره ومستقبله.