> «الأيام» سالم معافا أحمد:

وعزلة المغاربة في مديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة إحدى مناطق الوطن المحرومة من مشاريع المياه اللازمة للشرب.
وترجع أسباب المشكلة، في رأي المدرس سالم معافا أحمد، الذي أعد دراسة بيئية جغرافيه عن (الأسباب، الآثار والحل)، إلى انحدار المنطقة الشديد من الشرق إلى الغرب والتي هي محاذية لجبال ريمة وجعل هذا المنحدر الشديد مياه الأمطار غير مستقرة بالمنطقة، بعد السيول عن العزلة، عدم نفاذ مياه الأمطار في تربة باطنها صخور، عدم وجود سدود أو حواجز مائية سابقة تعمل على تغذية المياه الجوفية وارتفاع منسوبها في الآبار والآبار الارتوازية.
اختفاء الحيوانات والنبات وانتشار الأمراض
وأثار المدرس سالم في دراسته بعنوان «مشكلة نقص المياه الجوفية في المنطقة الشرقية لبيت الفقيه عزلة المعازبة» أن المشكلة امتدت إلى حياة الناس فجعلت معظم القرى محرومة من مشاريع الماء اللازم للشرب وتوصيله إلى المنازل، اعتماد المنطقة على مياه الأمطار الموسمية في الزراعة المحدودة، فيسبب المطر الغزير في جرف الأراضي ويلحق بأصحابها خسائر كبيرة، وما يتحصلون عليه من قيمة المحصول الزراعي لا يفي بقيمة حرثها وبذرها، ضعف المردود الزكوي للدولة، عناء المواطنين في البحث عن الماء في الآبار البعيدة على الحمير والوقوف طوابير من أجل لترات ماء، ذلك أدى إلى ضعف الإقبال في المشاركات الوطنية والانتخابات وتأسيس الجمعيات، انتشار الأمراض في السكان كالديدان والأملاح وغيرها بسبب الماء الملوث المخلوط بالطين المستخرج من معظم آبار العزلة، الاختلاط على الآبار عند طلب الماء يؤذي مشاعر الناس، هاجرت المنطقة واختفت بعض الحيوانات كالنمور والغزلان وكذا اختفاء بعض النبات.

ويمضي المعافا يقول في دراسته، التي أنجزها في 2005/11/24م:«يسحب المواطنون من هذه الآبار الماء بواسطة الدلو والحبل الذي يجره الحمار أو ينزح منها بالدلو يدوياً وتكون أقل عمقاً وتوجد في الشعاب والوديان. وأهم تلك الآبار الجافة أو القابلة للجفاف من عام لآخر ولا يوجد فيها مياه كافية وقد تم استخدام حفارات عدة مرات ولكنها لاتوجد، وهي 11 بئراً من بينها آبار القفل الأعلى والأسفل، العجالية، الدريبة، المعاصلة، بيت الزيدي، الصريح، الجروبة، الشقر، آبار المزاربة في الخايع ووادي سرول».
الحلول المفترضة للمشكلة
يرى معافا حسين الحلول بتوصيل مياه للشرب فقط إلى العزلة من أي منطقة أو عزلة مجاورة، إعادة الكشف عن مياه جوفية كافية بنفس العزلة وإقامة مشروع جماعي شامل لمعظم القرى المحرومة من المشاريع، إقامة عدة حواجز مائية في الشعاب والمنحدرات التضاريسية المهمة، التي تجرى فيها مياه الأمطار عقب وأثناء هطولها على الجبال المجاورة لها، ثم تذهب سدى أو تبتلعها الحواجز الترابية والأراضي هنا وهناك هدراً وإسرافاً دون فائدة أو تنظيم.

وبإذن الله تعالى سوف تلمس الأجيال والناس مستقبلا، خير هذا العمل مشاريع وزراعة، ومردوداً إيجابياً عما كان وما نحن عليه الآن».
وقد استند المدرس سالم المعافا في دراسته (التي تم اختصارها في تناولنا لها في «الأيام») على مراجع، منها: بعض وثائق البيع (بصائر أراضي)، خبرة الدارس ومعرفته بالمنطقة، نقل بعض الخبرات والمعلومات من المعمَّرين ومجلة (الحكمة يمانية) بقلم عبدالرحمن الحضرمي 1984م.