لبنان يصارع كراهية أطلقتها أعمال العنف

> دير قوبل «الأيام» اليسيتير ليون:

>
موظف لبناني يصلح زجاج متجره الذي تحطم في المواجهات الأخيرة في بيروت
موظف لبناني يصلح زجاج متجره الذي تحطم في المواجهات الأخيرة في بيروت
تسبب انبعاث نوبة من الحرب الأهلية شهدها لبنان هذا الشهر في جروح سيكون من الصعب أن تلتئم حتى إذا دفع الوسطاء القطريون زعماء لبنان المتناحرين إلى الوصول إلى اتفاق لنزع فتيل الأزمة الراهنة.

فقد أثار رد حزب الله العنيف على تحد من جانب الحكومة لشبكة الاتصالات الخاصة به وبقبضته على مطار بيروت عداء بين السنة والشيعة يهدد بصراع على غرار الدائر في العراق.

وامتدت المعارك في بيروت التي كانت الغلبة فيها للجماعة الشيعية وحلفائها المدعومين من سوريا إلى مدينة طرابلس في الشمال وجبال الدروز إلى الشرق من بيروت وترددت أنباء عن أعمال وحشية من الجانبين أعادت إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

وعمق الصراع الخلافات بشأن ما إذا كان مصير لبنان سيكون بيد الغرب وحلفائه من العرب السنة أم مع تحالف سوري إيراني عازم على هزيمة الخطط الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة.

كما إنه يدفع العديد من المواطنين اللبنانيين العاديين إلى حالة من اليأس.

وقالت نجوى فرحات وهي فنانة تجمع أجزاء من أعمالها من حطام شقتها في دير قوبل وهي قرية تطل على المطار «هذا شغلي..

لوحة موزاييك وحيدة نجت». وأضافت الفنانة البالغة من العمر 67 عاما وهي درزية وهي تتأمل غرفة معيشتها التي غطاها السواد بعد أن كانت مليئة برسوماتها وكنوزها الشخصية «هذا المبنى سيعاد تصليحه، ولكن الذي خسرته لا يمكن تعويضه.» وتابعت «حزب الله وعدنا بأنه سيقاتل إسرائيل وليس الشعب اللبناني.

لأنهم رجال دين نحن وثقنا بهم.

لا أعرف ماذا حصل لهم.» ولم تكن فرحات وأسرتها في المبنى أثناء القصف الذي دمر منزلهم وتركهم بلا مأوى، لكنهم أفضل حظا من أسر 81 قتيلا على الأقل خلال القتال الذي استمر ستة أيام في لبنان.

وفي بيروت يشعر السنة بغضب شديد من استيلاء قوات يقودها حزب الله على أحياء تسكنها أغلبية سنية.

ولم يظهر مسلحون موالون لزعيمهم سعد الحريري سوى مقاومة رمزية ودخل الجيش الشوارع بعد أن سيطر حزب الله على المنطقة.

وقال أبو مصطفى 31 عاما «الجيش لم يحمنا نحن حمينا أنفسنا.» قال أنه قاتل مع أصدقائه ومناصرين لتيار المستقبل التابع للحريري بالبنادق والرشاشات لحماية طريق الجديدة ولكن الفريق الآخر كان أكثر تسليحا.

وقال أبو عمر 21 عاما «لم يكن لدينا السلاح الكافي لنواجه حزب الله لمدة طويلة.» وروى مقاتلو طريق الجديدة حكايات عن إفراط في ممارسات حزب الله للضرب والقتل وعرضوا تصويرا بكاميرات الهاتف المحمول لمشاهد بشعة.

وذكرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان «هيومان رايتس واتش» أعمالا وحشية من الجانبين وعرضت صورا لاثنين من أعضاء حزب الله قيل أن مقاتلين دروز أعدماهما وتصوير فيديو عرض على موقع يوتيوب على الإنترنت لجرحى يضربهم مسلحون موالون للحكومة في شمال لبنان.

وقال جو ستورك مدير المنظمة في الشرق الأوسط في بيان يوم الأحد الماضي «الروايات عن انتهاكات من جانب المسلحين تنتشر كالنار في الهشيم وتثير التوترات».وأضاف «ما لم تتصرف الدولة بسرعة لمحاسبة الجناة فإن من المرجح أن تكون هناك أعمال انتقامية.» وتصف الأحياء السنية الشيعة بانهم «خراج» وأفراد حزب الله بأنهم إرهابيون يعملون لحساب إيران وسوريا ويقولون أنهم كانوا يتمنون أن تهزمهم إسرائيل.

وقال أبو مصطفى «مستعدون لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل اليوم وليس غدا.

لا نريد القتال نحن نحب النساء والشرب.» وتتصاعد المشاعر بالقدر نفسه بين مناصري حزب الله الذين يعتبرون الحكومة التي يدعمها الحريري متواطئة مع مساع أمريكية إسرائيلية لنزع سلاح «المقاومة».

وتوعد حسن نصر الله زعيم حزب الله بقطع يد أي شخص يمس سلاح رجاله الذين صدوا هجوما إسرائيليا عام 2006 شن بعد أن احتجز حزب الله جنديين إسرائيليين وقاتلوا المحتلين الإسرائيليين في الجنوب منذ عام 1982 حتى خروجهم عام 2000.

وفي دير قوبل تأمل أسرة فرحات ان يصبح لبنان ذات يوم بمنأى عن الصراعات في الشرق الأوسط.

وقال شوقي فرحات 71 عاما وهو رجل أعمال متقاعد «نشعر بأننا مهددون ونشعر أن ليس لنا شأن بفلسطين أو إيران أو سوريا.

«من حقنا أن نعيش كشعب ذي سيادة وكرامة وهذا كل ما نريده.

هل هذا بكثير.» ووقفت نجوى فرحات زوجة شقيقه تحدق في رف جمعت عليه ذكريات ابنها المتوفى منذ زمن وبكت وهي تجمع رماد الأشياء وقالت «إنه محروق بوروده.صعب جدا أن تخسر أشياء، ولكن ليس أن تخسر الأشياء التي تعني لك الكثير.» رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى