إنه لا يمثل الغناء الحضرمي الأصيل!

> «الأيام» أحمد المهندس:

> إن لم تستحِ فغن ما تشاء وصيح يافصيح.. طالما هناك مذيعون احترفوا الرقص وهز الوسط.. وتركوا الميكرفون وطقوس المقابلات وآدابها وقرروا أن يستضيفوك باسم الفن والغناء.. وتمثيل لون غنائي رائد وجميل كاللون الطربي الحضرمي الأصيل الذي تكفل رواده ونجومه كعادة أهل الأحقاف الكرام في المهاجر والغربة بنشره في أصقاع الأرض.

والعتب كل العتب لقناة بقامة اليمن الفضائية وبرنامج «طاب السمر» الأسبوعي، الذي ينتظره الملايين من المتابعين اليمنيين والعرب في الداخل والخارج للاستماع والمتعة بأنغام أهل السلى والحكمة والإيمان.. بألوانه الغنائية المختلفة التي تعبر عن أصالته وجمال كلماته ومعانيه.. وعذوبة أصوات مطربيه من الجنسين.

العتب على الفضائية اليمنية التي استضافت ذلك المساء الحزين (عمر باوزير) الذي لا ينتسب إلى القبيلة الطربية اليمنية وفنونها، ولا يحمل جنسيتها الإبداعية.. ولكنه أصبح بقدرة قادر، وبسبب المجاملات وربما أسباب وأساليب أقوى لا تخفى علينا والقريبين من المجال وكواليس الفن والإعلام.. مغنياً من ضيوف البرنامج الشهير، الذي والحق يقال استضاف فيما سبق نجوماً في الطرب اليمني لهم مكانتهم وأعمالهم.. أما هذا المدعي الذي لا أعرف كيف استمر حتى الآن في المجال، وصدق نفسه بأنه مطرب ينافس مطرب الأخبار الشهير الذي ابتكره الكاتب الساخر المصري أحمد رجب بريشة مصطفى حسين.. والغريب أن باوزير لم يكتفِ بتقليد بلفقيه بصوته البعيد عن الإبداع والجمال وبالحركات.. فهو لا يملك الصوت الطربي الجميل أو حتى الأداء المميز أو القبول.. فقد بدأ - كما أعرف - مقلداً للفنان الرائد أبوبكر سالم بلفقيه من خلال برنامج «وتر وسمر» السعودي الذي كان يقدمه عبر القناة الأولى السعودية الفنان الحلو كثير (جميل محمود) ويبدو أنه صدق أصدقاء السمر وجلسات الأخضر جهيش والمكبوس.. وساق فيها، واستمر يمارس فعل الغناء بصوته الكفيل بإيقاظ النيام والكسالى من أسرتهم.. بل زاد بحركاته المكشوفة المبالغ فيها بالعين واليدين والرجلين وبزيادة وزنه ليبدو كطبق الأصل.. وبتقليده الأعمى المستمر لأبو أصيل.. الذي على حد قوله في السهرة.. أجاز له أن يمثله وعليه أن يصرح بذلك لكل من ينتقده وتقليده.. وقد أكد صدق مقولته بصورة جوالية تجمعه مع أبوبكر سالم في بيته في القاهرة.. لم يكن يتصور فناننا الكبير بأن باوزير سيستغلها أسوأ استغلال في برنامج فني على الهواء.. وإلا لبدا في أجمل زينته وأناقته المعروفة.

سامحك الله ياسماوي (عبدالملك) على هذه الاستضافة التي تسجل عليك كذنب وتراجع جماهيرية برنامجك.. وعيب في حق النجوم السابقين الكبار الذين استضفتهم من حضرموت كممثلين للون الغناء الحضرمي كالفنانين عبدالرحمن حداد وعلي العمودي والعطاس وغيرهم من المبدعين الذين قدموا أغاني حضرمية ويمنية من مختلف ألوان طيف الغناء اليمني الرائع الألحان والكلمات بإحساس وفن ومسئولية.

لقد تعودت أن أشيد في كتاباتي بكل ما تقدمه الفضائيات اليمنية الثلاث.. من برامج فنية وأدبية تنقل لنا الأعمال الفنية والأدبية الرائعة لليمن الشقيق.. وتقدم لنا أهل الأصالة والعرب وتاريخهم الفني والأدبي والإنساني المشرف.. لنعيد استكشافه ومعرفته عن قرب في عصر الفضاء المفتوح والمعرفة.

ولم أتعود أن انتقدها لسبب واحد لأنني متعصب للفن اليمني ونجومه القدامى والجدد.. وأقدر وأعرف تفاصيل عدم انتشارهم والظلم الذي عاناه المبدعون.. وما جعلني أخرج عن مبدئي وطوري حضوري لهذه السهرة، التي لم تكن هدية مقبولة في العيد الـ18 للوحدة اليمنية، كما قال معدها ومقدمها عبدالملك السماوي المخرج السابق الذي ترك تخصص دراسته وتفرغ للرقص واستضافة النجوم كمقدم برامج.. وصدمنا بسهرته تلك واستضافة المقلد عمر باوزير الذي أزعجنا بتقليده وصوته وحركاته (الأرجوازية).. فهل تكون تلك الليلة التي لم يطب فيها السهر لنا، وربما لغيرنا من المتابعين.. بداية السقوط لبرنامج «طاب السمر» التلفزيوني.. أم أنها بمثابة كبوة لبرنامج قدم لنا الكثير من الحلقات الناجحة والتحايا؟

إن مثل هذا المقلد ليس مكانه وموقعه مثل هذا البرنامج الفني.. بل برامج الترفيه والتقليد حتى وإن قدم ووزع تحاياه والسلام (البلاش بالكوم).. فهو كما يبدو غير مصدق أنه على الفضائية اليمنية!.

حلقة «طاب السمر» الأخيرة لم تقد لنا ما تعودنا منها.. وبدورنا نستبعدها من ذاكرتنا وسلسلة الحلقات المميزة لهذا البرنامج!.. على أمل أن يتم في الحلقات القادمة اختبار فنانين لهم مكانتهم وإمكاناتهم الصوتية وتاريخهم الفني.. وحتى لا يساء باستضافة أشباه الهواة والمدعين إلى فن الغناء الحضرمي.. ونبتعد بقدر الإمكان عن المجاملات وكيل المديح (والتقويح) لمن لايستحقون الاهتمام!

صحفي وأديب سعودي -جدة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى