الصين تركز جهودها على الناجين بعد تسعة ايام على كارثة الزلزال

> ميانزهو «الأيام» بوريس كامبرلنغ :

>
بعد تسعة ايام على الزلزال المدمر الذي خلف اكثر من 72 الف قتيل ومفقود في جنوب غرب الصين، بات الجيش يركز جهوده الان على الخمسة ملايين منكوب الذين يعيشون في ظروف بائسة تحت المطر ويواجهون خطر الاصابة بالاوبئة.

وفي الوقت نفسه ما زالت عمليات البحث عن ناجين محتملين تحت الانقاض مستمرة. وقد تم العثور أمس الأربعاء على امرأة على قيد الحياة بعد تسعة ايام من وقوع الزالزال في 12 ايار/مايو، محتجزة في نفق تحت الانقاض، بعد العثور على شخصين بقيا على قيد الحياة "باعجوبة" أمس الأول.

لكن فرص العثور على ناجين اخرين ضئيلة وقد بدأت فرق الانقاذ الاجنبية بمغادرة البلاد مخلية المكان للفرق الطبية.

وامر رئيس الوزراء الصيني وين جياباو بارسال اربعين الف خيمة بحلول نهاية ايار/مايو و900 الف اخرى في حزيران/يونيو لتضاف الى نحو 280 الف خيمة وزعت حتى الان في اقليم سيشوان الاكثر تضررا بالزلزال الذي وقع في 12 ايار/مايو وبلغت قوته ثماني درجات على مقياس ريشتر.

وقد طلبت شوادر بلاستيكية على عجل لايواء الناجين من الامطار التي بدأت تتساقط على المنطقة محولة التربة الى اوحال ومسرعة في تحلل الجثث وجيف الحيوانات التي نفقت في الكارثة.

وبالقرب من ملعب عند منفذ مدينة ميانزهو تؤوي خيم زرقاء اكثر من سبعة الاف شخص جاءوا من ثلاث قرى جبلية ومن مدينة هانوانغ التي تسبب الزلزال بتدميرها بالكامل.

وقال ما جينغسوان (52 عاما) "لم يعد لدينا اي شيء ولا نعلم باي اموال سنتمكن من اعادة بناء قريتنا".

وفي شنغدو العاصمة الاقليمية آثر العديد من السكان البقاء في الخلاء تخوفا من هزة ارتدادية جديدة.

وفي بيشوان روى مراسل لصحيفة تشاينا دايلي ان رائحة الجثث تفوح في المدينة التي تلفها غيوم من الذباب والبعوض مما يثير المخاوف من ظهور امراض.

ولم يسجل انتشار اي اوبئة حتى الان لكن الخطر حقيقي يكمن في تجمع مئات الالاف من اللاجئين وسط حرارة الطقس ورطوبته في مراكز اقيمت عشوائيا في الغالب بدون مراحيض وبدون مياه جارية.

ولم تكتشف حتى الان سوى حالات اصابة ب"الغرغرينة الغازية"، وهي مرض جرثومي معد للغاية يمكن ان يؤدي الى الوفاة في خلال اثنتي عشرة ساعة، بين نحو ستين جريحا اضطر نصفهم للخضوع لعمليات بتر اعضاء على عجل.

كما يخشى المسؤولون في القطاع الصحي ظهور اوبئة كالاسهال والتهابات الكبد الفيروسية من فئة ايه والكوليرا.

واعلنت وزارة الصحة ارسال نحو 3500 اخصائي في التفتيش الصحي والوقاية من الامراض الى المنطقة.

وعممت وزارة حماية البيئة من جهتها مذكرة تنصح بعدم شرب المياه التي يتم الحصول عليها من بين انقاض المباني المدمرة ولا من الابار والانهر لانها يمكن ان تكون ملوثة بسبب الجثث والنفايات الطبية والمبيدات.

وقدر مسؤول صيني كبير اليوم (أمس) ان الزلزال تسبب بخسائر في مؤسسات الدولة تقدر باكثر من 30 مليار يوان (7،2 مليار يورو).

لكن رئيس لجنة مراقبة ممتلكات الدولة لي رونغرونغ قال من جانبه "ان المؤسسات التي ضربها الزلزال تمثل فقط جزءا صغيرا من اجمالي مؤسسات الدولة ال152 الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية".

واكد مع ذلك "ان الزلزال قد تسبب بخسائر اقتصادية كبيرة حقا لكنه لم يغير اسس اقتصاد البلاد ولا المؤسسات الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية".

وكانت الحكومة قدرت الاثنين الخسائر بالنسبة لكامل القطاع الصناعي في سيتشوان ب67 مليار يوان (حوالى 6 مليارات يورو).

في هذه الاثناء لا تزال المساعدات الدولية من الاغذية والمعدات والطواقم تتدفق على الى الصين.

فهناك فريق طبي ياباني يعمل على قدم وساق في سيشوان حيث ستسلم المانيا هذا الاسبوع مستشفى نقالا يتسع ل120 مريضا ويوفر العناية الطبية ل250 الف شخص.

كما تقوم طائرات شحن آتية من كل انحاء العالم بتفريغ حمولاتها في المطارات الصينية من الحاجات الضرورية مثل المولدات الكهربائية والخيم والادوية والمواد الغذائية والحليب المجفف.

وتقدر القيمة الاجمالية للهبات المالية والعينية التي جمعت في الصين والخارج بنحو 14 مليار يوان (25،1 مليار يورو) بحسب وزارة الشؤون المدنية.

اما نقل هذه المساعدات الى المنكوبين فيمر عبر الكثير من الوسطاء على المستوى الوطني والاقليمي والمحلي الذين قد يحاول البعض منهم اختلاس قسم منها. فيما نشرت اللجنة التأديبية في الحزب الشيوعي الصيني المدركة لهذا الخطر مذكرة تهدد بفرض عقوبات قاسية على اي مسؤول تثبت عليه تهمة الاثراء الشخصي.

وما زال الحداد الوطني مستمر أمس الأربعاء لليوم الثالث والاخير في كافة ارجاء البلاد حزنا على ضحايا الزلزال. وتشير اخر حصيلة موقتة للكارثة الى مقتل 41353 شخصا بصورة مؤكدة و32666 مفقودا و247645 جريحا. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى