> يشير (لمبرر وارس) في كتابه (صاحب العبقرية) الذي صدر في أمريكا عام 2001م في أعقاب دراسة ميدانية، إلى وجود علاقة بين الجنون والعبقرية في الفنون.. فالعبقرية في نظر (لمبرر وارس) هي حصيلة الجنون، واستدل على الجنون من الناحية الجسمية بما سماه (فقدان الاتزان) في تركيب الدماغ من الناحية التشريحية.

وفي عام 1980م للميلاد نشر (لانج ايكوم) كتاباً من تأليفه بعنوان (مشكلة العبقرية) وفيه يقرر أن أقلية قليلة من العباقرة في الفنون لم يعرف عنهم أنهم عانوا من الاضطراب العقلي، في حين أن الغالبية العظمى كانت تعاني من بعض الاضطرابات النفسية والعقلية ولو لفترة محدودة من حياتهم. وقد أورد (لانج ايكوم) في كتابه إحصائيات عن عدد من العباقرة والمبدعين في الفنون تبين أن 65 عبقرباً ومبدعاً في الفن من أصل 78 كانوا يعانون من بعض الاضطرابات النفسية.. ويستشهد (لانج ايكوم) بعدد كبير من الفنانين المبدعين، وعلى سبيل المثال كان الرسام ( فان جوخ) يغادر منزله في وسط الظلام ويسير في شوارع باريس كالمجنون دون أن يكون له أي هدف من هذه النزهة الليلية، والموسيقار (موزارت) كان يتحدث مع نفسه ثم يضحك كثيراً بدون سبب، والرسام (رمبرانت) يستيقظ فجأة من نومه ويذهب إلى المطبخ ويكسر أطباق الطعام ثم يعود لمواصلة نومه. ولكن من جهة أخرى تشير الأبحاث التي أجريت عام 2004م على بعض الفنانين المبدعين في مركز الأبحاث النفسية التابع لجامعة (أوهايو) في أمريكا إلى أنه لايوجد دليل قاطع يدعم الاعتقاد الشائع أن بعض الفنانين المبدعين يصابون بأمراض نفسية أو عقلية.. وأشارت هذه الأبحاث إلى أن الفنانين المبدعين يتميزون بدرجة عالية من الكفاءة الفكرية وقدرة جيدة في التعبير عن أفكارهم ولديهم مستوى عال من الطموح الذاتي والتعامل مع الآخرين باستقامة وصراحة .

أخيرا السؤال الذي يطرح نفسه.. هل هناك فعلاً علاقة بين الفنون والجنون؟