اذهبوا فأنتم الطلقاء

> «الأيام» عبدالخالق أحمد العنبوري/عدن

> عندما فتح الرسول - صلى الله عليه وسلم - مكة في السنة 8 هـ آسرا عددا من المشركين فجمعهم وتكلم خطيبا في الناس فقال : «ما تظنون أني فاعل بكم» قالوا: «أخ كريم وابن أخ كريم» فقال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»..

ومن هذه الجملة التي قالها الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوى، لابد لنا أن نقتدى بالرسول -صلى الله عليه وسلم - والصحابة الكرام البررة في مأكلنا ومشربنا وملبسنا ونومنا وفي كل شيء،وحتى في التعامل مع الحيوان والرفق به،فديننا الإسلامي الحنيف فيه القصص والعبر الكثيرة الدالة على ذلك ومنها قصة المرأة التي حبست الهرة ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت فقال : «هي في النار».

إذا كانت الإساءات والتعذيب للحيوانات تؤدي بك إلى النار فما بالك بالذين يعاملون إخوانا لهم في الدين والعقيدة والوطن بالإساءات والتعذيب ومداهمة بيوتهم ليلا بدون احترام لمشاعر الناس التي بداخلها وبدون احترام لحرمات البيوت.

إن الإسلام يحرم هذه التصرفات الرعناء تحريما قاطعا ويحرم ترويع الآمنيين كالأطفال والنساء والشيوخ.

و يدعونا إلى التفاهم والتشاور في بيوتنا، وقد قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم: «وأمرهم شوى بينهم»، لابد من التشاور والتفاهم ولابد أيضا بالاعتراف بأن لكم إخوانا في الله قد صودرت ثرواتهم وأممت بيوتهم.

فالإسلام حرم الظلم وحرم قتل المسلم إلا بالحق، فأهون عند الله أن تهدم الكعبة حجرا حجرا خير من إراقة دم مسلم.

لابد من العدل والمساوة بين الأخ وأخيه، فنحن أبناء وطن واحد، تجمعنا العقيدة واللغة والأرض، واعلموا أن الله قد حرم الظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة، والظلم مهما طال لابد أن ينهزم ولابد من الحقيقة أن تنتصر، فلكم عبرة في أمم قد خلت.

وفي الأخير وليس آخرا أدعوكم يا أولياء الألباب أن تقتدوا بالرسول والكريم والصحابة في كل شيء، وأن تقولوا لإخوانكم المعتقلين كما قال الرسول-صلى الله عليه وسلم- لكفار قريش يوم الفتح: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» فهؤلاء كفار أطلق سراحهم الرسول فمنهم من كفر ومات على ذلك، ومنهم من أسـلم وانتفع بهم الإسلام.

وأما هؤلاء المعتقلون فإنهم مسلمون بالفطرة، فدعوهم وشأنهم وأخلوا سبيلهم فلقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .

فلابد من الحرية والديمقراطية أن تتحقق في هذا الوطن العظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى