الرئيس اللبناني يثير فور انتخابه مجمل الملفات الخلافية

> بيروت «الأيام» ربى كبارة وبول قطان :

>
تناول الرئيس اللبناني ميشال سليمان في خطاب القسم الذي القاه أمس الأحد بعيد انتخابه مجمل الملفات الخلافية بين الغالبية والمعارضة بلهجة حازمة، فشدد على تحديد استراتيجية دفاعية مع اشادته بانجازات حزب الله، ودعا الى علاقات دبلوماسية مع سوريا.

وتطرق سليمان اولا الى سلاح حزب الله الشيعي، فرأى ان "نشوء المقاومة كان حاجة في ظل تفكك الدولة (...) ونجاحها في اخراج المحتل يعود الى بسالة رجالها، الا ان بقاء مزارع شبعا (على الحدود بين لبنان وسوريا واسرائيل) تحت الاحتلال يحتم علينا استراتيجية دفاعية تحمي الوطن، متلازمة مع حوار هادىء".

ودعا الى "الاستفادة من طاقات المقاومة خدمة لهذه الاستراتيجية" مشددا على ان "لا تستهلك (المقاومة) انجازاتها في صراعات داخلية".

وخلال الحوار الذي جمع الاكثرية والمعارضة قبل حرب تموز/يوليو 2006 بين اسرائيل وحزب الله، دعت الاكثرية الى اقرار استراتيجية دفاعية يصبح فيها قرار الحرب والسلم في يد الدولة، على ان توضع صيغة يفيد بموجبها الجيش اللبناني من امكانات التنظيم الشيعي العسكرية.

واكد سليمان ان "البندقية تكون فقط باتجاه العدو، ولن نسمح بان يكون لها وجهة اخرى"، في اشارة ضمنية الى استخدام حزب الله سلاحه في الداخل في الاشتباكات الاخيرة في بيروت وبعض المناطق.

وكانت مواجهات عنيفة اندلعت بين مناصري المعارضة والاكثرية بين السابع والخامس عشر من ايار/مايو على خليفة قرار حكومي اعتبره حزب الله "بمثابة حرب على المقاومة".

وتطرق سليمان ايضا الى العلاقة بين لبنان وسوريا، فقال "ننظر الى اخوة في العلاقات بين لبنان وسوريا ضمن الاحترام المتبادل لسيادة وحدود كل بلد وعلاقات دبلوماسية تعود بالخير لكل منهما".

وتدهورت العلاقات بين لبنان وسوريا منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.

من جهة اخرى، شدد سليمان على مساهمة لبنان في قيام المحكمة الدولية "تبيانا للحق واحقاقا للعدالة".

وادى سليمان اليمين الدستورية امام النواب والوفود العربية والاجنبية، وذلك بعد انتخابه باكثرية 118 صوتا من اصل 127.

وتم فرز ست اوراق بيضاء وثلاث اوراق لم يتم الاعتراف بها كتب عليها اسما النائب السابق نسيب لحود والوزير السابق جان عبيد وعبارة "رفيق الحريري والنواب الشهداء".

وجاء انتخاب سليمان بعد ستة اشهر من شغور منصب الرئاسة الاولى مع انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وهو يأتي تتويجا لاتفاق الدوحة الذي وقعه فريقا الاكثرية المناهضة لسوريا والمدعومة من الغرب والمعارضة القريبة من دمشق وطهران الاربعاء الفائت، والذي انهى ازمة سياسية حادة استمرت اكثر من 18 شهرا.

وهنأ امير قطر الرئيس اللبناني الجديد، مؤكدا انه رأى "شجاعة المقاومة عندما كانت ضرورية. واعود اليوم الى لبنان لارى شجاعة الحكمة عندما اصبحت الحكمة لازمة. لبنان كان عظيما في مقاومته كما هو عظيم الان في حكمته".

واكد ان اتفاق الدوحة يشكل خروجا على قاعدة +لا غالب ولا مغلوب+، مشددا على ان الازمة الاخيرة "انتهت بغالب ومغلوب، الغالب هو لبنان والمغلوب هو الفتنة".

وفي كلمة القاها بعد انتخاب سليمان، توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى المسؤولين العرب الحاضرين عملية الانتخاب بقوله "اذا كنتم اختلفتم انطلاقا من لبنان فاتفقوا بعد اتفاقه(...) اعتذر ان كان لبنان فرقكم واعتز كثيرا بانه اليوم يجمعكم".

واكد ان موضوع الاستراتيجية الدفاعية لتنظيم سلاح حزب الله سيحل بحوار يقوده الرئيس الجديد.

وكان بري افتتح جلسة الانتخاب في الساعة 17:00 (14:00 ت غ) بدقيقة صمت حدادا على النواب الذين تم اغتيالهم.

وحضرت وفود عربية واجنبية الجلسة تقدمها امير قطر والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى والوزراء العرب اعضاء اللجنة الوزارية، اضافة الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزراء خارجية ايران منوشهر متكي وسوريا وليد المعلم والسعودية الامير سعود الفيصل ومصر احمد ابو الغيط.

ومن الحضور ايضا رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي ورئيس مجلس الشعب المصري احمد فتحي سرور.

كما حضر وزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير واسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس وايطاليا فرانكو فراتيني والفاتيكان المونسنيور دومينيك مومباتي ووفد من الكونغرس الاميركي برئاسة النائب نيك رحال.

وعقد اجتماع بين الفيصل ونظيره متكي على هامش حضورهما جلسة الانتخاب.

وبعد انتهاء جلستي الانتخاب والقسم، تقبل سليمان وبري التهاني من الحاضرين في مقر مجلس النواب.

وعمت مظاهر الابتهاج واطلاق المفرقعات النارية مختلف ارجاء لبنان من جنوبه الى شماله وشرقه وخصوصا في بلدة عمشيت شمال بيروت مسقط راس الرئيس الجديد.

ويتوجه سليمان صباح اليوم الإثنين الى القصر الجمهوري في بعبدا حيث لن يتسلم الحكم من سلفه بسبب شغور الرئاسة الاولى منذ تشرين الثاني/نوفمبر الفائت.

وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان الرئيس الجديد طلب من الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة "الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما تشكل حكومة جديدة". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى