في آخر أغنياته أهدى رسالة حب ووفاء للمحضار ..المطرب الفنان علي بن محمد

> «الأيام» رياض باشراحيل:

> المطرب الفنان علي بن محمد صوت شجي وإحساس مرهف وذائقة رفيعة، صوت نثر الحب واللحن والكلمة ممزوجة بتراث أمته ودفء وآمال الإنسان وإشراقاته، ومع تفتق موهبته الصادقة وبزوغ شمسه في ساحة الفن العربي، أظهر نبوغاً مبكراً في إبداعه وتميزاً في أدائه الغنائي لقدرته على الأداء الخلاق وجمعه بين الطاقة الصوتية بجمالها وقوتها والقدرة على التفوق من خلال الانفعال الصادق الذي يتجسد في أدائه كروح رديف للنص، وهذه هي إحد خصائص تميزه وسر من أسرار تفوقه الغنائي.

ولعل الفنان علي بن محمد قد اختصر المسافات عندما تغذى من موائد فنية خصبة وتجارب غنية عانقها عن قرب وعاش معها، فتمسك بالأصالة وكون لنفسه خطاً غنائياً خاصاً به، وظل مشدوداً إلى التراث بصفته المعين الصافي إذ لايستطيع الفنان مهما بلغ شأنه أن يبني له مكانة فنية متقدمة دون الورود إلى معينه والاعتراف من موارده النقية. وبهذه الأصالة بمعنى الإضافة والتجديد بالاستناد إلى التراث الحي واجه الفنان علي بن محمد موجة الغناء الهابط بالرد الفني المناسب الذي يعيد لساحة الغناء توازنها وصدقها وأصالتها الفنية، فاستحق المكانة التي تسنمها في ساحة الغناء. لقد قدم فناننا القدير على امتداد مسيرته الفنية العديد من الروائع الغنائية التي لاتزال حية إلى اليوم يشدو بها المطربون من بعده، ونتغنى بها في أعراسنا وأفراحنا وتترنم بها الجماهير في مناسباتها المختلفة ومنها : لاتندم على مافات، الصد والهجران، على رأيك، جميلي زرعته، ياسمعين الصوت، عيال حارتنا، ياطير ياشادي، ياناصر المظلوم، وغيرها .

واللافت في إبداعات فناننا علي بن محمد الغنائية نقشه لخصوصيته وبصمته المميزة داخل النص الغنائي في أدائه وموسيقاه مع الحفاظ على أصالة النص كلمات ولحناً وهذه سمة قلما يوفق إليها الكثير من كبار مطربينا اليوم.

ولفناننا علي بن محمد العديد من المحطات المهمة التي ساهمت في انتشار أغنياته وإذكاء شهرته وتأثيره الكبير في ساحة الغناء في جزيرة العرب، ولعل ذكاءه وثقافته الفنية وذائقته العالية جعلته يتوقف بإمعان أمام تلك المحطات والمدارس الفنية المتعددة، ومنها مدرسة حسين المحضار- عليه رحمة الله - فخدم فناننا تراث المحضار بأمانة وصدق وقدم في سمو عددا من أغنياته منها : دنيا ولاهي لحد من حال تتغير إلى حال، ذا الا كان أول، ماتبت منه، وغيرها. وترنم في شريط روتانا الأخير «حضرميات 1» برائعته المحضارية «الهوى حاكم»، وكانت من أروع أغنيات الشريط في نظري، لأن الشاعر لخص في هذا النص الغنائي بإتقان الخبير المجرب قضية الحب والعشق الأناني وأحاط بها إجمالاً بسمو في أبيات قليلة، حيث شدا :

الهوى حاكم مسلط عانفس غصب وقلوب

لا حكم مافي أحكامه شي انقلابه

كم وكم خرج صحابه من رواشين وغلوب

بعد ريح النصر حسوا بالغلابة

راحته والله تشبه عذابه

كم وياكم شفت من راحة وكم شفت تعذيب

باصبر والصبر أولى ماوقع لي حظ ونصيب

والحقيقة أن فناننا قد جمعته عدة لقاءات بالشاعر المحضار، وقد حضرت إحداها بمنزل الصحفي والإعلامي الأستاذ علي فقندش، وكان للمحضار رأي واضح في موهبة فناننا صرح به لوسائل الإعلام في حينه وأكد فيه أن المستقبل يحمل لهذا الفنان شأناً كبيراً، وقد صدق حدس المحضار في الفنان علي بن محمد.

وتظل أصالة الفنان علي بن محمد وحبه ووفائه للمحضار تتجلى في أشرطته وحفلاته الغنائية، فهو يقدم في كل شريط جديد أو حفلة باقة عطر محضارية وعملاً مميزاً وأغنية عذبة يسند بها أعماله الغنائية الحديثة يهديها رسالة حب ووفاء للمحضار، ويحيي بها ذكراه ويهديها أيضاً لجمهوره الغنائي .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى