أولمرت: لم أقدم تعهدا مسبقا لسوريا بالانسحاب من الجولان

> القدس «الأيام» د.ب.أ :

>
رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت
رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت
نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس الإثنين أن يكون قد تعهد بالانسحاب من مرتفعات الجولان المحتلة استجابة لشرط سوري مسبق لاستئناف مفاوضات السلام مع دمشق.

وقال أولمرت أمام لجنة الشئون الأمنية والخارجية في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي: "كل ما قلته للسوريين هو أنني أعرف ما الذي تريدونه وأنتم تعرفون ما أريد. لم أقدم أي تعهد خلاف ذلك".

وكانت إسرائيل وسوريا قد أعلنتا في إعلان ثلاثي مفاجئ صدر من القدس ودمشق وأنقرة الاسبوع الماضي أنهما تجريان محادثات سلام غير مباشرة بوساطة تركيا وذلك في أول محادثات من نوعها خلال ثمانية أعوام.

وصرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن دمشق وافقت على استئناف محادثات السلام بعد تلقيها تطمينات عبر تركيا من إسرائيل باستعداد الأخيرة للانسحاب الكامل من الجولان إلى حدود ما قبل حرب عام 1967.

يذكر أن إسرائيل استولت على مرتفعات الجولان الإستراتيجية التي تشرف على بحيرة طبرية من سوريا في تلك الحرب.

وقال أولمرت أمام الكنيست اليوم إن إسرائيل لم تقدم لسوريا أي تعهد في إطار الاتصالات الجارية بينهما حاليا، واصفاً ذلك بأنه "إنجاز ملموس".

وأضاف أن أربعة من أسلافه في رئاسة الحكومة أجروا مفاوضات مع سوريا وتعهدوا في إطارها بتقديم تنازلات "مؤلمة جداً"، مشيراً إلى أن كل هذه الحقائق موثقة.

وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المفاوضات الحالية مع سوريا تجري على أساس مرجعية مؤتمر مدريد للسلام لعام 1991 مضيفا: "نعلم ما يريده السوريون وهم يعلمون ما تريده إسرائيل".

ودافع أولمرت عن قراره بإحياء المفاوضات مع سوريا والمفاوضات التي يجريها حاليا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ووجه أولمرت انتقادات لاذعة لمنتقديه قائلا إن الذين يعتقدون أن بإمكان إسرائيل الاحتفاظ بكامل الضفة الغربية وأن تظل دولة ديمقراطية ذات أغلبية يهودية فهم "واهمون".

وأضاف أن "اليوم، علينا اتخاذ خيار قاس بين أرض إسرائيل الكبرى ودولة يهودية، وهذا الأمران لا يجتمعان معا سوى في عقول هؤلاء الواهمين".

ووجه أعضاء الكنيست من المعارضة يوفال شتيانتس وأيفي ايتام وبني أيالون انتقادات لاذعة لأولمرت معتبرين انه "لا يملك تفويضاً" بإجراء مفاوضات مع سوريا نظراً لعمليات التحقيق الجارية معه.

وقال النائب شتيانتس إن "تسرع أولمرت للتنازل عن الجولان قد يلحق كارثة بالمشروع الصهيوني كله".

ورد أولمرت على هذه الاتهامات بالقول إنهم يكرهون السلام ويجرون إسرائيل إلى حروب لا نهاية لها رغبة منهم في عدم التنازل عن أي ذرة تراب.

وعقب زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو على كلمة أولمرت داعياً إياه إلى "الكشف عن الوثيقة التي تلقاها من الإدارة الأمريكية عندما شغل منصب رئيس الوزراء والتي ألغت فعلا ما يسمى بـ/وديعة رابين/ التي تتحدث عن انسحاب إسرائيل من الجولان".

من جهة أخرى، أكد أولمرت أن إسرائيل لا تجري مفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) معربا عن اعتقاده بإمكان التوصل إلى اتفاق مع السلطة الفلسطينية خلال العام الحالي.

وقال: "لقد جربنا كل شيء مع الفلسطينيين ونحن على عجلة من أمرنا ولابد من التوصل إلى اتفاق".

ويبلغ عدد سكان إسرائيل نحو 3ر7 مليون نسمة بينهم 5ر5 مليون يهودي ونحو 5ر1 مليون من عرب إسرائيل. وإذا قررت إسرائيل ضم الضفة الغربية وقطاع غزة كما يطالب المستوطنون اليهود وأنصارهم من تيار اليمين فإن هذا سيضيف نحو 8ر3 مليون فلسطيني في الأراضي المحتلة إلى عدد سكان إسرائيل مع يعني أنه خلال عدة سنوات سيصبح اليهود أقلية.

وقال أولمرت: "كنت من الذين يعتقدون بأن الحل بإقامة دولتين أمر خاطئ إلا أن هذا كان خطأ".

ويقود أولمرت حاليا تيار الوسط ويتزعم حزب "كاديما" الحاكم إلا أنه كان في السابق عضوا في حزب "ليكود" المتشدد.

يشار إلى أن أولمرت سيقوم الأسبوع المقبل بزيارة لواشنطن لإجراء مباحثات مع الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تتناول آخر التطورات على مساري التفاوض الفلسطيني والسوري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى