نصر الله: تحرير الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية سيكون "قريبا جدا"

> بيروت/ تل أبيب «الأيام» د.ب.أ :

>
حسن نصر الله أمين عام حركة حزب الله الشيعية اللبنانية
حسن نصر الله أمين عام حركة حزب الله الشيعية اللبنانية
أكد أمين عام حركة حزب الله الشيعية اللبنانية أمس الإثنين أن تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية سيكون "قريبا جدا".

وقال نصر الله خلال احتفال أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة الذكرى الثامنة للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في أيار/مايو 2000 إن "الأسرى وعدنا وعهدنا وقريبا جدا سيكون سمير وأخوة سمير بينكم".

وكان نصر الله يشير بذلك إلى أقدم أسير عربي في السجون الإسرائيلية سمير قنطار وسائر رفاقه الذين يجري حزب الله مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل للإفراج عنهم.

وأشار إلى أن "المقاومة قدمت نموذجا واستراتيجية في مجالين: استراتيجية التحرير وطرد الاحتلال.. استراتيجية الدفاع عن الوطن والشعب في مواجهة الاحتلال والاجتياح والتهديد".

وقال إن "المقاومة لا تنتظر إجماعا وطنيا وشعبيا إنما يجب أن تحمل السلاح وتمضي لإنجاز واجب التحرير بالسلاح والدم والتضحيات الغالية، ليس هناك إجماع وطني على الحياد ولا على العمالة ولا على التعاون ولا على اللامبالاة إذا أي خيار لا يحظى بإجماع وطني وكل مجموعة تأخذ خيارها وتمضي وتمشي وهذا ما حصل في لبنان".

وأضاف: "هذا الانقسام طبيعي وتاريخي واجتماعي وليس حكرا على أحد ومن نتائجه فقدان الإجماع الشعبي والوطني على أي خيار في مقابل استحقاق الاحتلال وكيفية التعاطي معه ينقسم الناس لمجموعات: مجموعة كبيرة تقف على الحياد في المرحلة الأولى، مجموعة أخرى أساسا لا يعنيها ما يحصل المهم أنها تأكل وتشرب و/تشم الهواء يوم الأحد/ مجموعة ثالثة من العملاء والأدوات كجيش أنطوان لحد رخيصون مرتزقة ولكن لبنانيون".

وأضاف: "ورابعة تتقاطع مصالحها مع مصالح الاحتلال فتتعاون معه، خامسة مهزومة من الداخل ويائسة ولكنها تنظر للتعاون مع الاحتلال للحد من الخسائر الوطنية وغالبا ما تكون من النخب وسادسة ترفض الاحتلال سياسيا وإعلاميا لكنها ليست حاضرة لدفع ضريبة الدم، وأخيرة تعتبر أن واجبها الإنساني والأخلاقي والديني والوطني هو تحرير بلدها من الاحتلال مهما كان الثمن، وهي حاضرة لتدفع الثمن وهذه المجموعة هي مجموعة المقاومة التي تؤمن بالمقاومة وتقاوم بالفعل... هذا هو الحال في لبنان عام 82 هكذا كان الحال في فلسطين وما زال نسبيا هكذا هو الحال في العراق".

واتهم نصرالله "النظام الرسمي العربي بفقدان إرادة المواجهة". وتابع :"نحن في لبنان سنتقاتل في أي حرب مقبلة وبعد حرب تموز(يوليو) انتقلت إستراتيجية المقاومة إلى غزة".

وأضاف: "أدعو الشعوب العربية إلى دراسة جديدة لاستراتيجية التحرير والدفاع في ظل موازين القوى في المنطقة. نحن في لبنان نحتاج إلى استراتيجية لتحرير مزارع شبعا وكفرشوبا، إن الأسرى عهدنا ووعدنا وقريبا جدا سيكون سمير وأخوة سمير في لبنان".

وعن العراق قال: "في العراق احتلال أمريكي واضح وسيطرة أمريكية على الأرض والخيرات لعب الأمريكي في السنوات الأخيرة لعبة الاحتلال والديمقراطية واليوم بدأت تنكشف أهداف الديمقراطية الأمريكية في العراق فانقسم الشعب العراقي ككل الشعوب ولكن كجمعين كبيرين بين مؤمن بالعملية السياسية وبين مؤمن بالمقاومة وخصوصا المسلحة".

وأضاف: "نحن في حزب الله من الطبيعي أن ننحاز إلى تيار المقاومة في العراق ومع ذلك فقد أخذ مؤيدو العملية السياسية العراقية وقتهم والآن وصلوا إلى الامتحان العسير والفيصل وهو الموقف من المعاهدات التي تريد أمريكا أن تفرضها على العراق وتطلب من الحكومة والمجلس أن يوقع عليها هنا ينكشف هدف الأميركيين الحقيقي من لعبة الديمقراطية".

وقال: "أثبتت التجربة أننا كعرب وأمة ومسلمين مخرجنا الوحيد من النكبة من كل تداعياتها وآثارها هو المقاومة نهجها ثقافتها إرادتها وفعلها. في فلسطين بعد نكبة 1948 كانت فلسطين تنتظر أيضا إخوانها وأهلها العرب ليكون لهم استراتيجية عربية واحدة بلا طائل وانتظرت المجتمع الدولي بلا طائل وكادت أن تصبح نسيا لولا انطلاقة العمل الفدائي التي كان من أولى نتائجها تذكير العالم والمحتلين أن هناك شعبا وأرضا وقضية وطالبا للحق يحمل السلاح ويقدم الدماء مهما غلت التضحيات وانطلق الشعار الفلسطيني من جديد ليردد أننا بالملايين ذاهبون إلى القدس وحتى اليوم فإن أي مكسب فلسطيني تحقق إنما هو بالدرجة الأولى بفضل المقاومة والجهاد لشعب فلسطين وصولا إلى الإنجاز الكبير والانتصار المهم في ظل تغير معادلات العالم فكان قطاع غزة المحاصر المقطوع قادرا على إلحاق الهزيمة بجيش الصهاينة وفرض عليها للمرة الثانية بعد لبنان انسحابا ذليلا بلا قيد، مرة أخرى نجحت استراتيجية التحرير فيما كانت المفاوضات تعيد الأرض شبرا شبرا ليتم التنازل في مقابل الأشبار عما لا يمكن أن يتنازل عنه".

وتابع :"اعتمدت المقاومة التي كانت جزءا من شعب لبنان ولم تكن كل شعب لبنان من أحزاب وطوائف مختلفة وكان هناك شهداء من كل الأحزاب والطوائف واعتمدت المقاومة على إرادتها وجهادها وفعلها الميداني وكان على العالم العربي والإسلامي أن يقدم لها العون فتخلف الكثيرون وتقدمت سوريا وإيران مشكورتين ومعهما كثير من القوى الحية وكان الانتصار الأول".

وتابع: "وتواصلت المقاومة وكان الانتصار التاريخي في 25 أيار(مايو) 2000 نصر واضح للبنان والمقاومة والعرب والأمة وهزيمة كاملة واضحة لإسرائيل ومشروع إسرائيل الكبرى التي تريد أن تمتد من النيل إلى الفرات فإذا بها تتقطع أوصالها في جنوب لبنان والبقاع الغربي وخروج مذل للصهاينة فلا جوائز ولا مكاسب ولا ضمانات وهنا نجحت استراتيجية التحرير المعتمدة من قبل المقاومة أما استراتيجية المفاوضات فلم تعد للبنان شبرا واحدا من الأرض أما استراتيجية الانتظار فكانت تزيد عدونا قوة وبلدنا يأسا وضعفا".

وتابع: "المقاومة لا تنتظر إجماعا وطنيا وشعبيا إنما يجب أن تحمل السلاح وتمضي لإنجاز واجب التحرير بالسلاح والدم والتضحيات الغالية".

ودعا نصر الله "السلطة لان تتحمل مسؤوليتها كاملة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا.. نحن لا نريد أن نتحمل مسؤولية الأمن والإدارة، هناك مناطق في لبنان لا تعرف من السلطة اللبنانية إلا البوليس وجابي الضرائب".

وأضاف: "لم نطلب تعديلا في اتفاق الطائف، لم نطلب حصة في السلطة والإدارات، كل المقاومات المنتصرة في التاريخ، بعد انتصارها إما استلمت السلطة أو طالبت بالسلطة. نحن لم نطالب بالسلطة أصلا. هذه السلطة لكم ،كونوا عادلين، حلوا مشاكل الناس الاجتماعية والاقتصادية، لم نطلب الشراكة في السلطة في انتصار 2000".

وأضاف: "لا نريد السلطة في لبنان لنا، ولا نريد أن نحكم لبنان أو نفرض مشروعنا على لبنان، لأن لبنان بلد خاص متنوع، متعدد، لا قيامة لهذا البلد إلا بمشاركة الجميع وتعاضد الجميع".

وتابع: "افتخر أن أكون فردا من حزب ولاية الفقية، الفقيه العادل والعالم والحكيم والشجاع والصادق والمخلص. ولاية الفقية تقول لنا نحن حزبها، لبنان بلد متنوع يجب أن نحافظ عليه".

وأضاف: "تحدثوا عن انقلاب وإعادة سوريا إلى لبنان ، كما حرب تموز (يوليو) قالت أمريكا، لبنان يشهد ولادة شرق أوسط جديد اليوم، ثبت من خلال أداء المعارضة عندما تراجعت الحكومة اللاشرعية عن قراريها اللاشرعيين وثبت أن المعارضة لا تريد استئثار السلطة".

وكانت الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة تراجعت عن قرارين بشأن تفكيك شبكة اتصالات حزب الله وإقالة مدير أمن مطار بيروت الدولي.

وقال: "لا أريد أن أعكر فرحة اللبنانيين بعيدهم وبانتخابهم رئيسا جديدا للبنان. شهدنا أمس عرسا وطنيا في المجلس النيابي، أمام هذه المستجدات اشكر الأخوة العرب واللجنة الوزارية العربية والجامعة العربية ودولة قطر وسوريا وإيران وأصدقاء لبنان الذين ساعدوا على إنجاز اتفاق الدوحة".

وكان مجلس النواب اللبناني انعقد أمس لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان.

وشدد نصر الله على "عدم استخدام السلاح لتحقيق أي مكاسب سياسية من كل الأطراف، وعندما سنذهب إلى النقاش سنناقش، فسلاح المقاومة لتحرير الأرض لا لتحقيق مكاسب سياسية.. سلاح الدولة، سلاح الجيش هو للدفاع عن الوطن والمواطنين وحماية الدولة وبسط الأمن. فلا يجوز استخدام سلاح الدولة لاستهداف المقاومة وسلاح المقاومة. يجب أن يبقى السلاح لخدمة الهدف الذي وضع من أجله"".

وأردف قائلا: "لا شك في أن القانون الذي توصلنا إليه يحقق تمثيلا أفضل من القوانين السابقة وهو كان على حساب /حزب الله و(حركة) أمل/ وهو قانون تسوية بين أفرقاء يريدون إخراج لبنان من الأزمة".

وأكد أن "انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية يجدد الأمل لدى اللبنانيين بعهد جديد وبداية جديدة، وخطاب القسم يعبر عن الروح الوفاقية وحكومة الوحدة الوطنية هي انتصار للشعب اللبناني والعيش المشترك، لان هذا البلد لا يمكن أن يقوم ويعمل إلا بالتعاون والتوافق والتعاضد. عندما اتفق في الدوحة على حكومة وحدة وطنية ، كان انتصار لبنان".

وقال: "بالنسبة إلى الحكومة، سنساهم بالإسراع في تشكيلها لتبدأ عملها، ونعد بأن تشارك في الحكومة أطياف أخرى من المعارضة وسنفتح المجال لقوى أخرى من المعارضة للمشاركة وسنعمل بحزم وجدية لتمثيل المعارضة في حكومة الوحدة الوطنية ، ونأمل أن تكون جادة في معالجة مشاكل اللبنانيين، لا حكومة تقطيع زمن، بل حكومة مسؤولة وجادة".

ودعا نصرالله "تيار الرئيس الحريري إلى الاستفادة من التجربة الكبيرة لهذا الرجل الكبير في المواءمة بين الاعمار والمقاومة، وآفاق تفكيره الاستراتيجي حول لبنان. المقاومة مع عقل الرئيس الحريري استطاعت أن تقول نحن لا نقبل أن نكون هونج كونج ولا هانوي، نحن نصنع النموذج".

وقال :" هناك حلمان، حلم لبناني وحلم أمريكي، الحلم اللبناني يتحدث عن صيف هادئ، والحلم الأمريكي يتحدث عن صيف ساخن، تعالوا لنحقق أحلامنا لا أحلام أعدائنا".

وأضاف: "نشكر القيادات الإسلامية السنية في لبنان والعالم العربي لان بموقفها الشجاع عطلت المشروع الأمريكي الذي يحاول تصوير أي صراع سياسي على انه مذهبي. ونشكر كل القيادات الوطنية الدرزية من بني معروف لأنهم منعوا بجرأتهم أن يصوروا إنها فتنة شيعية ودرزية. كما نشكر كل القيادات المسيحية في لبنان لأنها أكدت طبيعة الصراع السياسي انه ليس طائفيا".

وكان مصدر دبلوماسي غربي قال في وقت سابق اليوم إن المباحثات الجارية بوساطة ألمانية لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حزب الله الشيعية اللبنانية سجلت "بعض التقدم وأزالت بعض العراقيل التي عطلت في السابق إنجاز صفقة التبادل".

وقال بسام قنطار شقيق سمير قنطار أقدم أسير عربي في السجون الإسرائيلية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه تم إبلاغ العائلة بشأن إحراز بعض التطورات الإيجابية خلال الـ30 يوما المقبلة فيما يتعلق بشقيقه وأسرى آخرين محتجزين في إسرائيل.

وصدر حكم بحق سمير قنطار /45 عاما/ في عام 1980 بالسجن لمدة 542 عاما لإدانته بتهمة قتل رجل إسرائيلي وابنته البالغة أربعة أعوام في هجوم على منتجع نهاريا الإسرائيلي.

وغالبا ما يرتبط مصيره بقضية الطيار الإسرائيلي المفقود رون آراد الذي أسر بعدما أسقطت طائرته فوق لبنان عام 1986 . ولا يزال مكان آراد غير معروف.

وقال مصدر غربي مقرب من المفاوضات لـ(د.ب.أ) في بيروت: "كل ما أستطيع قوله إن الوسطاء الألمان نجحوا في إزالة بعض العراقيل السائدة ما أحرز بعض التقدم في ملف الأسرى".

وفي تل أبيب، لم يصدر أي رد فعل رسمي على كلمة نصر الله إلا أن تقارير إعلامية إسرائيلية قالت إن إسرائيل ستفرج عن سمير قنطار المعتقل منذ عام 1980 .

كما ذكرت التقارير غير المؤكدة أنه سيتم أيضا الإفراج عن أربعة أسرى لبنانيين آخرين مقابل تسليم حزب الله لجنديين إسرائيليين خطفهما في عملية عبر الحدود في 12 تموز/يوليو 2006 وهما محتجزان في لبنان منذ ذلك الوقت.

وكانت إسرائيل وافقت في وقت سابق على الإفراج عن قنطار مقابل الحصول على معلومات بشأن آراد إلا أن الصفقة فشلت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى