هؤلاء المزايدون باسم الوطن!

> «الأيام» ناصر أحمد الشماخي:

> كثر المزايدون والمتشدقون باسم الوطن، وبأنهم صنعوا حاضرا أجمل، كان مفقودا من زمن بعيد.

وأصبحوا حديث هذا الزمان الذي لم يخلف فيه أحدا سوى هؤلاء صانعي الأمجاد التي لم يصنعها أحد قبلهم، فصاروا يخطون خطوات عجيبة لم تشاهد بالعين المجردة، ولم تسمع في وقت من الأوقات عن هذا المجد الخرافي الذي صوره هؤلاء المزايدون باسم الوطن، الذين ليس لهم أية وطنية شريفة، سوى أن الأقدار رمتهم إلى ما هم عليه اليوم كي يكونوا من الناس المرموقين في المجتمع وأصحاب شأن عظيم، تتحدث عنهم أساطير الأولين.

وهؤلاء من ضعفاء النفوس الذين حولوا كتب التاريخ إلى فرورة صغيرة محدودة غير قادرة على الولوج إلى العالم الخارجي.

هؤلاء المزايدون استباحوا أمجاد اليمن وحولوها إلى أمجاد شخصية صنعها هؤلاء لكي يثبتوا للناس أنهم هم الخائفون على الوطن ومصالحه، وما عداهم ليسوا سوى شرذمة حاقدة على أعمالها، وتنظر الى تطور الوطن بسوداوية.

كثر المزايدون والمنافقون باسم الوطن حيث أصبحنا ننظر إلى هؤلاء الأبطال وأصحاب الأمجاد بنظرة أقرب إلى الدهشة والاستغراب لهذا الإنجار الجديد الذي وصل إلى بلادنا عبر هؤلاء الذين لايشق لهم غبار في هذا الوطن المحتار الذي شوهه البلهاء وضعفاء النفوس والضمائر، وبأنه لم تكن له حضارة عريقة ذاع صيتها بين الأمم السابقة.

هؤلاء المحنطون الذين أثقلوا كواهلنا بخطاباتهم الرنانة والمدوية في كل يوم لم يكونوا بالأمس القريب سوى عصابات مافيا تغتال أحلام أبناء الوطن بشتى الطرق كي يصلوا إلى مآربهم الحقيرة.

والمزايدون بهذا النهج التملقي وغير المنطقي الذي يسلكونه في حياتهم وتحويل ماضيهم إلى أمجاد وعروش خالية فاقدة لمن يسكن فيها. المزايدون باسم الوطن أو سرطان الوطن الذي تفشى فيه وصار من الصعب القضاء عليه لسرعة انتشاره بين ساسة هذه الوطن مظلة كبيرة يستظلون تحتها بعيدا عن أشعة الحديث الصادق الذي لايحتاج إلى دلائل وبراهين.

هؤلاء المزايدون لابد أن نرفع لهم القبعات إجلالا لهذا الخوف الذي يبدونه تجاه الوطن ومصالحه التي هي ثمرة من ثمارهم التي افتقدت عند الكثيرين من أبناء الوطن كي تجد هؤلاء المزايدين لأجل تقديمها لأبناء الوطن النائمين في سبات عظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى