وللفن أسراره ..من هو مؤلف ألف ليلة وليلة؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> حاول كثير من الباحثين والدارسين معرفة أصل كتاب ألف ليلة وليلة، فأخفقوا في ذلك، لأن أصل الكتاب مفقود، ولأن زمان وضعه مجهول.

ولقد رأوا من الواجب دراسة أسلوب الكتاب للاهتداء إلى زمن وضعه، ولكنهم وجدوا أنفسهم في متاهة أكبر إذ إن الكتاب يضم خليطا من اللهجات والأساليب وأسماء الرجال والأمكنة والعقائد، لقد أهملت كتب التاريخ والأدب الإشارة إلى الكتاب بحجة أنه كتاب شعبي مبتذل غير أن (المسعودي) المتوفى عام 346 الهجري في كتابه (مروج الذهب) كان أول المؤرخين الذين أشاروا إليه تحت عنوان (هزاز افسانة) أي (ألف خرافة) وأن اسمه في عصره كان (ألف ليلة) لا (ألف ليلة وليلة)، وعندما يقرأ المرء كتاب ألف ليلة وليلة يرى مجموعة كبيرة من القصص يستطيع بسهولة أن يستشف الروح العربية منها، سواء أكانت الأجواء المسيطرة عليها هي أجواء بغداد أو القاهرة أو دمشق، كما توجد في الكتاب أقاصيص أخرى لاتمت بصلة إلى الأحاسيس العربية.

ومن هنا راح بعض الباحثين والدارسين يعنون بمضمون الكتاب لمعرفة أصله أيضا بعد أن وضح للباحثين والدارسين أن مضمون الكتاب تأليف جماعي لا فردي، وقد أشار المستشرق (دي ساسي) في عام 817 للميلاد إلى أن الكتاب عربي التأليف من بدايته إلى نهايته، ولكن هناك من يقول إن أصل الكتاب هندي أو فارسي، المهم يبدو أن النسخة العربية الأولى للكتاب قد كتبها أحد النساخ دون أن يذكر اسمه عليها، ولكن المرجح أن تاريخ هذا التدوين عام 933 للميلاد، وأن أقدم نسخة مطبوعة هي نسخة (كلكتا)، وتحتوي على مائتي ليلة، وقد طبعت في الهند عام 1818 للميلاد في جزئين، ثم طبعت نسخة في مصر عام 1835 للميلاد في مجلدين، وهي أكمل النسخ وأصحها وعنها، صدرت جميع الطبعات المنتشرة حاليا، وقد ترجم هذا الكتاب إلى عدة لغات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى