«الأيام» تزور القسم الداخلي بمدرسة هويرب في المضاربة ..نحن في وضع يرثى له.. فلمن نشكوا بثنا وهمنا؟!

> «الأيام» محي الدين الشوتري:

>
رب صدفة خير من ألف ميعاد.. هكذا قادتني الأقدار دون سابق إنذار أو إشعار من أحد إلى القسم الداخلي التابع لمدرسة هويرب بمديرية المضاربة محافظة لحج الذي يضم 160طالبا وافدين من مناطق المديرية النائية المترامية الأطراف.. القسم ذو المبنى الهش.. المتهالك.. الآيل للسقوط.. حكى لنا قصصا مختلفة من معاناته التي فهمناها جيدا لحظة الوصول، من باب القول «الكتاب يقرأ من عنوانه».

«الأيام» التقت مشرف السكن الداخلي بالقسم وعددا من طلابه، وخرجت بحصيلة اختلطت وامتزجت فيها دموع فرحهم بقدوم «الأيام» بأمل أن يفرج الله الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.

أوضاع مؤلمة.. خدمات غائبة

كان أول المتحدثين لـ «الأيام» أثناء هذه الزيارة غير المعدة مشرف القسم الداخلي الأخ حسن مقبل الشظيفي الذي أفاد أن السكن في حالة مزرية (كما شاهدناه..)، تُرى كيف أكل الدهر وشرب على نوافذ وجدران وأبواب القسم التي لم تحمل الجهات المختصة نفسها لترميمه؟! ناهيك عن أحوال أخرى لا داعي لذكرها، وعند سؤالنا عن جانب التغذية فالأمور تسير على ما يرام رغم إيماننا بأنها غير كافية.. أما عن الجانب الصحي فلا توجد عيادة في القسم الداخلي ولا حتى إسعافات أولية.

نحن مشردون

أشفقت كثيرا على الطلاب، وتحدثت مع عدد منهم، حيث قال الطالب محمد المسيحي، من منطقة العفاج: «نعجز صراحة عن تقديم شكرنا لصحيفة «الأيام»، وهي أول صحيفة تزورنا وتتفقد همومنا، وحقيقة نحن قدمنا من مناطق بعيدة لهذا القسم لعدم توفر الصفوف الدراسية المطلوبة في مناطقنا، ولاتوجد لنا حماية في هذا القسم المعزول ولامعدات للمأوى».

عمران علي عوض يسرد فصول معاناته هو وزملاؤه، فيقول: «لمن يهمه أمرنا، أوضاعنا نحن الطلاب القادمين من مناطق بعيدة رديئة، نتوسد ونفترش الكراتين، وجراء هذا الوضع أصيب الكثير من الطلاب بحالات نفسية.. نطالبكم لوجه الله أن تنظروا لحالنا بعين الشفقة والرحمة!».

نقطع الكيلومترات.. لتعيش معنا الحيوانات

صلاح محمد حسن، طالب من منطقة العفاج يقول: «نحن في مأساة حقيقية، قطعنا الكيلومترات لأجل البحث عن العلم غير المتوفر في مناطقنا لنتفاجأ بأننا محكوم علينا أن نفترش التراب ونتوسد الحصى.. لاتزورنا إلا الحيوانات.. هل نحن كالأنعام في الصحراء، كيف تريدوننا أن نتعلم ونحن بهذه الوضعية؟!».

اختتم الحديث الطالب هنان سيف، الذي شكر «الأيام» ولم يختلف عن سابقيه المتحدثين بأنهم يعيشون أوضاعا مزرية.. فهل من مغيث؟!.

لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

أقسم بالله العظيم إنني أشفقت وعطفت عليهم كثيرا، وتألمت من الوضعية التي يتجرع علقمها أطفال وشباب ليس لهم ذنب سوى أنهم أرادوا طلب العلم من خلال قطعهم الكيلومترات من مناطقهم ليستقبلوا بنصب المشانق لهم، حتى أن بعضهم شكا لـ «الأيام» أن العديد من زملائهم قد أصيبوا بحالات (مس الجن) لمكان السكن المعزول.. تبقى الأسئلة تطرح دون أن تجد لها حلا.

ما هو القادم لهؤلاء الطلاب في هذا السكن؟ إننا لمنتظرون وشاهدون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى