ملعب الفقيد بارادم بالمكلا مازال بنفس شكله منذ السبعينات:حضرموت بتاريخها ومكتنزاتها الاقتصادية لايوجد في عاصمتها ملعب معشب ..وزارة الشباب تتجاهل ملعب بارادم وتبحث عن الاعذار لإبقائه على وضعه

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري:

>
ملعب بارادم من الخارج ويظهر في الصورة السور العتيق
ملعب بارادم من الخارج ويظهر في الصورة السور العتيق
قبل مطلع عام 2005م كان جميع الزائرين من رياضيين ومتابعين وخصوصا لاعبي كرة القدم يشيدون بعشب ملعب الفقيد بارادم بالمكلا، ويعتبرونه الأفضل على مستوى الجمهورية، وظلت هذه العبارة تتكرر بين اللاعبين والأطر الرياضية في الجمهورية طيلة فترة بقاء هذا العشب، الذي تم إنجازه عام 1996م، واستبشر الرياضيون في حضرموت خيرا به وظنوا أن الملعب الذي يحمل إسم الفقيد محمد فرج بارادم صاحب المجهود الوافر في إنشاء الملعب في سبعينيات القرن الماضي، سيشهد انتشال أوضاعه المأساوية، حتى إنه سقط ذات مرة أحد أركان جداره المكون من الأحجار، وستر الله أن ذلك لم يحدث أثناء سير إحدى المباريات وإلا كان سيشهد وفاة عدد من الجماهير الذين يجلسون على سور الملعب أو أحد المارة بجانب السور.

وعند إنجاز العشب استبشر القطاع الرياضي خيرا بلفتة قادمة تشمل السور والمدرجات والمقصورة، حتى يحظى الملعب الأول في ساحل حضرموت بشيء من العرفان لكرة حضرموت، التي قدمت لاعبين أفذاذا للمنتخبات الوطنية، وأيضا للمقومات التي تمتلكها حضرموت، بوصفها الرافد الرئيسي للاقتصاد الوطني لما تكتنزه من آبار النفط، ودورها التاريخي الريادي، والتطور الذي شهدته، فباتت الأقدر على استضافة المنافسات القارية والخليجية، ولم يعارض أحد استضافة ملعب بارادم لتدريبات أكثر من 3000 شاب، طوال ثلاثة أشهر في إطار التحضيرات للاحتفال بالعيد الوطني الـ 15 للجمهورية اليمنية الذي استضافته مدينة المكلا في الـ 22 من مايو عام 2005م، وذلك تقديرا من الجميع لعيد الوحدة المباركة، وهو الحدث الأهم الذي شهدت خلاله حضرموت حملة من المشاريع في شتى المجالات، وحينها ضربت صدرها وزارة الشباب والرياضة والسلطة المحلية بحضرموت ووعدتا بإعادة الاعتبار للملعب عقب الاحتفالات، وسرعة إعلان مناقصة لإعادة تعشيب الملعب الذي شهد تصحرا كليا جراء التدريبات اليومية عليه ، فطار العشب وعاد الملعب ترابيا سيئا وأكثر من الأول، ينذر بالتشاؤم عند رؤيته من أول وهلة، ويسبب الإصابات الخطرة للاعبين والتي تؤدي إلى إلغاء مسيرة البعض منهم في الملاعب..ومنذ تلك الفترة من عام 2005م وحتى يومنا هذا عام 2008م مازالت الوعود تذهب أدراج الرياح، ووزارة الشباب لا ندري لماذا لا تتفاعل بمصداقية مع ملعب بارادم ومع الأستاد الرياضي في ساحل حضرموت؟.

مقصورة ملعب الفقيد بارادم تتساقط الأجزاء العلوية منها
مقصورة ملعب الفقيد بارادم تتساقط الأجزاء العلوية منها
وقبل عام أو يزيد كلف المحافظ السابق لحضرموت عبدالقادر هلال مكتب الشباب والرياضة بساحل حضرموت بعمل دراسة سريعة لفرش الملعب بالعشب الصناعي، وحينها قدم الأخ إبراهيم الحبشي مدير مكتب الشباب والرياضة عروضا للشركات، فكان العرض الأفضل من شركة في سلطنة عمان أكدت أنها ستنجز المشروع خلال ثلاثة أشهر، وعندما ارتفعت الهمم ماتت في أروقة الوزارة،فرفضت الوزارة قطعيا فكرة العشب الصناعي، أي أن «الوزارة لا هي ترحم، ولا تترك رحمة الله تعالى تنزل على أحد!!».

يجري ذلك في الوقت الذي تنشئ فيه وزارة الشباب أستادات رياضية في مواقع أخرى ربما لا توجد فيها أندية في الدرجة الأولى..فلماذا هذا التجاهل وعدم التفاعل مع مدينة يعشق أهلها الكرة حتى النخاع ؟.. فهل ترى الوزارة أن شماعة الملاعب من اختصاصات المجالس المحلية سيفي بالغرض في حين تنشئ هي ملاعب في المواقع التي تريدها؟.. وهل هي راضية عن حالة ملعب بارادم بترابه وأوضاعه المأساوية، وبوجود سور قد عفى عليه الزمن، ما يزال على حاله منذ قيام الملعب في حقبة السبعينيات من القرن الفارط، ومدرجات مصنوعة من الإسمنت، والأشباك تتقدم أنظار المشاهدين الذين يجلسون موازين للأرض، والأحجار المترامية في أرجاء الملعب التي تنذر بكارثة عند حدوث أية أعمال شغب.

وهذا الوضع يتكرر في ملعب الشاحت بالشحر الذي يعاني أوضاعا مأساوية.. وكذلك ملعب بن سلمان بغيل باوزير الذي أغلق نهائيا ولم يعد يستقبل مباريات كرة القدم لرداءته وأرضيته السيئة..وكذلك الحال بالنسبة لملعب مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وهي ملاعب بالإضافة إلى كثير من ملاعب بعض المدن الرئيسة بحاجة إلى إعادة اعتبار وعدم التخلي عنها بصيانتها وتعشيبها مع اعتمادات أستادات رياضية قانونية، وإن كان الوضع أفضل في مدينة سيئون الجميلة بوجود أستاد رياضي لا ندري أسباب عدم افتتاحه رسميا حتى الآن مع المطالبة بضرورة صيانة ملعب جواس بسيئون والإبقاء عليه ليستضيف بعض المباريات ذات الجماهيرية الأقل.

ملعب بارادم من الداخل والحالة المزرية
ملعب بارادم من الداخل والحالة المزرية
وحتى نكون صادقين في الطرح..فإن وزارة الشباب والرياضة قد أرسلت قبل فترة لجنة من الوزارة مهمتها الاطلاع على المنشآت الرياضية في حضرموت وموقع المدينة الرياضية في ساحل حضرموت، وبعد ذلك اتفقت اللجنة الوزارية مع محافظ حضرموت السابق طه هاجر على عمل محضر يقضي بقيام الوزارة بإنجاز تعشيب وإنارة ملعب بارادم بالمكلا على أن يتكفل المجلس المحلي بحضرموت بإنجاز المدرجات والسور والمقصورة، وخرجت المناقصات بهذا الغرض، إلا أن الوزارة يبدو أنها عادت لتتنصل عن اتفاقياتها، وعاد اللف والدوران من جديد..فراحت تؤكد أنها لا تملك مخصصات لتعشيب الملعب، وأن لديها مبلغ 150 مليون ريال موجودة كدفعة أولى للمدينة الرياضية لا تستطيع أن تحوله لمصلحة تعشيب بارادم، وهو ما يقضي على حسب قولها الرجوع إلى مجلس الوزراء لإعطاء التوجيهات بهذا الشأن..يعني أن الموضوع لف ودوران، وفي الأخير لا تعشيب ولا مدينة رياضية.

يا أستاذ حمود عباد يا وزيرنا الموقر: هل تعشيب ملعب بارادم بالمكلا أمر كبير عليكم؟..ثم أسألك بالله وأرجو أن تعود إلى أوراقك الرسمية : ماذا قدم صندوق رعاية النشء والشباب لأندية حضرموت من منشآت وملاعب وحافلات و... و... إلخ.. لقد بلغ السيل الزبى.. وبات تجاهلكم واضحا في هذا الأمر..لكن عزاءنا ما يزال قائما في نظرة ثاقبة قادمة إن شاء الله تعالى.

والدعوة موجهة للمحافظ الجديد لحضرموت الأستاذ سالم أحمد الخنبشي ليضع أمام عينيه قضايا قطاع الشباب، وإن كانت أمامه قضايا أهم في المرحلة الحالية، لا نشك في ذلك.

ونقول في ختام موضوعنا هذا للجهات المعنية في حضرموت لا يضيع حق خلفه مطالب ، وخيرات صندوق النشء يجب أن يحظى بها الجميع، وهي ليست حكرا على أحد، ومن العيب أن نعيش في القرن الحادي والعشرين بملاعب ترابية، بينما العالم من حولنا قد عرف العشب منذ خمسينيات القرن الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى