كتاب عرب منشغلون بوهن واقع الترجمة في العالم العربي

> تونس «الأيام» طارق عمارة:

> وصف كتاب عرب مجتمعون في تونس أمس واقع الترجمة في العالم العربي بأنه يعاني كثيرا من الضعف والوهن بسبب نقص الحريات وتغليب المصالح الربحية والتجارية على البعد الثقافي.

وقال السوري جمال دورمش عضو جمعية الترجمة باتحاد الكتاب العرب إن واقع الترجمة في العالم العربي «مؤلم جدا، يتسم بالفوضى والعشوائية، ومتخلف مرتبط بتخلف الأمة الثقافي والحضاري». وأضاف إن الترجمة لاتزال ضعيفة جدا بالعالم العربي مقارنة بدول أخرى، مستشهدا بأرقام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) تقول إن العرب الذين يتجاوز عددهم 270 مليون نسمة لايترجمون سنويا سوى 475 كتابا في حين تترجم أسبانيا- التي لايتجاوز تعداد سكانها 38 مليون نسمة- أكثر من عشرة آلاف عنوان سنويا. ونقل عن تقرير التنمية الإنسانية العربية أن متوسط عدد الكتب المترجمة في العالم العربي هو 4.4 كتاب لكل مليون مواطن سنويا، في حين يحظى كل مليون مواطن في المجر بنحو 519 كتابا سنويا، كما يبلغ نصيب كل مليون أسباني في العام 920 كتابا.

ويناقش نحو 30 كاتبا وباحثا يمثلون اتحادات كتاب 17 دولة عربية قضايا الترجمة ضمن محاور ندوة تستمر ثلاثة أيام بعنوان (منزلة الترجمة في الثقافة العربية.. الواقع والرهانات)، وتعقد بالتوازي مع اجتماعات مؤتمر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

وقالت الكويتية فتحية حداد في الجلسة إن تدهور واقع الترجمة في البلدان ا لعربية يعود إلى البيئة غير المشجعة وتساءلت.. «هل نحن بيئة تشجع على الترجمة.. لا أعتقد».

لكن دورمش أرجع تأخر العرب في هذا المجال إلى تغليب المصالح التجارية على الثقافة، مضيفا إن دور النشر في سوريا «تتهافت على أعمال الكاتب التركي الساخر عزيز نيسين لكنها ترفض كلها نشر أعمال للأطفال لذلك الكاتب، لأن هدفها الأول والأخير هو الربح». وقال إن الحل يكمن في إتاحة مزيد من الحرية وعدم تدخل الدولة في نوعية الكتب التي ستترجم.

وشبه الليبي فوزي حداد في مداخلته قضية الترجمة بأنها «سفينة تنقل حمولات الحركة الثقافية عبر العالم» داعيا إلى تدارك «النقص الحاصل للعرب» في هذا المجال، والابتعاد عما وصفه بالفوضى في الترجمة من النصوص الأجنبية إلى العربية منتقدا «انبهار» المترجمين العرب أثناء ترجمتهم بعض النصوص الغربية، مما يؤدي برأيه إلى إهمال الاختلاف وخصوصيات المتلقي العربي.

وقال إن الفكر العربي «يعيش حركة من التبعية لايمكن إنكارها، حيث يتم انتزاع مصطلحات غربية جاهزة لايمكن أن تنبت في مجتمع آخر».

واستغرب شيوع كلمة «المقاربة» وهي كلمة غربية، وأصل الكلمة في العربي هي «المنهج» أو «الدراسة».

وأرجعت اليمنية هدى العطاس «تدني» واقع الترجمة في بلادها والعالم العربي عموما إلى ضعف التمكن من اللغات الأجنبية وعدم الاهتمام بالترجمة إلا لغايات بحثية أكاديمية.

وحثت الحكومات العربية على مساندة وتوفير الدعم للمترجمين وإعطائهم منحا للتفرغ.

وبرر التونسي خليفة الميساوي مشكلة الترجمة في العالم العربي بنقص الإنتاج الإبداعي، قائلا: «نحن (العرب) لاننتج إلا القليل فماذا سنترجم..».

وطالب بإنشاء أكاديميات نموذجية للترجمة يدخلها المبدعون والمهتمون بهذا المجال، مثلما هو الحال في أوروبا.

وتختتم جلسات الندوة اليوم مع اختتام أعمال مؤتمر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى