> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

العبد لله في غاية الانبساط من الاندحار السمج للمدرب الإسرائيلي أفرايم جرانت، الذي اكتشف في موسكو أن تطلعات بلدياته إبراموافيتش أشبه بتطلعات إبليس في الجنة.

ويحق للذين تخوفوا من الطوفان اليهودي المغلف بالأزرق أن يبعثوا ببرقيات شكر وتقدير للمسلم (نيكولاس أنيلكا) باعتباره آخر من دق المسمار في نعش جرانت، الذي كان بينه وبين ملامسة العبقرية (شعرة) لولا الخدمة التي أسداها أنيلكا لكل الذين يرون في جرانت صورة (خرتيت) أخطأ طريق (الحظيرة) باتجاه (روضة) ليس له فيها ناقة ولا بعير .

ويمكنني لأول مرة بخلاف الأعراف أن أشيد بما فعله أنيلكا من خدمة في الوقت القاتل أسداها للذين ضاقوا ذرعا من إبراموفيتش الملياردير الروسي، الذي يحمل (فطر عفن الخبز) على كفوف الراحة متناسياً أن عالم التدريب لايحتاج إلى (بلاوي) زرقاء ولا إلى برميل فارغ يصدر الضجيج .. قدم أنيلكا أفرحت كل مسلم عانى من ويلات يهود بسطوا سيطرتهم على مختلف المجالات باستثناء كرة القدم، وأبكت كل يهود العالم الذين يرون في سقوط برج جرانت المائل خسارة فادحة أشد قسوة من هزيمة إسرائيل أمام حزب الله في لبنان، ولأن إبراموفيتش لم يعد في جرابه (ألاعيب) يخدر بها كل معارض لايؤمن بقدرات جرانت، فإن أول ما بادر إليه بعد ركلة الترجيح الضائعة من قدم أنيلكا هو توقيع قرار إقالة جرانت وإعلان الطلاق الرسمي بين الطرفين بعد أن ظن الظانون أن الزواج من النوع الكاثوليكي.

لقد دخل جرانت نادي تشلسي من (النافدة) على حين غرة من فرسان الحذق التدريبي، وتمسكن في مدينة الضباب حتى تمكن، ولأن جرانت خيب آمال ابن جلدته فكان لابد مما ليس منه بد أن يخرج جرانت من الباب اللندني (وقفاه يقمر عيش) .. حتى المغادرون اعترفوا أن جرانت (خيال مآته) لم يقدم جديداً للفريق، وظل اللاعبون أوفياء لطريقة البرتغالي مورينيو، الذي نال جزاء سنمار في الليلة الظلماء، وقد قال فيه دروجبا ما لم يقله السادات في الروس، حتى أنه باح بأهم اعترافاته قائلاً:«تخيلوا أن رئيس النادي فرض علينا تحية صباحية ومسائية خاصة بجرانت والاستئناس بوجهه المبعج وبرائحة فمه الذي يحتسي بحور الجعة، وبصراحة لقد أشفقت على دروجبا لأن مطالعة وجه جرانت يومياً أشبه بأشغال شاقة مؤبدة، ولا أدري كيف استحمل هذا العقاب والضرب بالقبقاب، فأنا لو فُرضت عليَّ ظروف الصدفة مقابلة جرانت وجهاً لوجه، سأستقيل من الحياة دون تعليق وصيتي الأخيرة .

بركة أن قدم أنيلكا هدمت المعبد فوق رأس جرانت وعلمته أن يحلم على قده تماماً مثلما أن السير أليكس فيرجسون مدرب مان يونايتد، أكل كتف جرانت أوروبياً ومحلياً، ولسان حاله يقول :«التدريب علم وذكاء وفطنة، وأنت بالون منفوخ انفجر بدبوس أنيلكا، لقد انتهى الدرس أيها الغبي» .