تحية للمحافظ الطموح .. وللمستثمر الجاد

> سالم العسكري:

> كان قد شد انتباهي يوم الثلاثاء الماضي 27/5/2008م تقرير إخباري على صدر صفحات صحيفة «الأيام» الغراء في عددها الصادر في ذلك اليوم رقم 5413، الذي تناول نتائج أول اجتماع لمحافظ أبين الجديد الأستاذ أحمد الميسري، الذي عقده في يوم الإثنين 26/5/2008م مع مدراء فروع الوزارات والمسؤولين في أبين، ولقد شعرت بالرضى وعودة الأمل إلينا بعد أن كدنا نفقده في أن يتولى منصب المحافظ بأبين شخصية طموحة ونزيهة لديها قوة الإرادة والإصرار على تشخيص أوجاع المحافظة لمباشرة علاجها .

الصراحة التي عكسها حديث المحافظ وفقاً وما ورد لم تدهشني فقط .. بل أدهشت الكثيرين لشبه انعدام الصراحة والصدق في حياة بعض المسؤولين عند تبوئهم المناصب ولاشك أن صراحة الميسري هي تعبير حي لرفضه كافة أنواع الفساد التي مع الأسف أصبح المسؤولين يسهمون في نشرها وهي الظاهرة التي أصبحت تعيق التنمية المحلية وتطوير القدرات البشرية، وما زادني عزة وفخراً أن المحافظ الجديد الذي يحتم علينا الواجب بجميع مشاربنا وأطيافنا السياسية أن نلتف حوله لتحقيق ما يصبو إليه، قد حدد لنفسه فترة شهرين لتطهير منابع الفساد وإلا سيترك المحافظة، وهو ما يدل بقوة على أن الرجل أتى من أجل إصلاح المحافظة، وأن نزاهته جعلته يفضل ترك هذا المنصب المهم في حال أن أصبح لا معنى لوجوده فيه ولا يستطيع أن يغير الحال المزرية التي وصلت لها أوضاع المحافظة ومكاتبها الخدمية .

وكان أيضا لإشادة الميسري بأعضاء كتلة المشترك في المجالس المحلية (الهيئة الناخبة) وقع استثنائي في نفوسنا ينبغي لنا التوقف عنده ليس لأنهم قد رجحوا الكفة لصالحه بمشاركتهم في الانتخابات في 17 مايو .. بل لما تكشفه من بعد سياسي وأفق واسع لنظرة الرجل عكست نبذه للتطرف السياسي والتعصب الحزبي والترفع عن سمة التفرد السياسي - أي أنه لاينظر لوجوده في المحافظة من منظور سياسي حزبي ضيق، كما هو حاصل عند البعض، ولكن من منظور عملي تطبيقي متصل بما سيقدمه الجميع لمحافظتهم بعيداً عن الإملاءات الحزبية وهذا موقف سيحسب له مستقبلاً .

نتمنى أن يحقق المحافظ بحماسه المعهود آمال أبناء المحافظة في اجتثاث الفساد وإصلاح مكامن الخلل .. فتحية لهذا المحافظ الصريح والطموح الذي قالها بصراحة دون تردد لا .. لا للفساد ووضع عهداً على نفسه بأن يعمل جاداً لتحقيق هذه الغايات بوضعها هدفاً صوب عينيه ليعيد لأبين وجهها المشرق ويخلصها من مرض الفساد الذي أصبحت سرعة انتشاره أسرع من انتشار السرطان في جسم المريض .

نعم نتمنى لتلك الكلمات والآمال التي أعادها لنا الميسري وهي دون شك نابعة من وجدانه كونه أحد أبنائها الذين يكتوون بنيران الفساد، أن تتحقق على أرض الواقع، رغم المدة القصيرة التي قطعها على نفسه لإصلاح ما أفسده الدهر وأن تغلب هذه الكفة على الأخرى حتى لا يترك المحافظة لغيره غارقة في الفساد، وأهلها غارقين في الأحلام يبحثون عن من يصنع لهم غداً مشرقاً يعيد لهم الابتسامة المفقودة منذ زمن.

إننا نشد على أيدي المحافظ الشاب بارك الله خطاه ونطالب جميع المسؤولين في المحافظة التعاون معه والعمل بروح الفريق الواحد، حتى يتحقق الأمل لعيش المواطن في واقع أفضل مما هو عليه الآن .

< مدينة إنماء السكنية التي أصبحت الآن شاهدة على الاستثمار الجاد، هذا المشروع اليوم بمثابة النموذج الحي للتخطيط العمراني المتكامل الذي شمل التنوع في الخدمات التي يجب أن تحذوه خطوات إنشاء الوحدات السكنية مستقبلا، وأن تؤخذ هذه الجوانب في الحسبان عند التخطيط لها .

ولولا عزيمة وإصرار المستثمر حسين صالح الهمامي مدير عام شركة إنماء للتطوير العقاري للتغلب على المعضلات والعراقيل التي وضعت أمامه منذ بداية العمل في المشروع لما تحقق هذا النجاح والإنجاز الذي دون شك أصبح مثالاً حياً للاستثمار الناجح ويحفز المستثمرين وجذبهم للاستثمار في عدن .. وهذا لا يعني أنه لا توجد مشاريع أخرى ناجحة، فهناك بالمثل في المكلا وفي صنعاء ولحج وغيرها.. هذا المشروع جعلنا نتوقف أمامه لنقارن بين أولئك المستثمرين الذين منحت لهم الدولة أراضي واسعة ولم يقيموا مشاريعهم الاستثمارية عليها .

أما إذا أخذنا إسهامات هذا المشروع في الجانب الاقتصادي العام والمحلي، فإنها متعددة لرفد الاقتصاد الوطني وتحريك حلقة السوق التجارية وحل أزمة السكن وتشغيل أكثر من 4000 عامل، وتنمية القدرات والمهارات البشرية للأيادي العاملة اليمنية .. فتحية للمستثمر الجاد حسين صالح الهمامي .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى