معونة الإمارات والحسبة على عشرين!

> نعمان الحكيم:

> ما إن استمع الناس وشاهدوا خبر المعونة المقدمة من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لليمن، المقدرة بـ (500 ألف طن) من القمح، هدية للشعب اليمني ليسند بها حياته التي صارت رهن لقمة العيش التي تتضاعف قيمتها يوما بعد يوم.. وكأن حبل الأسعار قد ترك على عنانه.. ولم تعد (شعرة معاوية) في البال ولا حتى في الخيال..

نصف مليون طن حسبها أحد الفاهمين في أمور الوزن والكيل والأكياس والجواني بأنها تساوي (تقريبا) (20) مليون كيس طعام.. وقال: الحسبة مضبوطة، لعشرين مليون مواطن، هم المحتاجون فعلا.. لأن المليونين المتبقيين مع تعداد السكان هم من (عليه القوم) من وزراء وتجار ووجاهات ومضاربين وفاسدين وآكلي لقمة اليتيم.. هؤلاء لم يدخلوا في الحساب بالتأكيد، وهكذا هي رؤية المواطن في عدن، ولا غبار عليها، لأن (الحاجة أم الاختراع) والجيعان مش مثل الشبعان..!

والمعونة فعلا أجت في وقتها، ولا باقي إلا استلامها وتوزيعها بدون تسويفات أو سياسات تدخل فيها (إن وأن)، لأن المواطن منهك ولم يعد يقوى على مسايرة أمور الحياة بدءا من (حبة البيض) التي تساوي اليوم (25) ريالا.. وهو ما يتندر به البعض قائلين (البيضة بدينار ناقص ريال)، ناهيكم عن الرز والدقيق والسمن والصابون والفاصوليا والحليب واللحم المجمد والسمن التي صارت خارج السيطرة، وكذاب لقف أبوه من يتدخل حتى بكلمة واحدة.. إن أعجبك شل.. وإن ما أعجبك ماحد غصبك على الشراء.. وهي أمور فاقت التوقعات!.

في عدن بالذات، الناس يعيشون على الراتب الذي لايساوي حق (الراشن) ومعيشة الشهر المكملة، أما الكهرباء والمياه والهاتف فلا دخل لهم بالراتب، وقد بدأ البعض يتخلص من (مكتبته) ببيع الكتب لتلبية الحاجة، لكنه يقول ليس لي حاجة لها فقد قرأتها.. وما أصعب أن يبيع المرء كتبه التي هي جزء من شخصيته وحياته!.

وبالعودة إلى المعونة، فإنها حتما ستثير مشاكل كثيرة، لكن البحث عن المساكين في (الحافات) و(الأحياء) سوف يكون له بالغ الأثر، لأن هؤلاء قد لايجد بعضهم لقمة العيش، ولايجدون الخضار إن وجدت.. وتراهم مكدسين في الحافات وعند أبواب المساجد، ينتظرون صدقة.. وكم باتكون الصدقة؟!.

إن الحل ليس بمعونات أو هبات، رغم كونها تساعد وتدعم، فالحل يعود لدراسة عقلانية تبين أوضاع الناس ودخولهم والغلاء الفاحش، ووضع حد حقيقي لدعم الأسعار بدلا من تحريرها على حساب الملايين الذين يزدادون فقرا، وواجب الدولة أن ترعى مواطنيها بما يكفل لهم عيشة كريمة من ثروة وطنهم، وبكدهم وكدحهم لابد لهم من نصيب، مثلهم مثل دول الجوار على سبيل المثال.

إننا إذ نشكر دولة الإمارات، رئيسا وحكومة وشعبا على هديتهم، فإننا نرجو من دولتنا رفع الظلم عنا.. فقد صارت أمورنا في الحضيض!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى