> ليلة تكريم فنانة عدن واليمن الأولى أمل كعدل، وهي المناسبة التي أقيمت في قاعة فندق ميركور بخور مكسر عدن مساء الأربعاء الفائت تحت رعاية وزير الثقافة، ومحافظ محافظة عدن الجديد د. عدنان الجفري، ورغم أن هذه المناسبة قد تأخرت كثيراً إلا أنها بحق كانت ليلة ولا كل الليالي في حياة الفنانة القديرة أمل كعدل التي أحبت مدينتها الأولى عدن، كما أحبت أهاليها وناسها حباً يكاد المرء يشعر بالفخر والاعتزاز بهذه الفنانة التي صمدت صمودا غير متناه، وبقيت محبوسة بل مسكونة بتربة هذه المدينة الباسلة والهيام بها إلى حد الجنون طيلة سنوات عمرها.

رغم ما تعرضت له خلال السنوات العجاف التي مرت بثغر عدن الباسم والظروف المعيشية والنفسية القاسية التي تعرض لها ساكنوها، بقيت أمل إلى جوارهم تعيش نفس معاناتهم وتتألم لآلامهم ولم تفكر يوماً في المغادرة بحثاً عن الشهرة والجاه وهروباً من الخوف وقساوة الحياة في تلك الأيام المرة. لقد ظلت وبقيت أمل ، تعمقت أقدامها كالأوتاد في تربة عدن، ولايمكن تحريكها إلا باقتلاع الأرض من تحتها، وذلك دون شك من المستحيلات.

وفي تلك الأيام والليالي والسنوات العجاف التي مرت على عدن وناس عدن قدمت الفنانة أمل أجمل الأغاني والإبداعات الفنية لترفه على الناس في الاحتفالات والمناسبات الخاصة أو مناسبات الزواج، والتقليل من الضغوط النفسية والخوف والشعور بانعدام الأمل في أحيان كثيرة، كانت الفنانة أمل متواضعة تواضعا جما لم ترفض يوماً دعوة الناس لها ومشاركتها في احتفالاتهم وفي كل المناسبات، وهذا الشعور من قبلها لم يأت من فراغ إنه شعور بالمسؤولية نحو أهل عدن خاصة .

فالفنانة أمل قدمت الكثير والكثير من أجل اليمن والشعب اليمني يصعب التطرق له في هذا الحيز الضيق، ومع ذلك أقول إنها تستحق أكثر من مناسبة وتكريم، ولا يسعني إلا أن أشيد بكل من شارك في نجاح مناسبة تكريم الفنانة أمل كعدل التي جاءت في المكان والزمان المناسبين .

لقد تشرفت بدعوة الفنانة، ومدير الثقافة بعدن لحضور هذه المناسبة التي حضرها عدد من المسؤولين في السلطة المحلية وزملائها من الفنانين ورجال الأدب والفكر والمسرح، والتي قدمت خلالها وصلات غنائية بأصوات نسائية جميلة من أغاني أمل كعدل، كما قدمت الهدايا التذكارية والصور، واختتمتها الفنانة بعدد من أغانيها الجميلة وشاركها الجميع الرقص والغناء والبهجة، ثم ألقت كلمة قصيرة شكرت فيها كل من ساهم وشارك وتقبل الدعوة بالحضور .