النائب الخبجي:نطالب بالكف عن ملاحقة النشطاءالسياسيين ووقف المحاكمات

> ردفان «الأيام» غازي محسن العلوي:

>
شهدت مديرية حبيل جبر بردفان محافظة لحج صباح أمس مسيرة سلمية حاشدة ومهرجانا جماهيريا شارك فيهما الآلاف من أبناء مديريات ردفان الأربع، الذين توافدوا إلى حبيل جبر بعد أن حالت الإجراءات الأمنية المشددة، والانتشار الكثيف لقوات الأمن المركزي والجيش، التي انتشرت منذ الصباح الباكر على مداخل ومنافذ مدينة الحبيلين والطرق المؤدية إلى الملاح وحالمين، دون إقامة الفعاليات الاحتجاجية السلمية التي كان من المقرر تنفيذها أمس في كافة مديريات ردفان الأربع، الأمر الذي دفع بأبناء هذه المديريات إلى التوجه إلى حبيل جبر المديرية المغلقة للانضمام إلى الحشود الجماهيرية التي تقاطرت من مختلف قرى حبيل جبر للمشاركة في الفعالية.

وخرج المشاركون في الفعالية الاحتجاجية في مسيرة سلمية حاشدة جابت الشارع العام للمديرية يتقدمهم الأخوة النائب د. ناصر الخبجي، عميران الجمهوري رئيس مجلس تنسيق الفعاليات السياسية بردفان، ثابت هيثم حسن رئيس جمعية أسر الشهداء ومناضلي الثورة بمديريات ردفان، مازن محمد صالح رئيس جمعية الشباب بمديريات ردفان وعدد من قيادات ونشطاء الفعاليات السياسية وأسر الشهداء وجرحى منصة الحبيلين.. ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تندد بالمحاكمات التي شرعت فيها السلطة لمحاكمة قيادات ونشطاء الحراك السلمي الجنوبي، وتطالب بإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، وأخرى كتب عليها: محاكمة باعوم والغريب والشعيبي محاكمة لكل أبناء الجنوب.. كما قام المشاركون بالمسيرة بحمل النائب الخبجي على الاكتاف، وتعالت أصواتهم بالهتاف (بالروح بالدم نفديك يادكتور).

وأقيم عقب انتهاء المسيرة مهرجان خطابي ألقيت فيه العديد من الكلمات.. استهلت بكلمة الأخ نبيل محمد صالح نائب رئيس جمعية الشباب والعاطلين عن العمل بمديريات ردفان قال فيها:«إنكم اليوم تثبتون للعالم أجمع بأن إرادة الشعوب لا تقهر، وأن إرادة أبناء ردفان أقوى من فوهات المدافع والدبابات، وأن صوت الحقيقة أقوى من رصاصات الغدر والظلم والطغيان، وأن سيل الدماء لن يوقف زحف سيل الحقيقة، وأن زنازنهم ومعتقلاتهم لن تستطيع اعتقال الحرية والحقيقة، التي ترى السلطة بأن من يعشقها سيكون مصيره في أقبيتها الأرضية، ونحن بادرنا بقول لا وألف لا، وإن مواقفكم ليس على الثرى أو تحته، ولكنه حقا سيكون في الذرى».

وأضاف الأخ نبيل في كلمته:«نعاهد شهداء الجنوب بأننا سنظل أوفياء لدمائهم وللقضية التي سقطوا من أجلها، وكذا قادة الحراك الجنوبي وزملائهم الذين زجت بهم السلطة في زنازين انفرادية في الأمن السياسي وكافة المعتقلين السياسيين في المحافظات الجنوبية بمواصلة نضالنا السلمي حتى الاعتراف بقضيتنا العادلة لأهدافها المنشودة، ونعتبر أي محاكمة لقادة الحراك الجنوبي بأنها محاكمة لكل أبناء الجنوب، وإن الذي يفترض أن يزج بهم في السجون ومحاكمتهم هم الفاسدون وناهبو الأرض والثروة وسفاكو الدماء».

وقال في ختام كلمته:«ندين الأحكام الجائرة التي صدرت بحق الناشطين السياسيين من أبناء كرش وندعو كافة منظمات حقوق الإنسان إلى التدخل لإطلاق سراحهم وإيقاف المحاكمات الظالمة لقيادات ورموز العمل السياسي في الجنوب».

وألقى النائب البرلماني د. ناصر الخبجي في المهرجان كلمة حيا فيها «صمود وإخلاص أبناء ردفان لقضيتهم ولدماء الشهداء التي سالت على تراب الجنوب لتروي شجرة الحرية».. وأضاف:«إننا اليوم نواجه نظاما قمعيا استبداديا ظالما لا يحترم الحقوق والحريات، فهو يستخدام كل وسائل الإرهاب من الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع ومداهمة المنازل في أنصاف اليالي واعتقال الناشطين السياسيين، والتي لن تثنينا عن مواصلة النضال السلمي مهما كانت التضحيات، ولن نخاف ولن نركع إلا لله، لأننا أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة لا تقبل المساومة».

وتابع الخبجي قائلا:«تحية من هنا من ردفان الصمود والتضحية لأولئك الأبطال القابعين في سجون الأمن السياسي بصنعاء والجنوب على رأسهم المناضل حسن باعوم والغريب وبن فريد والشعيبي وعلي منصر وحسين البكري وعيدروس الدهبلي وناجي العربي ومحمود حسن زيد وعبدربه راجح وفارس طمبح ونصر الذنبة وعباس العسل والقمع وحسين بن يحيى والفضلي وغيرهم من أبناء الجنوب القابعين في السجون، ونقول لهم إن الحياة تعتثر لكنها لا تتوقف والأمل يتلاشى ولكنه لا يموت والحرية قد تتقيد ولكنها إلى أجل لن يطول حقا لن يطول فمن السهل أن يقتلونا أو يسجنونا، لكن من الصعب أن يسلبونا إرادتنا التي هي مصدر قوتنا وكرامتنا، والصراع هو صراع إرادة بين الخير والشر والحق والباطل والضعف والقوة، وماهو اليوم قد يبدو لكم صعبا ولكنه حتما سيكون غدا بإرادتكم سهلا». وقال الخبجي:«إن القضية الجنوبية قد أصبحت اليوم على صدارة الأحداث، وحاضرة بقوة في كل المحافل سياسيا وإعلاميا وعلى المستويين الإقليمي والدولي، ومن يراهن على دفنها فهو في الأصل يجهل التاريخ، ويجهل أن الجنوب كان مقبرة لكل الطامعين والغزاة».. واستطرد قائلا:«إن الحرية لا ينالها إلا أصحاب الجباه الشامخة أصحاب الأهداف المصيرية لحاضرهم ومستقبلهم».. مؤكدا على ضرورة السير قدما في مواصلة النضال السلمي، وعدم الانجرار إلى العنف.

وأضاف:«نجدد مطالبنا بسرعة الاعتراف بالقضية الجنوبية، ورفع القوات العسكرية من مدن وقرى ردفان والضالع والصبيحة، والإفراج عن كافة المعتقلين، ووقف المحاكمات السياسية، وإلغاء الحكم الجائر بحق النشطاء من أبناء كرش، والكف عن ملاحقة النشطاء السياسيين، ونوجه التحية إلى فضيلة القاضي عامر المكلاني على قراره الشجاع بالإفراج عن المعتقلين على ذمة اعتصام الحبيلين، ونجدد تضامننا اللامحدود مع صحيفة «الأيام» ووقوفنا إلى جانبها في مواجهة كل أشكال التعسف، كما نطالب بسرعة الكشف عن مصير السجناء الذين تم ترحيلهم يوم أمس إلى وجهة غير معلومة، بعد أن تم إصدار قرار بالإفراج عنهم وهم العميد عبدالرب المطري والعميد حسن مهدي والعميد أحمد عفيف العلوي ونحمل الجهة الأمنية المسئولية الكاملة عن هذا العمل».

كما ألقيت في المهرجان كلمة عن جمعية أسر الشهداء ومناضلي الثورة بمديريات ردفان ألقاها الأخ ثابت هيثم حسن رئيس الجمعية استنكر فيها محاكمة قيادات ورموز الحراك السلمي، وطالب بإيقاف محاكمتهم وإطلاق سراحهم مع كافة المعتقلين في السجون، ودعا كافة الشرفاء والمناضلين من أبناء الجنوب إلى الوقوف صفا واحدا إلى جانب المعتقلين في سجون السلطة، وتصعيد الفعاليات الاحتجاجية السلمية حتى يتم الإفراج عنهم دون قيد أو شرط.

وقد صدر عن الاعتصام بيان قرأه في المهرجان الأخ مازن محمد صالح رئيس جمعية الشباب ، جاء فيه:«إن اعتصامنا هذا اليوم رغم الحصار العسكري المفروض علينا وعلى إخواننا في بقية مناطق الجنوب يأتي احتجاجا على المحاكمات التي شرعت فيها السلطة ضد أشرف المناضلين من قيادات وكوادر الحراك الجنوبي في محاولة يائسة لها لكسر شوكة الحراك السلمي، ودفن القضية الجنوبية التي اعتقلوا من أجلها، ولكن هذا سيجعل القضية تظهر أكثر، ولن يزيدهم إلا إصرارا وثباتا في استمرار نضالنا السلمي الذي ارتضيناه خيارا لنا في مواجهة آلة القمع، حتى تنتصر قضيتنا العادلة»، مشيرا إلى أنه «في الوقت الذي كان يجب على السلطة أن تحاكم كل من أمر ونفذ جرائم القتل بحق أبناء الجنوب العزل، والاعتراف بالقضية الجنوبية فقد ذهبت إلى اعتقال ومحاكمة أصحاب القضية، والتي كانت قد أعدت لهذه المحاكمة مسبقا لغرض تبرير جرائمها ونسبها إلى غيرها، حيث إن محاكمة المعتقلين السياسيين تعد محاكمة لكافة أبناء الجنوب، وإن القمع والاعتقال لا يلغيان الحق بل يؤكدانه، وهذا ما أظهره أبناؤنا المعتقلون في غياهب سجون السلطة في صنعاء من خلال محاكمتهم برباطة جأش كجبال ثابتة في الأرض ورأسها في السماء، رغم كل ما يعانونه من أمراض ومعاناة خلال 75 يوما.. فألف تحية وإكرم لهم».

واستنكر البيان بشدة هذه المحاكمات داعيا كافة المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى التدخل لوقفها «باعتبارها محاكمات سياسية واستمرارا لحرب 94 الظالمة ضد الجنوب، وسرعة الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين من أبناء الجنوب من مختلف سجون السلطة، والاعتراف بالقضية الجنوبية كحقيقة موضوعية وسياسية بامتياز»، كما استنكر البيان «الأحكام الجائرة التي صدرت ضد نشطاء ورموز الحراك في كرش وندعو إلى وقفها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى