ثمانية قتلى على الاقل في هجوم انتحاري على السفارة الدنماركية في اسلام اباد

> إسلام أباد «الأيام» رانا جواد :

>
قتل ثمانية اشخاص على الاقل من بينهم مواطن دنماركي من اصل باكستاني، واصيب نحو 30 بجروح في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة أمس الإثنين امام السفارة الدنماركية في اسلام اباد، في هجوم يعتقد انه ياتي ردا على نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في صحف دنماركية.

وصرح مصدر في وزارة الخارجية الدنماركية لوكالة فرانس برس مساء أمس الإثنين ان بين القتلى دنماركي لم يكن من بين اربعة دنماركيين يعملون في السفارة. كما ذكر المصدر ان موظفين باكستانيين قتلا كذلك في الهجوم الذي اعلن التلفزيون الحكومي الباكستاني انه اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص واصابة حوالى ثلاثين بجروح.

وادى التفجير الهائل الى احداث اضرار في مبنى السفارة الواقعة وسط اسلام اباد، كما احدث اضرارا كبيرة في مبنى تابع الامم المتحدة، واحدث حفرة كبيرة في الشارع امام السفارة.

ولم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن الهجوم، الا ان مسؤولين قالوا انه من المرجح ان يكون مرتبطا باعادة نشر صحف دنماركية رسوما كاريكاتورية للنبي محمد في شباط/فبراير الماضي بعد نشرها اول مرة في 2005.

وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك ان التفجير "الجبان" يمكن ان يكون "رد فعل على الرسوم الكافرة التي نشرت في الدنمارك". وتعهد بالقبض على الجناة.

وفي رسالة تعزية بعث بها الى ملكة الدنمارك مارغريت الثانية اعرب الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن اسفه للحادث وتعهد بمكافحة الارهاب.

وقال "اود ان اؤكد لكم ان هذا الحادث يزيد من عزمنا على مكافحة قوى الشر والظلام التي اطلقت العنان للعنف الاعمى، والقضاء عليها".

وفي الدنمارك دان رئيس الوزراء اندرس فوغ راسموسين "الجريمة الجبانة المروعة" وقال للصحافيين انه هجوملا يمكن تبريره.

ودان الرئيس الاميركي جورج بوش التفجير وقدم تعازيه للضحايا. وتعد باكستان من اهم حلفاء واشنطن في "الحرب على الارهاب" منذ 2001.

كما دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الهجوم و"اكد رفضه التام لمثل هذه الاعمال الارهابية"، حسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي.

وبعد وقوع الانفجار شوهدت سيارات اسعاف في المكان الذي يضم سفارات عدة تنقل المصابين.

ووصف مراسل فرانس برس مشاهد الفزع التي اعقبت التفجير وشاهد عمال الاغاثة يحملون العديد من الضحايا الذي سالت منهم الدماء. وادى دوي الانفجار الى تحطم زجاج نوافذ المباني على بعد مئات الامتار.

وقال محمد ديلشاد الذي يقيم قرب السفارة "كنت في غرفتي وحصل انفجار قوي وتحطم زجاج النافذة.. اصبت بقطعة حادة وبدأت ساقي تنزف".

وفي كوبنهاغن، دان وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر بعد اجتماع عاجل لمكتبه العملية الانتحارية.. ورجح احتمال ارتباط الحادث بالدعوات التي اطلقها مؤخرا زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ومساعده ايمن الظواهري لشن هجمات على اهداف دنماركية بسبب الرسوم المسيئة.

واضاف "نستطيع افتراض العديد من الامور. لقد دعا تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن الى شن هجمات على الدنمارك، وربما يكون (متمردو) طالبان هم من يرغبون في ايذائنا بسبب تواجدنا في افغانستان".

وارسلت الدنمارك نحو 550 جنديا في اطار القوة التي يقودها حلف شمال الاطلسي في افغانستان.

وقال مولر ان احد عمال التنظيف الباكستانيين العاملين في السفارة قتل واصيب ثلاثة موظفين محليين بجروح.

وصرح مسؤول امني بارز ان التفجير هو "هجوم انتحاري تم باستخدام عربة واستهدف على ما يبدو السفارة الدنماركية".

واصيبت مساكن السفيرين الهندي والهولندي والبعثة العسكرية الاسترالية باضرار في الهجوم، الا انه لم يصب اي المتواجدين فيها، حسب دبلوماسيين.

واغلقت السفارة الدنماركية الواقعة خارج الحي الدبلوماسي المحاط باجراءات امنية في اسلام اباد، لفترة مؤقتة في شباط/فبراير 2006 بسبب اعمال شغب بسبب الرسوم الكاركاتورية,واسفرت تلك الاعمال عن مقتل خمسة اشخاص.

وكانت الدنمارك خفضت طاقمها الدبلوماسي في السفارة خلال الاشهر الاخيرة وابعدت معظم موظفيها الدنماركيين بعد تهديدات استهدفتها بسبب نشر الرسوم الكاريكاتورية في الصحف الدنماركية، بحسب ما افادت مصادر دبلوماسية.

وشارك المئات في احتجاجات جديدة على اعادة نشر الرسوم في مدينة مولتان وسط البلاد أمس الإثنين، حسب مسؤولين.

وهذا الهجوم هو الاول في اسلام اباد منذ آذار/مارس عندما استهدف انفجار مطعما ايطاليا يرتاده اجانب ما تسبب بمقتل امرأة تركية واصابة عشرة اجانب بجروح بينهم اربعة عناصر في مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي آي).

وشهدت باكستان فترة من الهدوء في موجة الهجمات الانتحارية التي استمرت عاما وذلك بعد تسلم الحكومة الجديدة السلطة في آذار/مارس وبدئها مفاوضات سلام مع حركة طالبان التي تنشط في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع افغانستان.

وقال مولوي عمر المتحدث باسم حركة طالبان الاسلامية انه "لا علم" له بالتفجير. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى