وللفن أسراره ..هل فن الكاريكاتير يجرح ويدغدغ؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> فن الكاريكاتير في فرنسا بالغ الجرأة، بل ويعتبر شهادة على عافية الوطن وحرياته الديمقراطية.

ورسام الكاريكاتير في فرنسا يسخر من كل شيء دونما استثناء، لكن أحدا لاينتظره عند المنعطف برصاصة غادرة، بل ينهال عليه الورد والهدايا الثمينة من الشعب حين يتحدث برسومه الساخرة المعبرة عن همومه، والفنانون الفرنسيون (مولايته وراميال وريكور ومورسن) وغيرهم، فنانون متخصصون في رسم الكاريكاتير السياسي، ويرسمون بريشة ناعمة جدا، تجرح وتدغدغ في آن واحد، وتكشف الحقائق دونما مجاملة أو مراوغة، لقد سخروا من كل شيء يفسد إنسانية فرنسا وكوكب الأرض، سخروا من تكالب بعض السياسيين في العالم على المغانم.

لم يكتف هؤلاء الفنانون في رسم الكاريكاتير بنتف ريش الديوك الفرنسية وحدها، بل قاموا بكشف نصف حكام العالم، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الفرنسية، فماذا حدث لهم ياترى؟ هل داهمهم قاتل مأجور مرتزق في زقاق مظلم وبصم على رؤوسهم برصاصة؟ لا.. بل جاء رئيس الجمهورية الفرنسية شخصيا، الذي نال نصيبه من سخريتهم الساطعة، وزارهم يوم افتتاح معرضهم الخاص بفن الكاريكاتير السياسي، وصافحهم، مهنئا على فنهم الذي رفع رأس بلادهم في العالم.

إن الكاريكاتير في فرنسا بعيد عن المباشرة الفجة والخطابية المملة، إنه السمة المميزة للكاريكاتير السياسي الفرنسي اللماح جدا والقادر على انتزاع قهقهة أو حتى ابتسامة من قاع بئر الغضب، وتلك السمة الحضارية نجدها حتى في أكثر أعمالهم الفنية قسوة على رجال الأعمال الفرنسيين.

المهم الحرية في كل ما يرسمونه، وهي الشيء المؤلم الذي يفسد على المواطن متعته في معظم دول العالم الثالث، وهو يطالع الكاريكاتير الفرنسي، فهو يراهم يتحدثون عن هموم فرنسا بحرية لايجرؤ عليها هو، وقد يكون أكثر موهبة منهم، وإذا حاول وتجرأ فالعقاب معروف، ولاداعي للتفاصيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى