للصبر حدود

> محمد هشام باشراحيل:

> تحدث في بلادنا صنوف من الممارسات التعسفية والمنغصات التي يكتوي بنارها المواطن والتي يمارسها متنفذون أو عدد من المسؤولين وقد يمارسها النظام في بعض الحالات. فبحكم عملنا في الصحافة يصلنا الكثير من المناشدات والشكاوى من مواطنين اكتووا بنار الظلم والقهر من تلك الجماعات.

ونحن في «الأيام» نحرص دائما على حلها قبل اللجوء إلى النشر ونتواصل مع المعنيين من المسؤولين, إما بالهاتف أو بزيارتهم في مكاتبهم ونجد تجاوبا طيبا من البعض ولا يحالفنا الحظ مع البعض الآخر فنلجأ إلى النشر كخيار أخير.

هذا في ما يخص قضايا المواطنين, فماذا عن المشاكل والمنغصات والظلم والقهر الذي يمارس علينا نحن في صحيفة «الأيام»؟

وهي كثيرة في وقتنا الحالي بوصفها ضريبة عملنا المهني القائم على التفاعل وإيصال كل هموم ومشاكل وآلام وآمال أبناء الشعب إلى أعلى السلطة وهو شيء دأبت عليه «الأيام» منذ صدورها أواخر خمسينات القرن الماضي على يد عميدها المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ محمد علي باشراحيل طيب الله ثراه، وعهدا ستظل مواقفنا كذلك وهذا هو أساس العمل في بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة), لأننا لا يمكن أن نكون من حملة المباخر وضاربي الدفوف ومن جماعة (حياك وحيا أبوك ياجيد يا ابن الجيد).

فنحن لا ننشر أيا من هذه المضايقات إلا فيما ندر لأننا نعرف جيدا ما قد ينتج ويترتب على النشر فنحن موقنون بأن محبي وعشاق وقراء «الأيام» بل والدول والمنظمات المانحة لن يقفوا متفرجين أمام ما يمارس ضدنا, وكما أننا نغمض عيوننا عن التشوهات الخطيرة العالقة في جسد الاستثمار وعن العيوب التي تحاول الدولة جاهدة إخفاءها عن المستثمرين الخارجيين إلا أن البعض في هذه الهيئة يأبون إلا الإساءة وعدم احترام قانون الاستثمار الذي وضعوه هم بأنفسهم من خلال تسييس وتفنيد المستثمرين وتصنيفهم إلى درجات وفئات.

و يبدو أننا سنضطر إلى النشر في القريب وتعرية كل ما يمارس علينا بعد أن بلغ السيل الزبى, لأننا إذا كنا ننتصر ونهب لرفع الظلم والقهر عن كل من يلجأ لصحيفة «الأيام» شاكيا ومشتكيا فإنه من العار والجبن علينا أن نسكت عما يمارس علينا من ظلم وقهر وسلب لحقوقنا, وإنما نتريث و نصبر على أمل أن من يقوم بذلك سوف يعود لجادة الصواب ويعطي كل ذي حق حقه. و.. للصبر حدود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى