الأمية في بلادنا..الأسباب والحلول

> «الأيام» محمد سعيد الزعبلي :

> هناك من يناقشون قضية الأمية الثقافية في بلدانهم، ونحن هنا مازلنا نعاني من قضية الأمية الأبجدية التي بلغت نسبتها في يمننا الحبيب أكثر من 50% حسب بعض الإحصائيات، وهو رقم مخيف جدا، كون الأمية تشكل عائقا حقيقيا في طريق التطور والتقدم، بل وسببا رئيسا من أسباب تفشي الجهل والتخلف في أوساط مجتمعنا اليمني، بالرغم من بعض الجهود التي بذلت- ومازالت- في مجال محو الأمية وتعليم الكبار في بلادنا، إلا أنها لم تحقق النجاح المرجو لسببين اثنين: أولا أن الجهود لم تشمل جميع مناطق وأرياف اليمن، وثانيا لم تستند في عملها على خطة علمية شاملة ومدروسة لتشخيص الأسباب والمسببات في تحديد سبل الحلول والمعالجات.

ولأهمية الأمر وشعورا مني بالواجب، فإنني أطرح بعض الأفكار والمقترحات عسى أن يستفاد منها، وهذه الأفكار مبنية بالمنطق، فالحلول والمعالجات أراها كالآتي:

أولا: هناك أسباب ومسببات، بوجود أعداد كبيرة من البنين والبنات- وبالذات في المناطق الريفية على وجه التحديد- لم تنخرط في الدراسة نهائيا.

إن ازدياد ظاهرة التسرب من المدارس بأعداد أخرى التي لم تدخل المدارس للدراسة، فمنهم من يتراجع عن الدراسة في مراحلها الأولى.

ونتيجة لضعف التعليم في بلادنا في وقتنا الحاضر نجد أن تلك الأعداد المتسربة في مراحلها الأولى تلتقي مع الأعداد التي لم تدخل المدارس نهائيا.

وبالتالي يدخل مجموع ذلك العدد في عداد خانة الأمية، وبهذا نجد أن الأمية تظهر وتتكاثر في كل جيل من أجيال بلادنا.

وهناك سبب يتمثل في الجهل وتدني الوعي الأسري، والفقر وصعوبة العيش في أوساط الطبقة الدنيا، وهي الأكثر عددا مما تدفع بأبنائها إلى أعمال الرعي والزراعة والأعـمال أخرى، وعامل الزواج المبـكر للبـنات.

ثانيا: ولكي نصل إلى الحلول والمعالجات المقترحة ينبغي العمل على إصدار قانون خاص يسمى قانون التعليم الإجباري للبنين والبنات إلى نهاية الصف التاسع من التعليم الأساسي.

وأيضا العمل على تفعيل دور محو الأمية وتعليم الكبار في جميع مناطق اليمن ليتزامن ذلك العمل مع بداية تنفيذ قانون التعليم الإجباري في كافة أنحاء اليمن عرضا وطولا.

وبهذا نستطيع الوصول في تقديري الشخصي إلى تحرير مجتمعنا من الأمية السائدة حاليا، وضمان عدم ظهورها بين أوساط أجيالنا القادمة من خلال الدرع الواقي والحصين، ألا وهو التعليم الإجباري، وهذا يتطلب بالتأكيد إلى وضع خطة علمية شاملة ومدروسة.

وإذا كان ذلك ممكنا في بلادنا اليوم إلا إنه مرهون بوجود إدراة سياسية عليا، فهل هم فاعلون؟

إنا لمنتظرون .. آملين أن يتم تحسين الوضع بصورة أفضل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى