انقطاع التيار الكهربائي نعمة أم نقمة

> «الأيام» رغدة كمال مصطفـى:

> لكل شيء في هذه الحياة حكمة، حتى انطفاء الكهرباء لحكمة وإن كنا لانعيها، فعند دخول فصل الصيف، معلنا قرب انتهاء العام الدراسي يبدأ أصدقاؤنا في إدارة الكهرباء بتنظيم جدول القطع التيار الكهربائي حفاظا على صحة الطلبة، وخوفا عليهم من أن يصابوا بالإرهاق وحرصا على عدم هدر أموال أولياء الأمور بصرفها على فواتير أجهزة التكييف.

ومن وجهة نظر أخرى يعتقد البعض أن الحرارة تقلل من كثافة الدماء في الدماغ مما يؤدي إلى سهولة دخول المعلومات وتخزينها في الدماغ.

ثم إن بذل الجهد في أوضاع محيطة قاسية لشدة الحرارة تنمي في الإنسان الشعور المرهف بالفقراء و المتسولين، وتعمق شعورنا بأزمة إخواننا في فلسطين، ولعلها طريقة لزيادة حسنات الناس، والحسنة تمحو السيئة.

عزيزي القارئ: عند انطفاء الكهرباء لا تدعو على العاملين في إدارة الكهرباء، فلقطع التيار الكهربائي فوائد أكثر من فوائد السفر فعند انقطاع التيار الكهربائي:

- تقل شهية الناس للأكل، وبهذا يقومون بتوفير بعض المال، ولكن للأسف يصرف هذا المال للشرب، لأنه عند ازدياد درجة الحرارة يتجه الناس إلى شرب الكثير من السوائل والعصائر.

- بانقطاع التيار الكهربائي تبدأ جلسات الساونا التخسيسية، ولكن شرب الكثير من العصائر وتناول المثلجات لا ينقص الجسم مللي جرام واحد، بل يزداد بعض الكيلوجرامات.

- يكتسب الإنسان حسنة ببذله جهدا في ظروف قاسية، ويخسرها في الشتم والسب.

- يستشعر الناس بإحساس المتسولين لدرجة أنهم يفقدون القدرة على الذهاب إليهم والإحسان عليهم.

- يعتقد البعض أن الحرارة الشديدة تجعل الطفل ينطق سريعا، لكنها تسبب له الكثير من المشاكل الصحية.

وهنا نجد أن كل فائدة لقطع التيار الكهربائي تذهب في مضادتها فلا تبقى منها شيء، ولا يستفيد أحد منها، ولكن المتضررون الوحيدون هم ذوي الاحتياجات الخاصة والرضع وذوي الأمراض المختلفة. فياحبذا لو أخذوا في عين الاعتبار أن يتم وضع الحلول في نصابها، وخصوصا في فصل الصيف، وأن تلتفت الجهات المختصة لهكذا وضع في أسرع وقت ممكن، ولا تتهاون أو تتساهل في ظل هذه الظروف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى