> يسابق رجال الإنقاذ الزمن أمس الأحد من أجل الوصول إلى 37 من عمال المناجم المحتجزين تحت الأرض بعد انفجار غازى في أحد مناجم الفحم في إقليم دونتسك الأوكراني.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن مصادر في قوات الدفاع المدني أنه تم إنقاذ خمسة من العمال المصابين حيث يتم علاجهم في مستشفيات دونتسك.

ويحاول أكثر من مائتين من عمال الإغاثة الوصول لموقع الانفجار الذي يقع على عمق أكثر من ألف متر تحت سطح الارض في عملية إنقاذ كبيرة .

وقال مسئولون إنه لم يتضح بعد مصير العمال المحتجزين لكن في بدايات الظهر كان عمال الانقاذ على عمق نحو 625 متر تحت سطح الأرض وقالوا إنهم سمعوا ما يعتقدون أنه أصوات بعض الناجين على عمق 700 متر.

وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني أوليكساندر تورتشينوف " إن جهودنا مركزة على منع امتلاء المنجم بالمياه ... لدينا عدة ساعات ولا يمكننا تخطي عمق 700 متر".

وظهر الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو في وقت متأخر من بعد الظهر ليعترف ضمنيا بأن بعضا من العمال الـ37 لم يستطع النجاة في رسالة لعائلات العمال معبرا عن "التعازي لخسارتكم".

ووقع انفجار غاز الميثان صباحا في منجم كارل ماركس في منطقة يناكييفو و قال شهود إنه كان قويا لدرجة أنه تسبب في كسر النوافذ فوق الأرض.

وقال شهود عيان إن الانفجار تسبب في تدمير نظام امدادات الهواء تحت سطح الارض والمنشآت الداعمة والمصاعد اللازمة للوصول إلى موقع الانفجار.

وصف تورتشينوف قوة الانفجار بأنها "غير مسبوقة".

وذكرت مجلة كورسبوندنت على موقعها على الانترنت أن الحاجة لاستخدام الدرج السلالم الخشبية وحتى الحبال بدلا من المصاعد للنزول إلى ما تحت سطح الأرض يؤخر بشكل كبير الجهود المبذولة للوصول إلى العمال المحتجزين.

وذكرت وكالة انترفاكس أن فرق الإنقاذ أحضرت رافعة متنقلة إلى الموقع من أجل إنزال رجال الإنقاذ إلى الممرات لكن الركام المتراكم بشكل عميق في الحفرة يمنع الدخول المباشر إلى منطقة الانفجار أو إلى أي ناجين.

وقالت وكالة انترفاكس إن الممرات الضعيفة المهددة بالانهيار وضعف التهوية والركام المتساقط تؤخر عمليات الإنقاذ.

ووفقا للمديرين التنفيذيين في شركة التنقيب عن الفحم أورزوناكيدويجال فإن المنجم كان فيه عمال قليلون وقت الانفجار نظرا لأنه كان مغلقا أمس الأول لاعتبارات السلامة.

وقال تورتشينوف إن عمليات التنقيب عن الفحم حظرت في الممر يوم الخميس الماضي بعد تفتيش على إجراءات السلامة لكن ليس من الواضح بعد إذا كان عمال المناجم المحتجزين كانوا يقومون بالتنقيب بشكل غير قانوني أو يقومون بعملية صيانة شرعية.

وتقوم الشرطة بالتحقيق مع طاقم شركة أورزوناكيدويجال ووفقا لتورتشينوف فإن الأشخاص الذين تتم إدانتهم بالتنقيب عن الفحم في تحد للحظر المفروض "يواجهون أقسى العقوبات".

وتعد مناجم الفحم الأوكرانية من أخطر المناجم في العالم بسبب افتقارها لإجراءات الأمان.

وأغلقت الحكومة الأوكرانية في الشهور الماضية عشرات المناجم بسبب النسبة العالية من الحوادث المميتة لكن عشرات أخرى من المناجم التي لا ترتقي للمستوى المطلوب مازالت تعمل بسبب الطلب العالي على الفحم من قبل صناعة الصلب والطاقة.

ووقع أسوأ حادث مناجم في تاريخ أوكرانيا في عام 2007 في منجم زيسيادكو بإقليم دونتسك والذي أدى إلى مقتل 101 من عمال المناجم بسبب انفجار عرضي لغاز الميثان.

وتسبب صناعة الفحم الأوكرانية في مقتل ما بين 250 إلى 350 شخصا في العام غالبا بسبب انفجارات تحت الأرض وتعطل المعدات.