خامنئي للمالكي: الوجود الاميركي مشكلة العراق الرئيسية

> طهران «الأيام» ستيوارت ويليامز :

>
حث المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي أمس الإثنين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على عدم التوقيع على اتفاق مع الولايات المتحدة ينص على بقاء قوات اجنبية في البلاد بعد عام 2008.

واكد خامنئي على ان وجود القوات الاميركية في العراق يمثل "المشكلة الرئيسية"، معربا عن ثقته بان العراق سيحطم "احلام" الولايات المتحدة.

ونقل التلفزيون الايراني عن خامنئي قوله "المشكلة الاساسية في العراق هي وجود القوات الاجنبية".

واضاف "نحن على ثقة ان الشعب العراقي سيتجاوز المصاعب وسيصل الى المكانة التي يستحقها. وبالتأكيد فان الحلم الاميركي لن يتحقق".

وتأتي هذه الزيارة الثالثة للمالكي لايران منذ توليه مهامه في 2006، في وقت يتفاوض فيه العراقيون والاميركيون منذ مطلع اذار/مارس حول اتفاق "تعاون وصداقة طويل الامد" سيحدد اطار العلاقات بين البلدين في المستقبل وخصوصا الوجود العسكري الاميركي في العراق.

ويرمي الاتفاق المعروف باسم "اتفاقية وضع القوات" الى وضع اسس قانونية لوجود القوات الاميركية على الاراضي العراقية بعد 31 كانون الاول/ديسمبر 2008 عندما ينتهي العمل بالقرار الدولي الذي ينظم حاليا انتشارها في هذا البلد.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر اتفق الرئيس الاميركي جورج بوش والمالكي على مبدأ توقيع الاتفاق بحلول 31 تموز/يوليو. واليوم يؤكد المسؤولون العراقيون ان لديهم "موقفا مختلفا" عن الموقف الاميركي بشأن هذا الاتفاق.

وذكرت وسائل الاعلام العراقية ان الولايات المتحدة تسعى الى الابقاء على 50 قاعدة عسكرية في العراق الى اجل غير مسمى، مما اثار قلق ايران، العدو اللدود للولايات المتحدة,ونفى مسؤولون اميركيون ان تكون لدى الولايات المتحدة مثل هذه الخطط.

ويعارض انصار رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر الاتفاق.

وقال خامنئي ان "رغبة عنصر اجنبي في التدخل في شؤون العراق والهيمنة على البلاد هي المشكلة الاساسية امام تطور العراقيين وعيشهم الكريم".

وبث التلفزيون الايراني مشاهد تظهر رئيس الوزراء العراقي مرتديا قميصا ابيض من دون ربطة العنق التي كان يرتديها حتى الان خلال زيارته. ويشار الى ان الجمهورية الايرانية تعتبر ربطات العنق رمزا للامبريالية الغربية.

وشكر المالكي ايران على دعمها "غير المحدود" للعراق، حسب التلفزيون الرسمي.

وسعى رئيس الوزراء العراقي أمس الأول الى طمأنة ايران بشان الاتفاق الامني، متعهدا بان لا يتم استخدام العراق قاعدة لشن اي هجوم على الجمهورية الاسلامية.

وقال عقب اجتماع مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي "لن نسمح ان يتحول العراق الى قاعدة للاضرار بامن ايران والدول المجاورة."

كما التقى المالكي في طهران كلا من الرئيس محمود احمدي نجاد ورئيس البرلمان الجديد علي لاريجاني.

وقبيل مغادرته طهران اكد المالكي ان زيارته الى ايران كانت "مثمرة".

وقال للصحافيين في مطار العاصمة "هذه الزيارة هي بالتأكيد خطوة الى الامام على طريق تحقيق اهداف البلدين". ومن ثم غادر المالكي ايران كما ذكرت وكالة انباء الطالبية الايرانية.

من ناحيته اعتبر نائب الرئيس الايراني برويز داوودي ان البلدين "توصلا الى بروتوكول اتفاق في مجال الدفاع (يتعلق خصوصا) بالمسائل الامنية الحدودية ونزع الالغام".

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول الاتهامات الاميركية الى الايرانيين بالتدخل في الشؤون العراقية رفض وزير الدفاع العراقي الاجابة مباشرة على السؤال.

وقال عبد القادر العبيدي "هذه مسألة خاصة، ولكننا بحثنا سويا مواضيع مختلفة بصراحة وشفافية".

واضاف "كذلك، لقد اثار الايرانيون بعض المسائل وقدمنا لهم الاجابات عليها".

وتتهم الولايات المتحدة ايران بارسال ذخيرة خارقة للدروع لاستخدامها لشن هجمات على الجنود الاميركيين، اضافة الى تدريب ميليشيات شيعية داخل ايران للقيام بعمليات في العراق، وتوفير الصواريخ لشن هجمات وسط بغداد.

وتأتي المخاوف الايرانية بشان الاتفاق العسكري الاميركي-العراقي المقبل وسط تجدد التوتر بسبب برنامجها النووي الذي تخشى الولايات المتحدة ان يكون الغرض منه امتلاك اسلحة نووية، وهو ما تنفيه ايران بشدة.

ولم تستبعد الولايات المتحدة مطلقا توجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية، فيما لا تزال اسرائيل تحذر انه قد لا يكون هناك بديل عن شن عمل عسكري ضد ايران.

وخاض العراق وايران حربا ضارية بين عامي 1980 و1988 قتل فيها نحو مليون شخص. الا ان العلاقات بين البلدين تحسنت بشكل كبير بعد الاطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين في عام 2003. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى