إنقاذ عمال المناجم في أوكرانيا في عملية إنقاذ شجاعة

> كييف «الأيام» د.ب.أ :

>
نجح عمال الإغاثة الاوكرانيون أمس الإثنين في إنقاذ عشرات الناجين من انفجار عمال منجم للفحم أدى إلى احتجازهم لأكثر من يوم على عمق كبير تحت الأرض.

وتم إنقاذ 17 من عمال المناجم في وقت متأخر من بعد الظهر وذكرت وسائل الإعلام المحلي أن السلطات عبرت عن تفاؤلها بأن المزيد من 19 رجلا الذين مازالوا محتجزين سيتم إنقاذهم خلال الليل.

ونجحت فرق الطوارئ التي تعمل في منطقة دونتسك تحديد موقع عمال المناجم المحتجزين في حجرتين الأولى على عمق 750 والثانية على عمق 850 تحت سطح الأرض كما استطاعوا انتشال جثة واحدة.

وقدرت السلطات أن ما بين 33 و 37 من عمال المناجم محتجزين تحت الأرض بسبب انفجار غاز الميثان على عمق ألف متر تحت سطح الأرض.

وذكرت محطة تلفزيون (إنتر) نقلا عن بيانات الإدارة أنه يبقى ما مجموعه 19 عاملا لا يعرف مصيرهم بعد ظهر أمس الإثنين بعد مرور أكثر من 36 ساعة على حدوث الانفجار.

ويسابق رجال الانقاذ الزمن وسط مخاوف من تأثر منجم كارل ماركس بمنطقة يناكييفو (60 كلم شمال شرق منطقة دونتسك) بمياه الفيضانات.

وأظهرت صور التقطها هواة وأذاعتها القناة الخامسة حدوث موجة من الغبار على شكل نبات عيش الغراب فوق ممرات منجم كارل ماركس.

وقد أدى الانفجار القوي إلى تدمير المصاعد وقطع خطوط الكهرباء وتدمير الدعامات الموجودة بالمنجم ما أدى إلى تأخير عمال الإنقاذ.

وذكرت مجلة كوريسبوندانت أن خمسة من العمال - اثنان منهم نساء - كانوا في أحد المصاعد قرب سطح الأرض نجوا من الانفجار بحروق تترواح بين طفيفة إلى شديدة.

وسمعت أصوات الناجين من تحت الأرض بعد ساعات من الانفجار لكن الركام منع رجال الإنقاذ من الوصول إليهم بسرعة.

ولم تتمكن فرق الطوارئ من بناء وسيلة لإنزال رجال الإنقاذ إلا بعد نحو 12 ساعة من الانفجار. لكن المصعد البديل لا يمكنه إلا حمل شخصين في المرة الواحدة وفقا للتقرير.

وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني أوليكساندر تورتشينوف إن الليلة مرت وعمال الإنقاذ يعملون بجد للوصول للناجين وذلك بترميم المنشآت المتضررة بشدة ولمنع امتلاء المنجم بالمياه.

وقال ترتشينوف "لدينا من الأسباب ما يجعلنا نعتقد أن الناس مازالوا أحياء في مستوى 850 مترا...سيستغرق الأمر ثلاث ساعات على الأقل من أجل رفع أولئك الذين وجدناهم (من بين 21 شخصا) إلى السطح مرة أخرى".

وقال تورتشينوف إن عمليات التنقيب عن الفحم حظرت في الممر يوم الخميس الماضي بعد تفتيش على إجراءات السلامة لكن ليس من الواضح بعد إذا كان عمال المناجم المحتجزين كانوا يقومون بالتنقيب بشكل غير قانوني أو يقومون بعملية صيانة شرعية.

وتقوم الشرطة بالتحقيق مع طاقم شركة أورزوناكيدويجال التي تدير كارل ماركس ووفقا لتورتشينوف فإن الأشخاص الذين تتم إدانتهم بالتنقيب عن الفحم في تحد للحظر المفروض "يواجهون أقسى العقوبات".

ووفقا لتقارير إعلامية فقد قامت الوكالة الأوكرانية للسلامة المعروفة باسم جوسجوربرومنادزور أمس الإثنين بإغلاق كافة المناجم الخمسة التي تديرها أورزوناكيدويجال طول فترة التحقيق.

وتعد مناجم الفحم الأوكرانية من أخطر المناجم في العالم بسبب افتقارها لإجراءات الأمان.

وأغلقت الحكومة الأوكرانية في الشهور الماضية عشرات المناجم بسبب النسبة العالية من الحوادث المميتة لكن عشرات أخرى من المناجم التي لا ترتقي للمستوى المطلوب مازالت تعمل بسبب الطلب العالي على الفحم من قبل صناعة الصلب والطاقة.

ووقع أسوأ حادث مناجم في تاريخ أوكرانيا في عام 2007 في منجم زيسيادكو بإقليم دونتسك والذي أدى إلى مقتل 101 من عمال المناجم بسبب انفجار عرضي لغاز الميثان.

وتتسبب صناعة الفحم الأوكرانية في مقتل ما بين 250 إلى 350 شخصا في العام غالبا بسبب انفجارات تحت الأرض وتعطل المعدات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى