محللون يعتبرون دعوة السعودية الى اجتماع مع مستهلكي النفط فرصة لحوار شفاف

> الكويت «الأيام» عمر حسن :

> اعتبر محللون خليجيون أمس الثلاثاء ان دعوة السعودية الى عقد اجتماع موسع مع الدول المستهلكة للنفط تمثل فرصة مهمة لاجراء "حوار شفاف" في اعقاب الضغوط القوية التي مورست على الدول المنتجة بسبب ارتفاع اسعار النفط الخام.

وقال الخبير الكويتي في شؤون النفط كامل الحرمي "انها فرصة لاجراء حوار شفاف وواضح بين المنتجين والمستهلكين للبحث بشكل جماعي عن الحلول لازمة الطاقة العالمية، اليوم وفي المستقبل".

واضاف الحرمي في حديث مع وكالة فرانس برس "هناك حاجة حقيقية للاجتماع بهدف اجراء مناقشة موضوعية لجذور ظاهرة ارتفاع اسعار الخام بدلا من القاء اللوم على المنتجين.. جميع الاطراف لها دور في ايجاد حل للمشكلة".

وكانت السعودية، اكبر مصدر للنفط في العالم، دعت أمس الأول الى حوار مع الدول المستهلكة للنفط حول ارتفاع اسعار هذه السلعة، واكدت في الوقت نفسه استعدادها لمواجهة اي نقص في العرض.

الا ان المملكة، وفيما بلغت اسعار النفط مستوى 54،138 دولار للبرميل، جددت التاكيد بان ارتفاع الاسعار لا تبرره اساسيات السوق.

ورحبت الولايات المتحدة بهذه الدعوة، علما ان واشنطن تعبر منذ فترة عن قلقها الشديد والمتكرر ازاء ارتفاع اسعار الخام وتأثيره على الاقتصاد العالمي,وكذلك فعلت بريطانيا.

كما رحبت ايران والكويت، وهما عضوان في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)،بالدعوة السعودية فيما اعتبرت طهران انه "قد يكون من المجدي دراسة جذور مشكلات الاسواق".

من جانبه، قال وزير النفط الكويتي محمد العليم "نعتقد ان المسألة تتعلق بالمنتجين والمستهلكين ايضا"، واعرب عن اعتقاده بان الطرفين "على السفينة نفسها".

اما المحلل الاقتصادي السعودي علي الدقاق فقال ان دعوة السعودية اتت بعد ان تصاعدت الضغوط على الدول المنتجة لزيادة انتاجها وبعد تحميلها مسؤولية ارتفاع الاسعار.

وقال الدقاق لوكالة فرانس برس "اتت الدعوة بعد ان تصاعدت الضغوط على اوبك لكي ترفع انتاجها لتهدئة فورة الاسعار ولو ان اوبك ليست مسؤولة عن ارتفاع الاسعار".

واضاف ان "مطالب المستهلكين برفع الانتاج لها دوافع سياسية"، مشيرا الى ان الاسعار تقودها "المضاربات المتوحشة" والنقص في القدرة على التكرير في الدول المستهلكة وخصوصا الولايات المتحدة.

وتابع "اعتقد ان السبيل الوحيد للخروج من الازمة الحالية هو كبح المضاربات في السوق الاميركية، فهي مسؤولة عن القسم الاكبر من زيادة الاسعار".

وتؤكد اوبك باستمرار انها تؤمن امدادات كافية للاسواق وانه لا حاجة لرفع الانتاج، الا ان القدرة الانتاجية الاحتياطية المحدودة ابقت السوق عند الحد الاقصى للقدرة الانتاجية.

وقال الحرمي ان النقص على مستوى القدرة الانتاجية الاحتياطية والمخاوف ازاء استدامتها تسهم في عدم استقرار السوق وبالتالي ارتفاع الاسعار.

وذكر الخبير الكويتي في هذا السياق ان "العالم بحاجة لقدرة انتاجية احتياطية بمستوى ثلاثة ملايين برميل يوميا على الاقل وبشكل مستدام، وهي قدرة يجب رفعها بمقدار مليون برميل كل سنة".

وفي الوقت الحالي، وحدها السعودية تنتج اقل من قدرتها الانتاجية وبالتالي لديها قدرة انتاجية احتياطية، الا ان مستوى هذه القدرة يبقى، بحسب الحرمي، اقل بكثير من المطلوب.

وفي الجهة المقابلة، قال الحرمي ان على الدول المستهلكة ان تتحرك عبر "رفع قدراتها في التكرير والتخفيف من الضرائب على الطاقة وضمان امن الطلب".

وستقوم دول اوبك بانفاق 160 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لرفع قدراتها الانتاجية، الا انها تطالب بضمانات بانه سيكون هناك من يشتري هذا النفط الاضافي، على حد تعبير الحرمي.

اما الدقاق فقال "بالطبع، ان المملكة ترغب بالتوصل الى حل عقلاني لمسالة ارتفاع اسعار النفط. انها دعوة صادقة الا ان الدول المنتجة لا يمكنها لوحدها ان تاتي بالحلول".

وخلص الى القول "ان كل ما كانت الدول المستهلكة تقوم به هو مجرد القاء اللوم على المنتجين، ومن هنا يهدف الاجتماع الذي دعت اليه المملكة الى الانطلاق في حوار موضوعي يمكن ان يؤدي الى حلول افضل". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى