> صدر عن (رابطة الأدباء في الكويت) كتاب (أحمد السقاف.. القابض على جمر الإبداع) لمؤلفه أحمد بكري عصلة، وجاء الكتاب على خلفية اختيار الشيخ الجليل الفاضل الأستاذ أحمد محمد زين السقاف (شخصية العام الثقافية لمهرجان القرين).

مؤلف الكتاب الدكتور أحمد بكري عصلة، السوري الحلبي من مواليد عام 1953 أديب وقاص ومحاضر في جامعة حلب، ويعتبر (.. القابض على جمر الإبداع) مؤلفه الحادي عشر، ويقع الكتاب في 285 صفحة موزعة في أربعة فصول، تحمل العناوين التالية:

الفصل الأول: حياة حافلة (9 - 39)

الفصل الثاني: عطاءات نثرية (40 - 95)

الفصل الثالث: سياحات في عالم الشعر (96 - 225).

الفصل الرابع: وقفات فنية (226 - 260)

ذيل الكتاب بباقة جميلة من صور التقطت لأستاذنا السقاف في محطات وطنية وقومية، عكست في حد ذاتها وقار الرجل ومركزه وموقعه في القلوب.

الأستاذ أحمد السقاف من السادة آل السقاف الذين استوطنوا الوهط، ثاني أبرز مدينة لحجية، ووالده المحامي الشرعي السيد محمد زين السقاف، وترتيب الأستاذ أحمد السقاف بين إخوته الخامس من ثمانية أولاد، حيث سبقه ولدان وابنتان وعمت الذكورية على من جاء بعده.

السقاف عروبي التوجه

احتل الأستاذ أحمد السقاف مكانة بارزة في دولة الكويت منذ بواكبر خمسينات القرن الماضي، وجانب التوثيق يعزز هذا الحكم، فهذا كتاب (الأدب في الخليج العربي) لمؤلفه عبدالرحمن العبيد الصادر عام 1957 عن مكتبة النشاط الثقافي بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.

أفرد المؤلف حيزا لأدباء الكويت، وهم: يوسف بن عيسى القناعي وعبدالعزيز الرشيد وفهد العسكر وأحمد مشاري العدواني وعبدالله زكريا الأنصاري وصقر بن سالم بن شبيب وعبدالله العلي الصانع وأحمد محمد زين السقاف وعبداللطيف إبراهيم النصف وخالد سليمان العدساني ومحمود شوقي عبدالله الأيوبي وسيف مرزوق الشملان، واستدرك الكاتب ذكر آخرين فضمهم في فقرة واحدة، وهم الأساتذة: حمد الرجيب وعبدالله سنان وفهد الدويري وعبدالعزيز حسين (مدير المعارف الكويتي آنذاك)، وحصر الكاتب في فقرة أخرى شبابا أكملوا دراساتهم العالية، ولهم إسهامهم في إحياء جذوة الفكر، وهم الأساتذة: عبدالله أحمد حسين الرومي وأحمد الخطيب وعبدالوهاب محمد العبد الوهاب وفاضل خلف، ومن الشعراء المجددين كالأساتذة: أحمد السيد عمر وعبد المحسن رشيد البدر.

استهل الكاتب بتعريف الأستاذ السقاف بأنه «شاعر من شعراء الكويت، ويتسم شعره بطابع القومية».. وفي جانب الصحافة أفاد الكاتب بأن الأستاذ السقاف ترأس مجلة «الأيمان» المحتجبة، وبالإضافة إلى ذلك له كتابات حية رصينة أشهرها كتاب (الأوراق) الذي قدم فيه صورة من حياة (الأديرة) التي تقام في أماكن مختلفة.

العروبة هي قدر الأستاذ أحمد السقاف تتابعه كظله، فها هي مجلة «العربي» الكويتية التي أصبحت مشروعا قوميا كبيرا، وكان الأستاذ السقاف وراء إخراجها إلى حيز الوجود قبل نصف قرن، عندما كان وكيلا لوزارة الإعلام الكويتية التي انتقل منها إلى الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي عضوا منتدبا للهيئة بموجب مرسوم أميري بتعيينه في صيف 1966، وكان رئيس الهيئة وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد (أمير الكويت حاليا)، ومن خلال موقعه، قدم الأستاذ السقاف خدمات جليلة لكل دول المنطقة التي كانت بمسيس الحاجة للدعم الكويتي في مختلف مجالات التنمية، ومنها اليمنان، (اليمن الشمالي واليمن الجنوبي).

عصلة يتألق في اختزال سفر كبير في كتاب واحد

تألق الدكتور أحمد بكري عصلة أيما تألق في اختزال ترجمة الأستاذ أحمد السقاف من نقطة انطلاقه من عدن بحرا إلى العراق على متن سفينة بريطانية عام 1937، حيث استقر في العراق ليتلقى دراسته الثانوية، وانتقل بعد ذلك إلى كلية الحقوق بجامعة بغداد، وحدث انعطاف حاد في مسيرة حياته، عندما انفجرت شرارة ثورة عالي الكيلاني على الوجود البريطاني والملكي في العراق عام 1941، وقاد المجاهدين عبدالقادر الحسيني، وأصيب الأستاذ السقاف في عضده، وفشلت الثورة، فنزح السقاف إلى الكويت، واستقر هناك حتى يومنا هذا.

تطرق الدكتور عصلة إلى كل تفاصيل سيرة الأستاذ السقاف، وقدم عرضا موجزا لكل عطاءات الأستاذ السقاف نثرا وشعرا، وسلط الضوء على كل كتبه وعلى ديوانيه الشعريين.

حقيقة، إن من لم تتوفر له كل مؤلفات الأستاذ أحمد السقاف وديواناه الشعريان سيجد ضالته في كتاب (أحمد السقاف.. القابض على جمر الإبداع) الذي صيره الدكتور عصلة عصيرا مركزا لفواكه شهية أنتجها الأستاذ أحمد السقاف.